الإسلام لا يقود الحياة
 

الإسلام لا يقود الحياة ..

لا يمكن للإنسان المتدين الذي يرى في الإسلام منهجاً ومسلكاً وطريقاً أن يغفل الحراك السياسي في البحرين وكيف أصبح مشروع الدولة الإسلامية بعبعاً مخيفاً يهرب منه أكثر السياسيون وفئات كثيرة من المجتمع .. لا أعلم حقيقة ما الذي يدعو الغالبية المسلمة المؤمنة المتدينة لغير المطالبة بالدولة الإسلامية: هل هو الخوف من البعبع الدولي الذي سيستهدفنا إن طالب الشعب بما يدين به غالبيته، أم هو الخوف من الطائفية، أم هي القناعة بأن الدولة الدينية غير قادرة على الحكم بعدل ومساواة إزاء الدولة المدنية، أم أن هناك أسباباً أخرى .. لا يهم حالياً الأسباب بقدر ما يهم أن المطالبة بدولة الإسلام هي أبعد ما تكون عن المطالب التي يطرحها الشعب في البحرين وأن المطلب الجماهيري المرغوب هو الدولة المدنية .. وأقرب ما نكون في مطالبنا هو أن يكون الإسلام تحت مظلة الدولة المدنية كسطر في أول بنود الدستور ..

طرح الشهيد -بناء على رسالة من علماء جبل عامل عند انتصار الجمهورية الإسلامية في ايران- كتاب الإسلام يقود الحياة .. وهو:

• لمحة فقهية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في ايران
• صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي
• خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي
• خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء
• منابع القدرة في الدولة الإسلامية
• الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي

في هذا الموضوع سيتم التركيز على بعض ما يطرح الشهيد الصدر في كتابه ..

الشعب مصدر السلطات:
بح صوتنا ونحن نصرخ وننادي في كل مكان .. الشعب مصدر السلطات .. طبعاً لا نظام يرغب في أن يكون الشعب مصدر السلطات، ولا رموزاً يأملون في أن يكون الشعب مصدر السلطات، ولا أي فرد يقبل بأن يكون الشعب مصدر للسلطات .. نعم، الشعب مصدر للسلطات إذا كان خيار الشعب يصب في خياري، أم إن كان خيار الشعب ضد خياري، فالويل له: فهو إما جاهل أو حاقد أو خائن ..

تُرى هل هذا الشعار شعار صحيح أو هو شعار خاطيء! هل نفتقد للثقافة الصحيحة التي يمكن لهذا الشعار أن يُطبق عليها هذا الشعار، أم أن الشعار هو ليس إلا وهم لا حقيقة له!

ما هي نظرة الشهيد الصدر في هذا الشعار، وهل لديه نظرة أخرى .. هذا ما سنحاول أن نتعرف عليه في المداخلات القادمة.