هل الشيخ قابل للانتقاد (قائد سياسي ام رمز ديني)
 

هل الشيخ قابل للانتقاد (قائد سياسي ام رمز ديني)
قرات في ملتقى البحرين موضوع من قبل الاخ *BahinEx ينتقد فيه احد القيادات الاسلامية لاحدى الجمعيات، انا هنا ليس بصدد الرد علي الاخ او قبول كلامه من عدمه وليس بالضرورة ان اوافقه فيما طرح،ولكن كلامي على بعض الردود التي كانت على موضوعه والتي كانت لا ادري هل تدافع عن شخص الشيخ ام عن عمامته ام عن آراءه ومواقفه السياسية ام هي كانت ضد رأي وفكرة الشيخ وهذا المهم عندي او ضد اسلوب الكاتب.
في الرد على اي نقطة في حوار ما لا تناقش الشخص بل ناقش ما يقول وما هي فكرته، فمرة يصيب فانت معه ومرة يخطأ فلا تؤيده. فلو قال فكرة ووافقته انت بدون ان تعمل عقلك في غربلتها ونقاشها مع نفسك ووضعتها في ميزان عقلك، وقبلتها لا لانها فكرة مجردة بل لانها من فلان، وقاتلت من اجلها، وبعد فترة اكتشف من اتبعت فكرته انها خطأ، هل ستقاتل لنفس الفكرة وتدافع مرة ثانية عن خطأه ام سوف تعتذر للذين قاتلتهم سنين من اجل فكرة اكتشف قائلها انها خطأ وقد مضى بعضهم الى ربه.
في كربلاء عندما تحير الحر الرياحي انما تحير بين مبدئين وخطين وليس بين شخصين لذلك أجاب على سائله عندما رأى الدهشة عليه قال له انما اخيّر نفسي بين الجنة والنار ولم يقل بين اشخاص لان الدين ثابت والاشخاص يتبدلون. فكما يقول الامام علي ع يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال فالحق ثابت والرجال يتغيرون فعلينا ان نعرف الحق لكي نعرف اهله.
وقبل كل شئ انا احب ان اتسائل هل الانتقاد لاي شخص كان غير الا14معصوم ممنوع؟ وثانيا هل كل من لبس عمامة صار مقدسا ورمزا دينيا؟ ثالثا هل من الممكن ان ينحرف المؤمن ويحيد عن طريق الحق بمعنى هل توجد قابلية الانحراف لدى المؤمن؟ رابعا هل الشيخ رجل وقائد سياسي ام رجل ورمز ديني وهناك خط احمر له؟ خامسا إذا من حقنا الانتقاد هل هناك اسلوب يرتضيه محبوا الشيخ وديباجة او قالب يخبرونا به لكي نملئه بما نريد من انتقاد؟سادسا اريد ان افهم ما المقصود بعدم شق الصف (عندما ننتقد سياسي هن ومعمم سياسي هناك) واننا يجب ان نحافظ عليه الا يشبه ذلك رفع المصاحف في صفين والطلب من الامام علي ع عدم شق الصف والوحدة مع معاوية وان لم يقبل بتحكيم القران فهو خارج عن الدين او ان الامام الحسين ع شق عصى المسلمين بخروجه على يزيد فكان المطلوب من الامام الحسين ع الرجوع والحفاظ على دين جده؟ اقترح ان نفكر كثيرا في هذه الاسئلة واخرى مثلها ونضعها في عين الاعتبار.
اذكر هنا والمقام لا يسع لبعض حوادث الامام علي ع وهي ابلغ واوضح مما نقول:
1) هذا الامام علي ع يقبل لا خوفا ولا تخاذلا ولا...ولا... في حرب صفين ما ارتآه الناس بعد ان اوضح لهم الحق والباطل وانه القرآن الناطق، وينزل عند رغبتهم رغم علمه المسبق لما سوف تؤول اليه الامور.
2) ينقل في احدى المرات والامام علي ع كان يخطب في المسجد وإذا بأحد الخوارج قام متهجما عليه ع فقام الصحابة ليتناوشوه فاوقفهم ع قائلا اتركوه وقال اخواننا بغوا علينا. انه لم يقمعه وهو الامام المعصوم.
3) الامام علي كان يقبل لما يريده الناس في كثير من المواقف التي يرتئي فيها ان هذا مطلبهم حتى لو كان رأيه غير ذلك وهو المصوم وكمثال واضح عندما عزل القاضي شريح عن منصبه ولكن الناس احتجت على الامام ع في ارجاعه وطلبا لرغبتهم ارجعه الى منصبه وهو العالم بالخفايا.
4)في قصة ربما لها ربط ولو من بعيد تبين لنا ان الامام كان يأخذ برأي الناس ولو كانت امرأة وهي التي جاءت من بعيد تشكوا واليه الذي ولاه عليهم في انه كان يشدد عليهم في الصدقات فكتب لها خطاب عزله واعطاه اياها.
5) وكذلك الائمة عليهم السلام كانوا يعلموننا كيف يجب ان نرد على منتقدينا وكيف علينا ان نقبل ونتقبل الاخرين بل يعطون المتهجم عليهم مجال حتى يكمل ما يريد قوله ثم يردون عليه. من خلال ممارساتهم لم يجعلوا قدسية لاشخاصهم الا بقدر ارتباطم بالله سبحانه وتعالى.
اخي العزيز اذا كان هناك شخص ايا كان فوق المحاسبة والانتقاد فاعلم ان هناك خلل. ولم يخلق الله الا 14 معصوم فقط وما دونهم قابل للنقد والانتقاد وقابل ليضع في الميزان والا استبدلنا دكتاتورا باخر
كتب بواسطة fakta14@ 8/2/2012