صحيفة الوطن : أوقفوا قبضة الثائرين لكي نتحاور مع الوفاق
 

السلام عليكم ..

شوفوا شلون كتاب صحيفة الوطن ولسان حالهم يترجى بإيقاف مرحلة قبضة الثائرين حتى يتم الحوار ما بين الحكومة والوفاق

«قبضة الثائرين».. من دفاعية إلى هجومية!

عندما أعلن قبل فترة عمّا سمي بقبضة الثائرين بدا واضحاً من المبررات التي سيقت للترويج له أنه عبارة عن عمليات دفاعية، وأنها ردة فعل يراد منها توصيل رسالة إلى الجهات الأمنية؛ أنه سيتم التصدي لهم بالعنف إن دخلت عناصرها القرى أو توقفت عند مداخلها، أي أنه سيتم تفعيل ما سمي بالدفاع المقدس، تلى ذلك الاستغلال الفاحش لدعوة الشيخ عيسى قاسم فيما يخص تعرض الفتيات لما يتعارض مع العادات والتقاليد والدين، فاعتبروها دعوة لسحق كل رجل أمن بغض النظر عن الأسباب. اليوم يبدو أن البلاد على مشارف مرحلة جديدة في هذا السياق، تبرزعبر الدعوة لها في مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب أحدهم “قبضة الثائرين يجب أن تعود بحلة جديدة وبتخطيط استراتيجي مسبق لعملياتها، وأن يبقى سير العمليات مستقلاً عن الوضع وليس كردة فعل فقط”، وهو ما يبدو أنه إشارة للدخول في مرحلة متطورة من العنف لا تعتمد على ردة الفعل وإنما التخطيط لعمليات ميدانية وتنفيذها؛ أي التحول من الدفاع إلى الهجوم. هذه دعوة خطيرة ينبغي التصدي لها من المعارضة قبل الحكومة لأن من شأنها أن تنقل البلاد إلى مرحلة لن “تترقع” بعدها أبداً، وإذا كانت مسألة الدفاع غير مبررة أصلاً فإن هذه المسألة لا مبرر لها على الإطلاق إلا إن كان هناك من يخطط لجر البلاد إلى حيث ما لا يتمناه لها عاقل أو مخلص، وهذه الدعوة وإن جاءت من فرد عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن أسباباً كثيرة تدعو إلى التعامل معها بكثير من الجد؛ أولها أنها بدأت عبر موقع معارض (شبكة 14 فبراير)، وثانيها لتوقيتها حيث التصعيد الذي بدأ منذ مطلع فبراير، وثالثاً لترتيبها حيث جاءت بعد عدة خطوات اعتبرت جزافاً دفاعية أولاً ثم هجومية. الدعوة إلى “الحلة الجديدة” وإن يبقَ سير العمليات مستقلاً وإن يكن هذا العمل فعلاً وليس ردة فعل، يفهم منه أن هناك تخطيطاً واستراتيجية معتمدة يتم تنفيذها خطوة خطوة، ويفهم منه أن أداة جديدة في طريقها إلى الدخول إلى الميدان، لكنها أداة خطيرة يراد منها سد الطريق على أي محاولة لرأب الصدع وتوفير مناخ مناسب للحوار والمصالحة الوطنية، فالحلة الجديدة تعني أن يقوم هؤلاء بعمليات تخريب وإيذاء للدولة باستخدام العنف وليس بالوسائل السلمية التي ظلت المعارضة تردد أنها تعتمدها في حراكها. فهذه الدعوة تعني أنه في الوقت الذي تقام فيه فعاليات معينة كالاعتصام في مكان ما يقوم عدد من “أبطال الميادين” بتنفيذ عمليات ميدانية ضد أهداف تعتبرها المعارضة مشروعة، وهو ما يعني في كل الأحوال نقل الصراع إلى مرحلة صعبة تكون الدولة معها أمام أحد خيارين، إما تسليم السلطة أو الضرب بيد من حديد وبكل ما أوتيت من قوة لإنهاء هذا الوضع غير الطبيعي، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تصعيد يقود إلى تصعيد ثم إلى زيادة تعقيد.. ويؤدي دونما شك إلى الدخول في نفق مظلم لا يمكن أن يرى في نهايته أي ضوء لسنين طويلة قادمة. إن خطوة كهذه لو تمت ستنقل فعاليات المعارضة من السلمية التي تقول بها دائماً إلى المواجهة العنيفة وستضع نهاية لأي محاولة من عقلاء لا يزالون اليوم يقدمون المشروع تلو المشروع للخروج من هذا المأزق وستفتح الباب على مصراعيه للولوج إلى مرحلة لن تبقي ولن تذر. لذا فإن على المعارضة “العاقلة” أن تتفكر في هذا الأمر وأن توقف أي اندفاع شبابي غير مسؤول نحو هذه الخطوة التي من الواضح أن الداعين والمتحمسين إليها لا يدركون عواقبها خاصة في ظل الحديث عن تحركات جادة لحوار ومصالحة يتمناهما الجميع.



واصلوا عملياتكم بقبضاتكم الثورية يا ثوار .. فإن كنتم تريدون إسقاط النظام فلابد من إحباط محاولات الحوار الساقطة