وصلني بالبريد: أيهما أكثر بشاعة وعقاباً، قتل البدن أم تدنيس الشرف؟!
 

بسم الله الرحمن الرحيم
" كنت بصدد ركوب السيارة فاستوقفني جاري...
ـ لو سمحت فلان؟
ـ نعم؟ تفضل...!
ـ عندي مسألة بس محرجة شوي!
ـ تفضل عزيزي عادي، إذا كنت أعرف جوابها زين وإلا فنسأل عن حكمها أحد علمائنا.
ـ صارت عندنه قضية في العمل.. بعض زملائنا شافوا بعض الصور الخلاعية في جهاز أحد الزملاء! صراحة شي مو متوقع.. الرجال مؤمن وزين وما عليه شي، بس القضية ثابتة وشافوها أكثر من شخص.. الصور شافوها في جهازه! فويش رايكم؟!
ـ وجود الصور في جهازه مو دليل ان هو الي دخل الصور في الجهاز.. هذا أولاً..
الشي الثاني هذا مو دليل انه هو شاف الصور!
ـ بس الجهاز جهازه وأكثر من شخص شاف الصور شلون مو دليل؟!!!!
ـ صحيح.. انته تسألني عن حكم الشرع لو حكم الناس – أو حكم غالب الناس – في مثل هالموارد؟!
ـ حكم الشرع طبعاً.
ـ خلاص، الشرع يقول لك وجود الصور في جهازه مو دليل ان الصور ليه، ولا دليل انه هو شافهم. فهذا مو دليل أصلاً على إدانة الرجال وسوء الظن فيه، فضلاً عن اتهامه وإسقاط سمعته وشرفه.. خصوصاً مثل ما تقول انته أن هو شخص مؤمن ومو معروف عنه شي من هالقبيل.
أضرب ليك مثل صار لأحد المعارف:
يقول: قبل فترة فتحت اللابتوب.. تفاجئت بخروج صورة صغيرة لامرأة شبه عارية تقف على سطح المكتب وترقص!
ذهلتُ جداً وتزايدت ضربات قلبي! ناديت زوجتي بسرعة وأريتها المشهد! أم فلان؟!
شوفي؟! ويش هذا؟!
هي أيضاً تفاجئت.. كان غرضي من إحضارها أن تكون شاهدة على القضية من بدايتها حتى أصل لحل فيها ولأني أخذت هذا الجهاز لمكان عمل مع مجموعة من "المؤمنين"!
دققت فاكتشفت أنه برنامج باسم(Windows Dancer) يأتي مع نسخة ويندوز ميديا سنتر(Windows XP Media Center Edition 2005) بشكل تلقائي.. فمن ينصب هذا النظام أو يتم تنصيبه له في المحل قد لا يراه مطلقاً لو كان شغله مكتبياً ولا يفتح قائمة ( البرامج) ويلتفت إليه.
فحللت المسألة ويمكن لأي شخص أن يدخل على مايكروسوفت وينظر في خصائص هذا النظام وسيجدها كما هو بينت بكل بساطة.
زين مولانه.. ألحين أنته لو هذا الي في شغلكم كانت عنده هاذي النسخة، والمسكين ما يدري بهذا البرنامج وشفته أنته لو غيرك وكنتون ما تدرون عن وجود برنامج بهذه الشاكلة جان يمكن تحكمون عليه ظلماً وبشكل متسرع!
أو لو أنه هو ما شافها وشافوها " المؤمنين" الي كان وياهم في جهازه وفاتحوه بها؟!
يمكن يتفاجأ ويرتبك ويخرس من المفاجئة! ولا يعرف يتكلم!
بعدين ويش بيطلع؟!
بيطلع شافوها مؤمنين وهم شهود.. فلان وفلان الثقة والرمز ومن هالعناوين.. الناس ما راح تسأل ويش الصور.. ولا راح يجي في بالها ولا تعرف شي اسمه ويندوز دانسر ولا كل هالأمور..
الناس راح تعرف شي واحد ان فلان " الثقة" وفلان " المؤمن" قال! ويالله قوم فجج!

اضيف لهذا.. لو كانت الصور دخلت لجهازه من التصفح على النت بشكل غير مقصود وتخزنت في الملفات المؤقتة..
مثلاً كان يبحث في قوقل عن شي معين وطلعت وياه هالخرابيط..وتخزنت في الملفات المؤقتة وبعدين أحد شافها..
أو كان أحد أقاربه أو معارفه أو أصحابه هو صاحب الصور(بقصد لو بدون قصد) فهل تنتظر منه يبرأ نفسه ويتهم ويفضح غيره ويخسر آخرته؟!!
ـ صحيح كلامك! المسألة ساعات ناخذها بكل بساطة وهي بكل هالخطورة!!
ـ هذا هو الواقع! ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج!
المحك لمعرفة المؤمن من المدعي والمتدين الحقيقي المتقي من المدعي هو في ضبط اللسان .. هذه القضية كل واحد فينا معرض لأن يقع فيها، فكيف يحب أن يحمله الناس ويتعاملوا معه؟!
لا يغرك شيوع الاسم ولا اللافتات الكبيرة!
المحك مو صلاة ولا صوم ولا جهاد ظاهري وسجن ولا غيره!! المحك لمعرفة حتى خلفية الجهاد والسجن والظهور هو التقوى الحقيقية والتي لا تعرف إلا في مثل هذه المواضع من لجم اللسان عما حرم الله(تعالى) وعدم المسارعة لاتهام الناس الأبرياء الذين قضوا حياتهم في التدين بسبب أمر ظاهر يحتمل ألف محمل خير.
الإسلام يقول لينه لين شفنه في شخص رائحة الخمر نحمله على خير بينما نحن نحمل أعماله الحسنة على السوء!" انتهى!
الغريب فعلاً أنه في مثل هذه المواضع يقال عادة بأن عمل الإنسان وفكره وظنونه نابعة من جنس نفسيته.. فلو كان مؤمناً فخلفياته الإيمانية ستجعله يحمل غيره على خير.. ولو كان منحرفاً ستأخذه خلفياته المنحرفة للحمل على السوء..
بينما الواقع عكس ذلك(إلا ما شذ وهم القلة القليلة)! فلو وقع بعض المؤمنين في مثل هذه القضية لرأيت ما نسميه "منحرف" ينزه المؤمن ويفتش له عن ألف محمل ومحمل.. بينما أول ما يقفز في ذهن بعض من يسمون بالمتدينين هو سوء الظن!
فعلاً ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج!