منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عائدون يا ميدان الشهداء (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=778463)

محروم.كوم 02-09-2012 07:40 PM

عائدون يا ميدان الشهداء
 
عائدون يا ميدان الشهداء
عباس المرشد
مع كل جهد بذلته الجمعيات السياسية في استعادة بعض ذكريات دوار الشهداء وهي جهود مقدرة ورائعة، لكنها لم تفلح في استنطاق الذكرى عينها رغم اقترابها الملاحظ من بعض جوانب اعتصام دوار الشهداء. مستوى التنوع الذي حرص القائمون على اعتصام ساحة الحرية في المقشع وإن بلغ درجة مشهود لها بالحرص على اتمام الصورة كاملة لكنها ولأسباب يبدو أن خارج إرادة المنظمين ظلت ناقصة. ربما كانت هذه أهم الدواعي لأن يكون هناك جهد مماثل لتحقيق العودة المرتقبة لدوار الشهداء حيث تصبح الصورة مكتملة بشخوصها وذكرياتها. الدوعي التي أثيرت لتقليل من شأن اعتصام ساحة الحرية انطلقت في اساسها من هذا الاساس وبدون شك شطحت في بعض مفرداتها لدرجة مخيفة ومريبة أحيانا، إلا ان أرض هذه البلد تصر إصرارا عجيبا وساحرا في استعادة تاريخ لا يزال تكتب حروفه بالدم والقتل الناعم.
ربما اعتقد البعض أن العودة لأرض دوار الشهداء تبدو حلما ومسألة مستحيلة خصوصا في ظل التشدد الأمني الدال على الارتباك والتخبط، إلا أن الأمر برمته كان حلما وتحقق. حلم المطالبة الجماهيرية وصمود الناس وتوحدهم في حركتهم على اختلاف مشاربهم، تحقق على أرض دوار الشهداء بدم زكي وروح عالية طاهرة لا تعرف معنى للفئوية والعصبية. لا أحد يعرف لحد الآن ما هي القوة التي حركت الحلم الكامن في نفوسنا ناحية الواقع، مهما قيل من أسباب وتحليلات وخرائط ميزان قوى وحسابات سياسية، هل كان مددا غيبيا أو إلهاما أو محنة بلاء يختبر فيها الصابرون ويكشف فيها عن معالم شخصية هذا الشعب الذي مر عام على عذابه وألمه لكنه ظل صامدا وحاضرا في كل الساحات وأشكال المقاومة وباختلاف درجات المشاركة؟
من دون شك الإجابة في إرادة الناس وإصرارهم وبلا شك هي مجموع كل ذلك وبلا شك هي قوة الجماهير عندما تقرر حق مصيرها والعودة لدوار الشهداء تحتاج الآن كل هذه القوى واستجماع لحظة الصفر في اتجاه واحد مزلزل. العودة التي نحلم بها الآن محتاجة لأن نكون جمهورا واحدا متنوعا في جهوده وفعالياته وأسالبيه وأمام ذلك تسقط التجهيزات الأمنية ويرغم الطرف الآخر على كتابة قرار سياسي بالانسحاب كما أرغم على ذلك من قبل. فليس أمام الناس سوى الاستمرار في المطالبة بحقوقهم المشروعة أما السلطة فهي أمام عدة خيارات لمواجهة هؤلاء الناس المدنيين. تعدد خيارات السلطة هو نقطة ضعفها وانحسار الخيارات لدى الناس هو نقطة قويتهم.
هكذا تبدو المعدالة مؤكدة أن القلة بإمكانها أن تغلب الكثرة ليس في العدد فقط بل حتى في الخيارات والتوجهات.
خيار المطالبة ليس واحدا في صيغته المكتوبة لكنه واحد في إصراره وصموده فمن طوق كرامة إلى اعتصام جماهيري إلى صرخات تكبير إلى دعم ومساندة إلى كل درجات العطاء مهما كانت قليلة هي ما يحتاجه الحلم الكبير لان يصبح حقيقة مجددا.
احترام قدرات الناس وتقديرها رغم الاختلاف حولها هو ما يمهد للجميع لأن يبدأ في تدويل حق تقرير المصير وجعله أرضية سياسية قابلة لأن تكون أرضية مشتركة، فالفارق لا يحمل خلافا معيقا لانجاز حق العودة لدوار الشهداء، أما التصيد ووضع فئات التصنيف والهواجس المريبة فهي أدوات لجأت إليها السلطة وفشلت في تحقيق نتائج عملية لها على أرض الواقع.
النظام يعيش اشد أوقاته حرجا واشدها رعبا وليس أمامنا سوى أن نكون أكثر ثقة وأكثر إيمانا بقدرتنا لا مجال الآن لطرد أحد من بين الصفوف ولا مجال الآن لشحذ الهمم ناحية القيادات والعصبيات هناك مجال واحد هو العودة لدوار الشهداء. ليكن التكبير من أعلى البيوت ومأذن المساجد والمآتم بداية نجتمع عليها ولتنشط الأدوار الأخرى لصياغة العودة بطريقتها فمن سمي إجحافا بالجمهور المتمايل هم حضن الثوار وملجأ لهم في كل حين، وإن الثوار هم من يحفظون صون وشرف وكرامة هذا الشعب.
إن القدرة على صنع الخصوم سهلة جدا لكن العثور على أصدقاء ومحبين مهمة شاقة لا تخلو من جراح.
ليضع كل منا إجابته الخاصة على سؤال كيف نقرر حق العودة لدوار الشهداء زليضع كل منا قدراته لتحقيق هذا القرار.


الساعة الآن 08:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227