منتدى استراحات زايد - المسلم الخكري

هذا المقال للكاتب عبدالله الشولاني الكاتب بجريدة سبق الالكترونية اححببت ان انقله بالنص لانه فعلا مقال جميل

اتركم مع المقال

المسلم الخكري

هل يوجد مسلمون خكارية ؟ نعم. لكنهم ولله الحمد قلة قليلة منبوذة ومُحتقرة " حتى الآن ".

يخبرني أحد الإخوة بقصة طريفة حدثت قبل سنوات طويلة في أحد مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قبضت الهيئة في كمين نصبته على شاذ إندونيسي ، جيء به للمركز للتحقيق معه . اضطر أحد الأعضاء هداه الله إلى ضربه بالخيزرانة على مؤخرته ليعترف كي يُدوَّن اعترافه ويُرحَّل إلى الشرطة ، كان عضو الهيئة يضرب الإندونيسي ، فيرد الإندونيسي بالصراخ : الله أكبر الله أكبر ! وسط دهشة الأعضاء ، وهو ما دعا أحد الأعضاء وهو أخفهم دماً موجهاً قوله إلى الإندونيسي : القرآن مخلوق أم هو كلام الله ؟! ( يحاكي القصة المعروفة لمحنة خلق القرآن التي عُذِّب بسببها الإمام أحمد رضي الله عنه ) .

هذا النوع من المسلمين " الخكارية " هو المطلوب اليوم على نطاق واسع .

يريدون مسلماً لا يعرف الجهاد في سبيل الله ولا القتال ولا الدفاع عن أرضه وعرضه ، بل يعرف الرقص والغناء والطبل والزمر . لا يعرف من هو أحمد ياسين والرنتيسي ويحيى عياش لكنه يعرف جيداً من هي هيفاء وهبي وأليسا ونانسي وجواد العلي !

يريدون مسلماً " عابثاً " لا يهمه انتصار المقاومة الإسلامية والعربية في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان بل انتصار منتخبه الكروي ، ولا يهمه ما يجري في غزة أو العراق أو أفغانستان أو غروزني بل ما يجري في ستار أكاديمي وسوبر ستار ، ولا يهمه استشهاد نزار ريان أو سعيد صيام بل اغتيال سوزان تميم وابنة ليلى غفران !

يريدون مسلماً يقطع روابطه " الدينية " فلا يحزن ولا يألم ولا يبكي لما يصيب إخوته " المسلمون " في أي مكان خارج دائرته الضيقة وحدوده الوطنية.

يريدون مسلماً يُصدِّق أن هذه الحرب الواسعة التي شُنَّت على ثلاثة بلدان من بلاد المسلمين هي حرب على الإرهاب ، لذا فهو مدعو للانضمام إليها والمشاركة فيها جنباً إلى جنب مع القوى العظمى .

يريدون مسلماً يؤمن بالتعايش السلمي مع " الآخر" ، الكافر ، مهما أظهر هذا الآخر من عداوة تجاهه ، وارتكب من مجازر في حقه ، وداس بالأقدام مقدساته .

يريدون مسلماً يشعر بالانبهار تجاه تقدَّم " الآخر " وقوته وحضارته ، ويشعر بدونية وتخلف وتأخر أمته ، ذلك الشعور الذي يتحول ليكون كرهاً وعداوةً وجلداً للذات وهجوماً كاسحاً على قيم هذه الأمة ودينها.

يريدون مسلماً " على المقاس النصراني " لا يعرف من الإسلام سوى ما يعرفه النصراني من النصرانية ، طقوس وترانيم وأعياد واحتفالات ومواسم ، وما لله لله وما لقيصر لقيصر !

يريدون مسلماً " درويشاً " يتعبد الله في محرابه منصرفاً إلى ملكوت الله لا يهمه ما يجري في هذا العالم من حوله ، وليس لديه استعداد لمقاومة الظلم والمنكر والكفر والإلحاد.

يريدون مسلماً يجد نفسه فقط في المسارح ودور السينما والديسكو والفيديو كليب والمجمعات التجارية والمزاين والشات ، مسلمٌ لا علاقة له من قريب أو من بعيد بساحات الكرامة والشهادة والعزة ، ولا بساحات العلم والاختراع والاكتشاف ، ولا بساحات الدعوة والصدقة والإغاثة.

يريدون مسلماً لا يقرأ القرآن ، وإذا قرأه لا يستطيع أن يعيه ، وإذا وعاه لم يستطع أن يُطبِّقهُ ، وإذا طبَّقهُ وجد من بني جلدته من يحاربهُ .

يريدون مسلماً لا يؤمن بالغيب ولا بوعد الله ولا بوعيده ، لا يعلم إلا ظاهراً من الحياة الدنيا وهو عن الآخرة من الغافلين.

يريدون مسلماً لا يُصدِّق أن المسلمين المجاهدين منتصرون في كل أحوالهم سواءً بالنصر أو الشهادة. بل مسلماً يُخيفه ويُرعبه مشهد الأشلاء والضحايا والأسر والتعذيب منجذب إلى هذه الحياة الدنيا مشدود إليها متعلق فيها وليس في وارده الآخرة وجنانها ورياضها.

يريدون مسلماً يُصدِّق أن لا قدرة له على مقاومة وجهاد الغزاة الذين يستبيحون أراضيه بقواتهم وأجهزتهم وماكيناتهم وتقنيتهم العسكرية المتطورة. يريدونه أن يقطع الصلة بعمر المختار وبعز الدين القسام والخطابي والمهدي من الذين قاتلوا المحتل وقاوموه وبذلوا أرواحهم في سبيل الله حتى أخرجوه رغم البون الشاسع بينهم وبينه ، لكنهم آمنوا بأنَّ الله لم يأمرهم بأكثر مما يستطيعونه حين قال : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ".

العالم الكافر ، وحلفاؤه من أهل النفاق من بني جلدتنا ، يريدون هذا النوع من المسلمين الخكارية الناعمين اللينين الهينين الودودين الطيبين ، وقديماً قال الأمريكان البيض : " الهندي الأحمر الطيب هو الهندي الأحمر الميت " ....

واليوم يقولونها : " المسلم الطيب هو المسلم الخكري " ......