ما جمعكم إلا بدد
 

بسم الله الرحمن الرحيم (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
في الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج على إثر ميعاد من أبي سفيان بعد أحد باللقاء في بدر مرة أخرى ، حيث سميت هذه الغزوة ببدر الصغرى ، فجاء العام القابل فخرج النبي للقاء الموعود فجاء نعيم بن مسعود يثبط المؤمنين ويخوفهم من جموع قريش وأعدادها التي تجمعت لقتال النبي وأصحابه على حد زعم نعيم إلا ان المؤمنون كانوا مصممين على الخروج والقتال في سبيل الله ولم يثنهم تحبيط نعيم وتوكلوا على الله ، وبفضل الله سبحانه لم يصب أي واحد منهم بسوء ذلك انهم لما قربوا من بدر ما وجدوا ما قاله لهم نعيم بل وجدوا سوقاً واشتروا وباعوا وأصابوا من تجارتهم تلك .
وهنا نقول إن المسلمين لم يكونوا يعرفون إن كان ما قاله نعيم حقاً أو كذبا بل من المفترض أن يكون صدقاً في تصورهم ومع ذلك لم يرهبوا أو يخافوا مع العلم أن عتاد قريش و عددها كبيران هي وحلفاؤها . وفي هذا درس لنا في عزمنا على الرجوع لميدان الشهداء رغم الحشود التي حشدها النظام لنا فأي كرامة لنا إن بقينا على ما نحن عليه من المهانة والمذلة ، فالحياة في موتنا قاهرين والموت في حياتنا مقهورين .

والعجب كل العجب من بعض الإخوة الذين يسخرون من عزم الشباب على الرجوع للميدان متذرعين ومثبطين لهم بما حشده النظام من قوات وقد سمعت اليوم كثيرا من هذا الكلام على إثر مهرجانات التحشيد في بعض القرى وكأن هؤلاء الإخوة يأخذون دور نعيم بن مسعود في تثبيطه وتخذيله ، ناسين التوكل على الله وطلب العون منه
لذا نقول إنناا متوجهون ولن يثنينا أمر عما عزمنا عليه وما هذه الحشود إلا بدد وكاشفة عن رعب النظام وخوفه من سيطرتنا على ميدان شهدائنا فالهمة الهمة ياشباب .