منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بقلاوة السيد بسيوني ومائدة الحوار (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=767828)

محروم.كوم 01-31-2012 08:30 PM

بقلاوة السيد بسيوني ومائدة الحوار
 
بقلاوة السيد بسيوني ومائدة الحوارعباس المرشدكان بإمكان السيد بسيوني أن يأتي البحرين مرحبا به لو أنه التزم الصمت بعد حفلة تقديم تقريره في قصر الصافرية ( على الأقل)، لكنه وبعد إلقاء خطابة ذاك، عقد ثلاث مقابلات صحفية كشف فيها عن مدى إخفاقه في مهمته الحقوقية وتحوله لرجل مهمات أوساعي بريد. وربما كانت تصريحاته لقناة العربية هي الأكثر استفزازا والأكثر خدمة للنظام. في مقابلات أخرى حاول السيد بسيوني أن يبعد عن نفسه تهمة مهادنة النظام والعمل لصالحه وبرر ذلك برغبته في إيجاد مصالحة وطنية عبر تقرير أقل ما يقال فيه أنه منحاز لجهة الحكومة ومنبى على رؤية طائفية حاولت زج الصراع السياسي في دائرة صراع طائفي ومجتمعي يمكن للدولة أن تكون حلا وسطا بينهما. وفي الواقع كان على السيد بسيوني أن يكون اكثر مهنية في تقريره أولا وفي ردة فعله على خطاب الملك تعليقا على خطابه أثناء حفلة تقديم التقرير الذي غابت عنه قوى المعارضة ثانيا، فهل غاب عن السيد بسيوني أن قوى المعارضة غير موجودة في صيغة المصالحة المرجوة، ولذهول السيد بسيوني أمام حضرة الملك لم يكن في وارد رد الصفعة عندما أشار الملك إلى تورط إيران في أحداث البحرين وإلى علو مكانة رجال الأمن والقوات المسلحة وكأنه يقول للسيد بسيوني لقد انتهت مهمتك ولسنا بحاجة لآراءك. مع ذلك ذهب السيد بسيوني بعيدا للدفاعن عن طاقم النظام مسدا خدمة جليلة لا تقدر بثمن بحسب بعض المقربين فإن السيد بسيوني كان يتوقع أن يعقد معه اتفاقيات تدريب للقضاة وووكلاء النيابة العامة في مراكز تدريب خاصة للسيد بسيوني في إيطاليا وأن يحظى بمكانة مستشار سياسي أو حقوقي للملك، إلا أن ذلك لم يحصل لحد الآن وخرج المحقق الدولي بخفي حنين، فقد خسر النظام وخسر قوى المعارضة وخسر جزءا كبيرا من مصداقيته كمحقق مستقل. وهذا يبطل اعتقاد البعض بأن تقرير لجنة بسيوني انصف المعارضة فمقابل ما كان يواجهه النظام من اتهامات فإن القبول بإساءة المعاملة والتعذيب يعد انتصارا غذا ما قيس بتهم جرائم ضد الانسانية وحتى الإساءة تلك أوجد التقرير مخارج واهية لها معولا على صدمة الرأي العام بمجرياتها.على ضوء هذه الخليفة تأتي زيارة السيد بسيوني مطلع الاسبوع المقبل دون وجود تفاصيل عن سبب الزيارة ومن يقف من خلفها وإلى ماذا تهدف. تزامن خبر إعلان زيارته للبحرين تصريح صفحي قال فيه أن إجراءات الحكومة في تنفيذ توصيات تقريره شكلية وبعيدة عن الشفافية فضلا عن إنها تهدف لإخفاء الجريمة. إنها صينة البقلاوة التي يأتي السيد بسيوني مبشرا بها عن تغيير طفيف في موقفه من الحكومة.الملفت للنظر أن لا أحد يسأل عن ما الذي يمكن للسيد بسيوني أن يحدثه من تغيير في المزاج السياسي السائد، فالجميع يذهب إلى أن طبخة ما يجرى الإعداد لها لمواجهة استحقاقات سياسية وحقوقية لم يعد النظام قادر على مواجهتها مفردا.إحدى تلك الاستحقاقات وأبرزها الدخول في مرحلة الدفاع عن النفس والتاسيس لمرحلة جديدة في المواجهة تقوم على مبدا المقاومة السلمية المتقدمة، وزيادة الضغوط الدولية الداعية لفرض مزيد من الإصلاحات السياسية المقبولة بدلا من الإجراءات الشكلية، وثالث تلك الاستحقاقات فشل النظام في إدارة الأزمة السياسية بعيدا عن الإطار الامني القامع والعنيف. مفوضية حقوق الإنسان بدورها اصدرت بيانا أدانت فيه الاستخدام المميت لقنابل الغاز المسيل للدموع والذي أدى لاستشهاد أكثر من 13 شخصا على الأقل. إذن مجئ السيد بسيوني لا يخلو من شبهة سياسية يتعقد أن الولايات المتحدة تقف من خلفها لمساندة ودعم النظام ومحاولة الضغط على قوى لمعارضة لتخفيف سقف مطالبها، وفي سيناريو آخر لا يسبتعد دخول الطرف القطري في تفاصيل خياطة الثوب الجديد للنظام.ما يزيد هذه التكهنات هو تسريب مستشار الملك نيبل الحمر بصورة غير رسمية إعلانا لحوار قادم أوسع من الحوارات السابقة، وهنا عنصر الفكاهة فقبل كل محاولة يائسة نرى ضخامة في الألقاب وضخامة في التعظيم وتبشير ببلوغ غاية الدمقرطة وفي النهاية نرى جولة أخرى وتعديلات أخرى وهكذا تستمر صفقات كسب الوقت لإحداث مزيد من القتل والقمع.من الناحية السياسية فإن استراتيجية النظام التفاوضية تقوم على استهداف أمرين:الاول: الرهان على إضعاف حالة التماسك وتاصيل الإنشقاق وسط قوى المعارضة مقابل توحيد آراء قوى الموالاة وجماعات الغنغو.الثاني : العمل بسياسية النفس الطويل لإيصال الأطراف المعارضة لأوضاع يائسة ومحبطة يمكن معها أن تقبل بأنصاف الحلول وأرباعها.مثل هذه الرؤية تسمح لنا برد العديد من الممارسات الميدانية والسياسية الصادرة عن النظام لهذه الاستراتيجية من قبيل التصعيد الامني وممارسة القتل والتعذيب الممنهج. المشكلة هنا هي أن النظام بات مكشوفا وأنه يواجه صلابة ميدانية ومرابطة تحبط إي شعور بالاحباط أو اليأس لدرجة أن النظام بات يعرف تماما أن خلف وأمام القوى السياسية قوى غير منظورة تعد هي الأقوى على أرض الواقع ولن تسمح بتمرير أي مناصفة أو حلول مشلولة ومرقعة.وكنتيجة أولية فإن بقلاوة السيد بسيوني والحوار الوهمي هما رديفان يعملان معا قد يكسبان النظام مهملة من الوقت إلا أن المحصلة النهائية هي صفر ما لم يحدث تغيير حقيقي في الانحياز نحو التغيير والاستجابة لمطلب شعبي واضح هو تقرير مصير البلاد ونوع نظامها. ملاحظة ختامية إذا ما قرر السيد بسيوني أن يخرج من البحرين هذه المرة نظيفا ونزيها فهي فرصته لأن يكون صريحا وصادقا


الساعة الآن 10:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227