منتدى استراحات زايد - دقت ساعة المقاومة!

وصلنا أخيراً إلى ذكرى الثورة، شاهدنا الائتلاف ينظم زحفاً فدائياً ثم زحفاً آخر جماهيرياً، رأينا الحماس والصمود والاستبسال في أعين شبابنا وشاباتنا، كما شهدنا القمع والوحشية والهزيمة النفسية في سلوك النظام ومرتزقته..
اليوم رسمنا الخط الفاصل بين الأمس والغد، يكفي ما قدمناه من دماء وجرحى ومعذبين وبيوت منتهكة وحرمات مدنسة، إن كان لدى البعض ما يريده إثباته للعالم فقد ثبت وكفى وزاد عن حد الإثبات ليبلغ حد الاستجداء المذل.

بعد عام كامل من ممارسات الإبادة والتصفية الجسدية والمعنوية ظل الوضع كما كان عليه: شعب تغلي عروقه غضباً ويستعر صدره كرهاً لآل خليفة الأنجاس، ثوار ينضجون في اليوم 10 أعوام أنفةً وتنظيماً وشجاعةً وإقداماً، وفئة أخرى بين بلطجية وموتورين مجيشين طائفياً و"معارضة" مخملية لن يرتفع سقف مطالبها، أياً كان العذاب المصبوب على شعبها، لأكثر من حكومة منتخبة!

لذلك فقد حان الوقت أيها الثوار كي تديروا لكل أولئك ظهوركم، لا سبيل لإقناع من تريدون إقناعه بالانضمام لصفكم لأن انحرافهم لا صلة له بمنطق أو ضمير، بل هو انحراف أخلاقي وسلوكي لا مناص منه لمن استمرأ الجلوس على موائد السلاطين والتبسم في وجوههم ومخاطبتهم بالكرام وأصحاب الجلالة.

لم يعد مقبولاً بمنطق الحرب أو السلم أن نواصل على الطريقة ذاتها ونتوقع نتائج مختلفة، أقصى ما سنحصده بهذه الطريقة هو دعم أجندات من نرفض أجنداتهم ليحصلوا على بعض فتات تافه يقدمونه لنا كإنجاز عظيم.
أيها الثوار، حان وقت المقاومة: نحن محتلون في أرضنا، محاربون في أرزاقنا، مهدورو الدم والكرامة، من يقارعكم حقكم في المقاومة واحد من اثنين: خائن أو جبان، الأول يُحاسب والثاني يُهمل ويُحتقر.

المقاومة تنشأ بخلايا منظمة في كل منطقة، وهذه قد تشكلت بالضرورة وببركات الائتلاف الذي منّ به الله قيادةً معنوية لهذه الثورة. يبقى زيادة تنظيم هذه الخلايا وتعبئة عناصرها معنوياً وتدريبهم وتمكينهم مادياً، والتطور في مسلك السرية والتكتم، والتطوير المتسارع والحثيث والجاد لأسلحة المقاومة ولا سيما العبوات الناسفة التي تحصد عشرات المرتزقة في مناطق مدروسة وبخطة منتظمة منسقة بين أكثر من منطقة كي لا يتم الاستفراد بمنطقة وحدها.

لا بد من هذه النقلة النوعية في العمل، واعلموا أن أول ما عليكم تحصيله هو "ثخانة الجلد" التي يتمتع بها البعض، المقاوم لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، طريقه واضح وهدفه ناصع ومصيره إحدى الحسنيين، فلا تبالوا بمعاتبٍ أو لائم أو مثبط أو مداهن. بعد عام كامل انفرزت النفوس وسقطت الأقنعة وظهر الحق ناصع أبلج، انظروا عندما كنتم اليوم في الميادين بين كرٍ وكر، تفتدون وطنكم وأهلكم بأرواحكم ودمائكم، أين كان القادة الناعمون المخمليون أو حتى العلمائيون؟ في مقدمتكم يحثونكم على الزحف ويفتدونكم؟ في وسطكم يواسونكم بأرواحهم؟ خلفكم على الأقل يحتمون بكم ويمسحون رؤوس مصابيكم؟ أم كانوا بين متفرج ومغرد بأسخف العبارات وأتفهها؟

كنتم ثواراً عاماً كاملاً، والثورة الشعبية لا تنجح ما دام فيها استسلاميون ومنهزمون ومتمصلحون يحرّفون مطلبكم ويسوقونه ذات اليمين وذات الشمال وفق هوى مصالحهم، فلتكونوا من فجر الغد مقاومين: الثورة جمعٌ يغلب بالكثرة، والمقاومة قلة تغلب بالشجاعة، فكونوا من القلة الممدوحة عند الله عزوجل المحمودة فعلاً في الأرض والسماء. حي على المقاومة.