منتدى استراحات زايد - رسائل الى سادتي الثوار القادة

بسمه تعالى
رسائل الى سادتي الثوار القادة

محمد علي العلوي
12 ربيع الأول 1433هـ / 5 فبراير 2012م

قال الإمام الباقر (عليه السلام) في صفتهم: “كأني أنظر إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة، كأنّ على رؤوسهم الطير، قد فنيت أزوادهم، وخلقت ثيابهم، قد أثّر السجود بجباههم، ليوث بالنهار، رهبان بالليل، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، يُعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلاً، لا يقتل أحداً منهم إلا كافرٌ أو منافق، قد وصفهم الله تعالى بالتوسّم في كتابه العزيز بقوله”.

http://www.alghadeer-voice.com/alawi...oads/y3ali.jpg

بلا مقدمات.. هل تقرر بأن تكون منهم أو مثلهم أو على خطاهم؟
هل تتصور علو شأنك واسمك يذكر على لسان إمامك وقائد نهضتك ورمز إسلامك الإمام المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب زوج البتول فاطمة بنت رسول الله الأعظم محمد بن عبد الله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟

إذا كنت من الناهضين القائمين بأمر الله سبحانه وتعالى وقربة إليه ولا ترى غير رضاه غاية وأملًا فأنت بلا شك قد وضعت قدمًا على طريق الخير والصلاح، كما ولا شك في أنك تخطو حثيثًا نحو دائرة (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) لتكون على مقربة حقيقية من من وعد الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

يظهر الإمام المهدي (أرواحنا فداه) لمواجهة الباطل ودحره ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئها الظالمون الفاسدون المفسدون ظلمًا وجورًا، وأنت اليوم قد قمت براية الحق المهدوية ناهضًا بقوة في وجه الظلم والطغيان لا لشيء غير الانتصار لله ولدولته دولة الحق والكرامة والعدل، فأنت بذلك على خطى سيدك تسير ممهدًا له الدرب بتوطين النفس على مبادئ الدين وقيمه الخلاَّقة التي صنعت فيك المعطي والباذل والشهيد، وميزانك في كل ذلك أمور:

1- الزهد: وما لك والدنيا وقد طلقها سيدك ومولاك أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثًا لا رجعة فيها؟ ما لك والدنيا وهي التي استعبدت الطواغيت وأذلت الجبابرة بحلو شهواتها؟ إنك أنت الناهض بالحق والحامل لرايته لا ترى في الدنيا إلا أنها طريقًا لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، ومقدمته اللازمة الزهد فيها بأن لا يملكك شيء على الإطلاق.

2- إقامة الليل وطول السجود: كيف لا وانت ترتجي النصر من الناصر الأوحد تبارك ذكره؟ كيف لا ولا طريق لك تستمد منه القوة والثبات غير طريق الله جلَّ شأنه؟ كيف لا وأنت لا تجد نفسك ولا ترى ذاتك إلا بين يدي الخالق الجبار مالك الملك عز ذكره؟ كأني بك وقد افترشت بجبهتك التراب معلنًا تمام الخضوع والتسليم لرب العزة سبحانه وتعالى، وكأنك تقول: “من سجدتي هذه انطلق انطلاقة الناهضين في وجه كل شيطان مريد”، هذا ولا يفارق وجدانك قوله عز وجل (كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).

3- ليث بالنهار: وهذا طبيعي جدًا، إذ أنك لا تسعى في هذه الدنيا الا بروحك المتعلقة بالله الواحد القهار، أما جسدك فقد بعته لنصرة القضية الكبرى قضية الدولة المباركة التي يحققها إمامك المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، فأنت تنطلق من محراب صلاتك حاملًا روحك على كفك وملؤك الأمل والرجاء ورهانك على الله جل شأنه لا غير، ولذلك فإن بزئير التكبير والتهليل والصلاة على محمد وآل محمد تصنع سلاحك الأمضى وتبني قوتك الخالدة فلا تأخذك في الله لومة لائم.

إنك مع الله سبحانه وتعالى قولًا وفعلًا، وهذا يعني أنه لا يقتلك ولا يستبيح دمك إلا كافر أو منافق، فهنيئًا لك هذا المقام السامي يا بن الرابع عشر من فبراير عندما ترغم الحسابات السياسية و(الطبخات) التمييعية على الرضوخ إلى عنفوان تدينك ورياح الراية التي تتشرف بحملها، وهي راية الحق والجهاد ضد الظلم والاستبداد.
كن على العهد أيها الثائر المجاهد، ولا تشتري غير قضية إمامك المهدي (عليه السلام)، إذ أنها القضية الخالدة وهي الطريق إلى رضى المولى تبارك ذكره، وما دونها من القضايا فهي لا شك في أنها إلا زوال واضمحلال.. قم بها ناهضًا وافهم دعاء أبي الأحرار (عليه السلام) في يوم عرفة إذ يقول: “عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيباً”.

امضي على بركة الله فهو ناصرك بإحدى الحسنيين، فإما النصر وإما الشهادة، وكلاهما نصر بلا أدنى شك.