منتدى استراحات زايد - العجوز الشمطاء سوسن الداعر تعترف بعملية حداد السماء.

وطني يستعيد عافيته والحمدلله؛ وصورة ووضع مملكة البحرين بين الأسرة الدولية بدأت تعود كما كانت قبل 14 فبراير، وبعد مرور عام من التشويه والتجريح والطعن فيه زال الغبار والضباب وانقشعت السحب فبدى وطني أجمل مما كان.
فلم أنظر لمعرض الطيران -على سبيل المثال- على أنه مناسبة خاصة لقطاع الطيران أبداً؛ بل نظرت له على أنه مؤشر كبير جداً على عودة الحياة الطبيعية للبحرين.
مشاركة أكثر من 50 دولة لمعرض للطيران دولي كالذي عقد في البحرين أحد أهم المؤشرات على إقرار الأمم والدول على عودة البحرين على خارطة الحياة الطبيعية.
فمن شارك هم شركات كبرى عالمية ومن حضر هم رؤساء بعض الدول ومسؤولون كبار في الدول الكبرى؛ منهم من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا ومنهم الدول الخليجية والعربية.
المقصود “بالطبيعية” وجود مؤشرات للدولة واعدة بالتنمية وفرص استثمار كبيرة نتيجة استقرار وضعها السياسي والاقتصادي، هذا هو المقصود بوصف “الطبيعي”.
هذا وضع لا تستطيع أن تزيفه كتابات أو تصنعه ماكينات إعلامية، بل تأخذها الدول قبل المشاركة من مؤشرات وقياسات عالمية، ولولا وجود تلك المؤشرات واقتناع من شارك بها لما نجح هذا المعرض.
ثم تزامن معه معرض للحدائق دولياً، وتزايد حجم المشاركة الدولية فيه هذا العام هو كذلك إضافة نوعية أخرى فيه تعزيز لصورة البحرين الدولة المستقرة التي تسمح بإقامات مثل هذه الفعاليات.
أما تدشين البحرين عاصمة للثقافة العربية فهي فعالية إعادت وستعيد على مدار العام كله حقيقة وضعنا وصورة بحريننا البلد الجميل الراقي، فعام 2012 سيضع البحرين على خارطة الحراك الطبيعي للمثقفين العرب وهم يعودون ويزورون البحرين ليشهدوا بأم عينهم عرس البحرين وجمالها وطبيعة أهلها ونشاطها ودعم نظامها السياسي ودعم قطاعها الخاص للثقافة والفنون.
كله بلاسم تضمد جرح الوطن وتساهم في إعادته للحياة الطبيعية.
لقد حاول قتلة البحرين أن يحولوا دون إقامة هذه الفعاليات، توسلوا المجتمع الدولي أن يساهم معهم في غرس السكين في ظهر وطنهم، فما نالوا سوى الازدراء.
لقد كانت المؤامرة على البحرين تهدف لإخراجها من إطار المجتمع الدولي ومازالت هذه المؤامرة تبذل ما تستطيع، لكنها والحمدلله فشلت لأنها مؤامرة بنيت على جبل من الأكاذيب لم يشهد له التاريخ مثيلاً بارتفاعه وبضخامته، صدقهم العالم لأول وهلة حين رسموه له.
اليوم يأتي تقرير التنمية البشرية ويضع البحرين كثالث دولة عربية والدولة رقم 41 على سلم الدول التي تعنى بالتنمية البشرية؛ ليهدم قمة الجبل، ثم يأتي تقرير هريتج ويضع البحرين الأولى في الحريات الاقتصادية، فإن ريح هذه الحقائق هي التي تذر زبد جبال الكذب والتزييف الذي صور البحرين على أنها (جحيم) وأن حال المواطن فيها كحاله في الدول الدكتاتورية والأنظمة الفاسدة.
مؤشرات التقارير الدولية تبنى على معايير في غاية الدقة لا تكتبها أقلام مرتزقة وبلطجية، ودائماً ما تحضرني مؤشرات الواقع الصحي الذي تعتمده الأمم المتحدة؛ مثل احتساب كم طبيب لكل مائة مواطن ومقيم؟ كم يبعد المركز الصحي عن المواقع السكني؟ وثم مؤشرات الطاقة ومؤشرات الماء ومؤشرات الصرف الصحي ومؤشرات التعليم.
هذا ليس كلاماً في الهواء، ولا تقيسه أقلام مأجورة ولا بلطجية نظام هم من يقولون هذه الحقائق، هذه تقارير أممية توصلت إلى أن البحرين بالمعايير الدولية هي الثالثة عربياً والواحدة والأربعون دولياً، فنسبق في هذا دولاً أكثر دخلاً وأكثر إمكانيات منا.. فهل دولة ينعم فيها المواطن بتلك المعايير الراقية تقوم بها (ثورة)؟!
اليوم رهان المخربين ورواد قناة العالم الإيرانية والشغب الليلي ومن يدفع لهم من أصحاب الرهان الخاسر، بدأوا يفقدون أعصابهم وهدوءهم، فلا عجب أن تخرج منهم دعوات السحق ودعوات الدهس ودعوات القتل.
حتى لو زادوا حطب الحرق وأوصلوا دخان (تايراتهم) إلى عنان السماء، فما تخنق إلا أهلهم قبل أي أحد آخر (بالمناسبة أليس ثاني أكسيد الكربون أكثر ضرراً على الرئة والأجهزة التنفسية من الغازات المسيلة للدموع؟ لم لا نسمع شكوى الاختناق والاستلقاء؟)
لقد أصبحنا نتعايش مع هذه الكرنفالات الليلية وما قاله بطل العالم في سباق الفورملا هو الرد الطبيعي على هذه الأفعال الشائنة، حين أكد على إقامة السباق في أبريل في البحرين فإنه من أكثر الأقوال واقعية، فقال إن أحداث الشغب أصبحت موجودة في كل دول العالم، فهل تتوقف الحياة؟ هل نتوقف عن إقامة السباق؟
لهذا كله الحمد لله “قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً”.. وطني.. بعد عام من محاولة القتل.. شوفيت وعوفيت وأجر وعافية.

منقول من صحيفة - من خان - الوطن.