رحلة في القيادة
 

رحلة في القيادة

بفتح باب الثورة بتاريخ 14 فبراير 2011 في البحرين، بدأت الكثير من الصور التقليدية بالانهزام أمام الصور الجديدة .. ولعل أبلغ صورة تميزت بها الثورات في عالمنا الإسلامي/العربي هو تصدي الشباب لهذه المرحلة وقيادته للساحة بكل جدارة وتفوق وابداع .. الصورة التقليدية للنظام لم تستطع أن تجاري مستوى القدرات الفائقة التي تمتع بها شعبنا على جميع المستويات، بل لم تستطع حتى الكيانات الأخرى من معارضة ومؤسسات وغيرها إلا أن تلتحق بهذا الحراك الثوري الذي صنعه الشعب بقيادة شبابية ..

أراد النظام ومن خلفه الكثير من القوى المحلية والعالمية أن تقوّض هذا الحراك الشعبي فلم تفلح معه كل المحاولات البشعة والحقيرة .. ومع ذلك فإننا لا نزال نعيش منعطفاً هاماً جداً يستدعي أن تتطور فيه المهارات والقدرات ليستطيع شعبنا أن يحقق أهدافه الحقة ..

لعل من أهم مكامن القوة التي امتلكها الحراك الثوري هم الشباب (نساءً ورجالاً) وقدرته الفائقة على تغيير الواقع .. لم يعد خافياً على الكل أن مفهوم القيادة التقليدية من زعيم واحد وقائد واحد أصبحت من الماضي، وأن المرحلة الحالية تستدعي المزيد من قيادات التغيير التي نحتاجها في صراعنا مع قوى النظام ومن يقف خلفه ومعه ..

في هذا الموضوع سأحاول أن أطرح دروس في القيادة لعلمي بأن شبابنا يحتاج إليها لتطوير قدراته القيادية في تغيير الواقع وصنع المستقبل .. هذه الدراسة العملية بعنوان: المهارات العملية لنجاح القيادة .. نُشرت من قبل مجموعة ألبرك وقدمها: فيليب فان هوزر ..

ما يوجد في هذه الدورة العملية مجموعة من الدروس العملية في مفهوم القيادة وتطبيقاتها .. هذه الدراسة قد وضعت للشركات الكبرى لتطوير أداء الإداريين وأصحاب المناصب والمراكز في الشركات الحكومية والخاصة ..

لماذا هذه الدراسة مهمة وما دخلها بواقعنا الثوري المحلي؟

تبرز أهمية هذه الدراسة في الحراك الثوري لما للقيادة من أهمية بالغة في السعي نحو التغيير الذي ينشده الشعب .. الصورة التقليدية لدولة المؤسسات قد تم تقويضها بالحراك الثوري إذ أظهر هذا الحراك مدى هشاشة الدولة ومؤسساتها في مواجهة التغيير الذي أراده الشعب .. فلم تبقى أي مؤسسة إلا وأخضعها النظام تحت رحمته وسياطه في محاولات مستميتة لتقويض الحراك الشعبي وقتل الثورة .. لم يعد للنظام أي احترام لقانون أو قيمة إنسانية يرتكز عليها بفعل كل الجرائم التي قام بها ضد شعبنا المسالم .. و فئة كبيرة من الشعب وصلت الى قناعة بعدم أهلية وكفاءة هذا النظام في حكم شعب راقي ومتحضر كشعبنا ..

في مثل هذه المرحلة تستدعي الضرورة أن يتطور الحراك الثوري بما يخدم مسيرته في تحقيق أهداف الشعب الكبرى مع وجود كل المخاطر التي تهدده في حياته، أمواله، أعراضه، والأهم هو كرامته وحريته .. فتبرز أهمية الكفاءة القيادية في الكثير من المجالات التي يقدر لها أن تدفع بالحراك الثوري نحو الأمام .. فالهدف من هذا الدراسة إسقاطها على واقعنا المحلي بما يخدم في خلق المزيد من القيادات التي نحتاجها في كل بيت، فريق، منطقة من البحرين ..

يتبع: "الدرس الأول: أسس القيادة"