شرح الانواء ومنازل القمر
 

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عدة سنوات قمت بشرح مفصل لمنازل القمر شرحا وافيا تتبعت فيه المصادر العربية المطبوع منها والمخطوط وخرجت بكتاب عظيم المنفعة في فنه وقد اخذ مني هذا الكتاب قرابت سبع سنوات وقد اسميته مذاهب العرب في الانواء مقارنة بعلم الفلك الحديث واليوم اجد من الاخوة الكرام الذي بهرت بمعلوماتهم القيمة التي افادتني علما انني امضيت عمرا طويلا في هذا الفن الا انني حقيقة وقفت امام هذه المعلومات وقفت السعيد الذي علم ان تراثنا لان يضيع مع امثال هؤلاء الرجال الذين استطاعوا ان يثبتوا للعالم اننا لانزال نفخر ونحفظ تراثنا ولهذا سوف يكون لهذا المنتدى النبرس الذي يضى الطريق بكل فن وكل موروث نرثه عن اجدادنا بصمة في تاريخ العلوم الثقافية وسوف اعرض ما استطيع كتابته او اكلف من يكتب هذا الشرح وذلك لقصر نضري اليوم من جرى رصدي لفتره طويله لم اكن اعرف يومها المقربات او البرامج التي ساعدت في تحصيل المعرفة الفلكية

فاقول


الشرطان نجمان نيران من القدر الثالث على قرني الحمل احدهما في ناحية الشمال والآخر في ناحية الجنوب بين الحوت و الثريا مع كل واحد منهما نجم صغير( )
بينهما في رأي العين قدر ذراع، اي مايقارب (4)درجات قوسية( )
وهو أول النجوم الشامية واول طوالع الربيع وكان قديما يعد أول منازل القمر حيث كان أقربها إلى نقطة الاعتدال ( )
أما ألان فهو ثالث المنازل القمرية والشرطان بفتح الشين والراء مثنى شرط وهي العلامة( ) أي علامة دخول اول ألسنه فكلما نزلت الشمس الشرطين فقد مضت سنه وقيل ان بسقوطهما علامات المطر والريح

قالَ ذو الرُّمَّةِ يصِفُ رَوْضَةً
حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أَشْراطِيَّةٌ وَكَفَتْ فيها الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَرَاعِيمُ ( )
وقالَ العَّجاجُ ( )
جادَ لَهُ بِالدُبُلِ الوَسمِيُّ مِنْ باكِرِ الأَشراطِ أَشْراطِيُّ ( )
أضافَ إلى الأَشْراطِ ، والواحدُ شَرَطٌ ،.ويقال له الشَرَطانِ او الشَرَطُ ، وبعضُهُم يقولُ : أَشْراط .
وقال اخر
عواد من الأشراط وطف نقلها ... روائح أنواء الثريا الهواطل( )

وقال الكميت ( ) في الإفراد:
ومن شرطيّ مرثعن تجللت ... عزال بها منه بثجاجة سجل( )
و قال المرزوقي "وليس يَمْنَعُ تحريكُه في النسبةِ من أن يكونَ الواحد شَرْطاً بإسكان الراء وإذا نُسِبَ إليها لم يُنْسَب إلا بالجمع ، أو الإفْرَاد ، فأما مثنى فلم نجدهم قالوا شرطاي. قال العجاج في الجمع: من باكر الأشراط أشراطي. وهذا قليل. انظر المخصص والامكنة
قال الشيخ: الجمع قد نسب إليه إذا جُعل علماً أو أجري مجرى العلم، فالعلم كقولهم: كلابي وأنماري ومدائني وما أجري مجرى العلم أشراطي" ( )
و البعض يجعلها الاشراط بالجمع لا التثنية( ) وذلك لوجود مع كل واحد منهما نجم صغير يقال انه بهما سميت الاشراط


والشرط العلامة ومن هذا قيل لأصحاب السلطان إذالبسوا السواد: الشرط لانهم جعلوا لأنفسهم علامه يعرفون بها تخصهم دون غيرهم , وكذلك شرطت لفلان شرطا أي جعلت له علامة "( )

"يقال أشرط نفسه أي أعلمها علامة يعرف بها وبه سمي الشّرط."( )
" لان بسقوطهما علامات المطر والريح "( )
" ويقال سمي بذلك لكونه علامة ً على طلوع الفجر عند طلوعه، "( )
وقيل ايضا "انما سميا شرطين لانهما علامة دخول اول السنة "( )
"وقال الزجاج : سميا الشرطين لانهما كالعلامتين , أي سقوطهما علامة لهذا المطر"( )

وتسمى النَّطْحُ والناطح و النطيح( ) ايضا. لأنها عند أصحاب الصور قرنا الحمل ( )

يقول الصوفي( )"وأما العرب فقد اختلفت الرواية عنها في بعض كواكب الصورة (اي صورة الحمل) والخارجة عن الصورة فروي بعضهم أنها تسمى الاثنين النيرين اللذين على القرن الشرطين والشرط وهو المنزل الأول من منازل القمر ...
وانها تضيف إليهما الخامس الخفي الذي على جنوب الأول بالقرب منه فتسميها الاشراط والنطح أيضا "( )
ويقول " وان البعد بين كوكبي الشرطين مثل البعد بين الفرقدين وانهما تضيف اليهما الأول الجنوبي من الاثنين الذين على القرن وتسميهما الاشراط والنطح وتسمي الأول النير الخارج عن الصورة الناطح ( )

ويقول البيروني ( )
" هما الاول والثاني من صورة الحمل ومع اجنبهما كوكب صقيل صغير هو الخامس من الصورة ."( )
وامام الشرطين كوكبان فيهما اعوجاج يقال لهما الانيسان وليسا على استواء الشرطين وهما بين الشرطين وبين الحوت( )
وعند طلوع الشرطان فجرا تحل الشمس بالثريا ويكون النوء للغفر ( ) وحينها يميل الجو الى الحرارة و يكثر هبوب الرياح بقدرة الله تعالى








نواءه
اختلف في نوءالشرطين فقيل ثلاثة أيام محموده غزيره."
وهو أول مطر ينتفع به ومن الانواء المذكورة ( )
قال ابو حنيفة وبعضُ الأنْوَاءِ أغْزَرُ عندهم من بعض وأحْمَدُ فنَوْءُ الشَّرَطَيْن ثلاثُ ليالٍ وهو محمود مذكور



وقال اخرون( )
انه ثلاث ليال، وليس بمذكور عندهم ولا محمود."

ولسقوطهما بالغداة نوء ليلة، ولطلوعهما بالغداه بارح ليلة والله أعلم.( )
وفي نوء الشرطين يطيب الرمان وتكثر المياه وتنعقد الثمار ويحصد الشعير ورقيب الشرطين الغفر ."
اساجع العرب
" طلع الشّرطان استوى الزمان وحضرت الأعطان وتوافت الأسنان وتهاددً الجيران وبات الفقير بكل مكان، وألقيت الأوتاد في الأبطان وقيل أيضاَ: إفا طلع الشرطان ألقت الإبل أوبارها في الأعطان."
" وإذا طلع الشرطان كل فريكُ الحنطة."
وإذا طلع الشَّرَطَان اسْتَوى الزَّمَان وخَضِرَت الأغصان وتَوَاقَدَتِ الأسْنَان وتَهَادَتِ الجِيران وقيل / هاقَ الزَّمان وباتَ الفَقِيرُ بكلِّ مَكَان وقيل طلَعَ الشَّرَطَان وأُلْقِيَت الأوْتَاد

في الأغْصَان ( )وقيل طَلَعَتِ الأَشْرَاط ونَقَصَتِ الأَنْباط"
وفيه تزرع الذره والفول السوداني وبه بواكير التين وقوة التفاح والمشمش واليقطين والباذنجان
وتقول العرب اذا طلع الشرطان اعتدل الزمان واخضرت الاوطان وتهادت الجيران وبات الفقير بكل مكان
وتقول أيضا:إذا طلع الشرطان، ألقت الإبل أوبارها في الأعطان، ويوشك أن يشتد حر الزمان.
سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها
كأن السما رَوْضاتُ حَزْنٍ تنزهت ... عن الزمّ للدولاب أو عن حياضِهَا
وتحكي بها الأَشراطُ وهي ثلاثةٌ ... ثلاثَ نياق رُتَّعٍ في رياضها( )
بندر بن سعد بن زاكي