منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   العِصيَانُ المَدَنِيُّ بَينَ الثَقَافَةِ وَمُشْكِلُ المُمَارَسَةِ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=753851)

محروم.كوم 01-18-2012 03:20 AM

العِصيَانُ المَدَنِيُّ بَينَ الثَقَافَةِ وَمُشْكِلُ المُمَارَسَةِ
 
العِصيَانُ المَدَنِيُّ بَينَ الثَقَافَةِ وَمُشْكِلُ المُمَارَسَةِ

ما هي الرسالة التي يريدُ إيصالها من يمارس العصيان المدني ضد الجهاز الحاكم في بلده؟ وما هي النتيجة الناقلة التي يريد أن يصل إليها؟ هل إنه يريد شل البلد أو فلنقل إحداث أثر سلبي معتبر في اقتصاده خصوصًا وآلته العملية بشكل عام، وبالتالي فهو يبين موقفه الرافض لأمر ما؟ وهل مفاد رسالته أنه قادر على الاستغناء العملي عن أجهزة الحكم، أم أنه يريد إثبات كونه قوة مؤثرة في البلد؟
في جميع الأحوال فإن العصيان المدني إذا طبق ومورس بشكل جماعي دقيق فإنه مرعب جدًا للسلطة بمختلف أجهزتها وأنظمتها، والسبب ليس محصورًا في أنه يحدث انتكاسة اقتصادية بمستوى من المستويات فقط، بل أن القضية تُظهر قدرةَ الشعب على تفعيل إرادة الانسلاخ عن الدستور وقوانينه، أي أنه من الممكن أن لا يُحْكَم، وبالتالي فإن المُعَطَل حقيقةً إنما هو قدرة السلطة على إدارة البلاد إذا (لعبت بذيلها) مع الشعب، وهذا بالضبط موقع الاستفزاز للعقليات الحاكمة..
إذًا، فالعصيان المدني عبارة عن إعلان صريح عن إرادة الشعب وأنه الحاكم الحقيقي والموجه السياسي الأكثر قدرة على تقرير المصير، وبعبارة أوضح: ينظر الشعب إلى السلطة الحاكمة على أنها موظف جاء لخدمته، ولازم ذلك أن تكون بيده أسباب إفشاء الاستقرار في البلد ومنها الأجهزة الأمنية التي تعطيه القوة التي ربما حولتها إلى أداة بطش في وقت من الأوقات، والعصيان المدني قوة مقابلة تبقى بيد الشعب، فما إن تتفرعن السلطة حتى يبدأ الشعب بقمع فرعونيتها بسلاح العصيان المدني، وذلك عندما يبدأ الامتناع عن التجاوب مع القانون والقانونيات، ويمتد ذلك من التوقف عن دفع الفواتير والأقساط وما شابه إلى ممارسة كل عمل سلمي حضاري يخالف به القوانين بل وحتى الأعراف القانونية.
http://www.alghadeer-voice.com/alawi...uploads/os.jpg واضح أن في العصيان المدني إضرار صريح بالدولة الأعم من السلطة والشعب، أما بالنسبة للسلطة فقصد الإضرار بها لا كلام فيه أصلًا، وأما بالنسبة للشعب فربما كانت التضحيات في فترة العصيان المدني راجحة بالنظر إلى ما قد تحققه من نتائج على أرض الواقع، وهذا يحتاج إلى دراسة متعقلة ليس المحل محلها هنا، ولكن الكلام في مستوى الانزعاج الذي يسببه العصيان المدني للسلطة، وما يمكن أن تفعله لإيقافه، وقد نلاحظ حراكًا على مستوى التعديلات الدستورية التي تموج مياهها الآسنة في الآونة الأخيرة، فقد أُشير بشكل واضح إلى تقنين عمل الجمعيات السياسية وإلزامها بنصوص واضحة تحضر عليها أي ممارسة تضر بـ (الصالح العام) وأبيه وأمه وأخيه وأخته..!!
وعلى أية حال، فإن العصيان المدني وإن كان من الحلول السياسية المتقدمة جدًا إلا أنه يعني في الضمن القبول بنظام الحكم كمادة تكوين أساسية، وتصريحًا الرفض لأمور وقضايا إن ارتفعت ارتفع الداعي للعصيان، والكلام في هذا الجانب يطول..
ما أقوله في سياق فكرة العصيان المدني هو: نحن من منطلق إنسانيتنا أولًا، والمحكومة بالإسلام ثانيًا، والصحيحة القائمة المتقومة بتشيعنا وولائنا لمحمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) ثالثًا ينبغي لنا أن لا نرضخ ولا نتعلق ولا نربط مصيرنا بغير الله تعالى وكل ما يمثل حكمه إيمانًا وإخلاصًا وصدقًا، وهذا في الواقع ما يليق بنا، وما دون ذلك فضلًا عما يخالفه أمر مشين وعيب يلاحقنا، خصوصًا وأنه ينقض شعارنا الذي طالما رفعناه.. (هيهات منَّا الذلة)!!
إننا نعيش اليوم فرصة الاستقلال الحقيقي عن الطاغوت كما كان الأئمة (عليهم السلام) مستقلين عن طواغيت تلك الأزمنة الغابرة، فبالرغم من السقف الأعلى التي يرتفع إليه الأخوة الأكارم أبناء 14 فبراير، إلا أنه –صدقوني- لا علاقة على المستوى المعنوي والفكري والروحي والثقافي لاستقلاليتنا الحقيقية بمسألة بقاء هذه السلطة أو زوالها، وقد بحثت هذا الأمر مرارًا في بعض المؤلفات والكثير من المقالات تحت عنوان (الإنغلاق المرحلي)، وأقولها ليس من باب الشماتة –والعياذ بالله- ولكن من باب إلقاء الحجة، بأن من كان يعارضني أو ذاك الذي كان يستخف بما طرحت، هو اليوم نادى بالإضراب العام وينادي اليوم للعصيان المدني، وما المشكلة التي يواجهها إلا نتاج عدم العمل والتأسيس الثقافي على مضمون (الإنغلاق المرحلي).
لا تزال الأوراق بين أيدينا، وأي تمييع للقضية يعني قتل (سخيف) للشعب، لذا أطلب من الجميع التفكير بشكل جيد والبناء دائمًا وأبدًا على عزة نستمدها من الله تعالى في قرآنه المجيد والعترة الطاهرة..
السيد محمد علي العلوي
16 صفر 1433هـ / 10 يناير 2012م
http://www.alghadeer-voice.com/alawi/?p=2028


الساعة الآن 09:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227