كلمة حركة خلاص للمؤتمر الأول لتحالف قوى المعارضة البحرينية
 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة في بعض الأوساط الشعبية والسياسيّة بل وحتى الدينيّة، عن شتات المعارضة وتشرذمها، وعدم وضوح هدفها ورؤيتها، بينما يثبت الواقع العملي والمعاش خلاف ذلك، ويؤكّد على أنّ المعارضة الحقيقيّة الوطنية الثائرة في البحرين تقف صفا واحدا الى جانب ثوار 14 فبراير، لا تتقدّم عليهم وليست متخلّلفة عنهم، بل هي جزء لا يتجزّأ منهم، وقد أكّد الثوار في الساحات على ضرورة التغيير الشامل من خلال شعارهم (الشعب يريد اسقاط النظام)، ولكي لا تكون هناك شبهة بين مطلب اسقاط النظام واسقاط الحكومة، رفع الثوار شعارا آخرا أكّدوا من خلاله بصورة لا تقبل اللبس عن رغبتهم في تقرير المصير والتغيير الجوهري والخلاص من النظام الخليفي بشعار (يسقط حمد يسقط حمد) في تصريح واضح منهم أن الشعب بكل مكوّناته مع زوال هذا النظام الخليفي الجائر، بل ويسعى الى محاكمته على ما قام به من جرائم حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية، لا سيّما عندما تواطأ طغاة بنو خليفة مع الأنظمة الخليجية المتآمرة على قتل شعب البحرين وإبادة تاريخه وهويّته، وسمح لجيوش آل سعود الغازية المجرمة وبعض فلول الجيوش العربية والمرتزقة باجتياح البحرين لتثبيت عرش نظامهم المتهاوي.

أيها السيّدات والسادة، الأخوة والأخوات، الحضور الكريم، لقد جاء هذا المؤتمر ليؤكّد على وحدة صف المعارضة، ويؤسّس لمجلس تنسيقي ينظّم حركة المعارضة سياسيا واعلاميا، لنخرج بنواة تعيننا في المستقبل القريب على التأسيس (لمجلس انتقالي وحكومة انقاذ وطنية)، تخلّص شعبنا من مآسيه، وتبلغه مراميه، وتنقذه من براثن حكم النظام الديكتاتوري القبلي الطائفي البغيض، وممارساته الإرهابية والمتطرفة ضد المدنيين العزل المسالمين من ـبناء شعبنا والمطالبين بحقوقهم المشروعة.

وقد دفعنا احساسنا الداخلي في هذا الوقت بالذات على ضرورة عقد مثل هذا المؤتمر المهم جدا للكشف عن وحدة صف المعارضة الثائرة، لا سيّما ونحن على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لانطلاق ثورتنا، وبعد ما قدّمه شعبنا بسخاء من قرابين الحريّة وقوافل الشهداء والضحايا والجرحى والمتضررين، اضافة لشهدائنا الأحياء القابعين كالأسود خلف القضبان الحديديّة لاسيّما حرائرنا وشبابنا الثائر والعسكريين الشرفاء، وان نسيت فلا أنسى رموزنا الدينية والسياسية وفي مقدمتهم سماحة آية الله الشيخ عبدالجليل المقداد الأب الروحي لخط الممانعة في البحرين، وسماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ زعيم التيار الرسالي المقاوم، والأستاذ عبدالوهاب حسين أمين عام تيار الوفاء الإسلامي، والأستاذ حسن مشيمع أمين عام حركة حق، وأسد الصمود الدكتور عبدالجليل السنكيس، والمدافع عن الحقوق الأستاذ عبدالهادي الخواجة.


واضافة الى الإحساس الداخلي الدافع لعقد مثل هذا المؤتمر والنتائج المهمّة التي يمكن أن يخرج بها لنصرة شعبنا في البحرين، كانت هناك توجيهات مباشرة لعقده من سماحة آية الله الشيخ محمد سند حفظه الله وأدام ظله، والذي يعتبر واقعا المؤسس لفكرة هذا (المجلس التنسيقي تمهيدا للوصول الى المجلس الإنتقالي)، وكذا سماحة اية الله السيد هادي المدرّسي والذي اكّد على أهميّته واهميّة النتائج التي ستتمخض عنه.

وعلاوة على ذلك كلّه، فقد جاءت التوجيهات الأخيرة للساحة والثوار والمعارضة من قبل سماحة القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله واضحة لتضع حدا للإستسلامية والإنهزامية، وتخطّ مرحلة جديدة للدفاع المقدّس، والذي يجب أن يؤخذ بالإعتبار في كل التحرّكات السياسية والأعلامية والحركيّة القادمة، ففي اللحظة التي أكد فيها سماحته على سلمية التحرّك، رفض أي نوع من الخنوع والإستسلام، وخصوصا عندما تتعرض دمائنا وأعراضنا وأموالنا لهجوم المعتدين أي كانوا، سواءً أكانوا من أزلام ومرتزقة النظام الحاكم اللاشرعي، أوجيوش الاحتلال السعودي، أو غيرهم، وعليه فقد بدأنا مرحلة جديدة في الثورة والمعارضة وهي مرحلة الدفاع المقدس، والتي سوف نردع فيها بكل ما نملك من قوة، كل من يحاول المساس بنواميسنا وأعراضنا، حتى لو أدّى ذلك الى استشهادنا، أو قتل عدوّنا.

وختاما اقول: إنّني على ثقة تامة في هذا الحضور الكريم، وفي شعب البحرين الثائر بكل مكوّناته، وأرجو أن نخرج من هذا المؤتمر بمقررات مهمة، وفي مقدمتها :

1. مطلب التمثيل الواضح للمعارضة الثائرة أمام المحافل الدولية ووسائل الإعلام.
2. الإعلان عن السقف الواضح للمطالب المشروعة لأبناء شعبنا وأدناه حق تقرير المصير.
3. التحرك بوحدة صف وهدف، وتنسيق تام تحت هذه المظلة الجامعة للأحزاب والتنظيمات والحركات والأفراد، سواءً الاسلاميين الشيعة منهم والسنة، أو اليساريين أو العلمانيين.
4. توجيه دعوة واضحة لكل الجمعيات السياسية في البحرين وفي مقدّمتهم جمعية الوفاق وأمينها العام سماحة الشيخ علي سلمان للصعود الى سقف مطالب الثوار والإلتحاق بهذه المظلة الجامعة.
5. التأكيد على عدم استعداء أي طرف سياسي ( افراد أو مؤسسات)، وعدم استعداء الدول، العربية منها أوالغربية، ومد الجسور مع أي طرف يسعى لتحقيق مطالب شعب البحرين في الحرية والديمقراطيّة.
6. التأكيد على وقوفنا المطلق الى جانب مستضعفي العالم والشعوب المظلومة الساعية الى الحرية والأستقلال والسعي معها لتحقيق مطالبها المشروعة مادامت تستخدم الطرق والأساليب المشروعة.
7. أن يكون هذا المؤتمر نواة لتشكيل مجلس انتقالي في المستقبل ينقد شعبنا من براثن حكم الطاغوت الخليفي ويؤسس لنظام تسوده العدالة الإجتماعية والشراكة الوطنيّة بعيدا عن الطائفية والتطرف.

والله والي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالرؤوف الشايب
أمين عام حركة خلاص
المتحدث الرسمي باسم تحالف ثوّار 14 فبراير