منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   وقفة قانونية حول حقيقة التعديلات الدستورية (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=752503)

محروم.كوم 01-16-2012 10:10 PM

وقفة قانونية حول حقيقة التعديلات الدستورية
 
عادة ما تلجأ السلطات الحاكمة في النظم الدكتاتورية إلى طريق الإصلاح الدستوري بغرض امتصاص سخط الطبقات المغبونة من الشعب دون أن تمس هذه التعديلات النظرية السياسية التي تهيمن على نصوصه، إذ ترى في هذا الطريق سبيلاً تغلق به احتمالات نجاحات الثورة، فتلجأ إلى التعديل الجزئي في الوثيقة الدستورية والقوانين الأساسية بغية تحقيق شيئاً مما يتطلع له الشعب فتسد بذلك طريق أهداف الثورة.
وبالتأكيد فإن منطق الإصلاح الدستوري لا يمكن أن يحدث تغييراً اجتماعياً وسياسياً حقيقياً ما دامت القوى الحاكمة هي التي تنفرد برسم حدود تلك الإصلاحات، فهي خطوة أشبه بترميم البناء دون المساس بأسسه.
إذ لا تجدي هذه الإجراءات الإصلاحية نفعاً حتى في مجالات توسيع رقعة الحقوق والحريات وتكريس الضمانات لحمايتها، إذا رأى الشعب فساد النظرية التي تسود أحكام الدستور، وكان سخط الجماهير وصل إلى حد لا رجعة فيه، وأنه لا سبيل إلى ترميم الأوضاع بتعديلات دستورية. ويمكن أن نضرب مثالا على إيران حينما حاول الشاه إدخال سلسلة من الإصلاحات الدستورية غير أن هذا المنطق الإصلاحي لم يستطع أن يحل محل منطق الثورة.
ومع ذلك فقد يكون المنطق الإصلاحي مقبولاً في بعض الظروف إذا لم يكن التفاوت الطبقي والاستبداد وشعور الأفراد بالظلم قد وصل إلى حد لا رجعة فيه، فالترميم لا يجدي في بناء انهارت أسسه، بحيث صار مآله الحتمي إلى الانهيار، ولكنه يجدي لتدعيم بناء ما تزال أسسه سليمة وقادرة على التكيف مع الظروف الجديدة.وعليه فإنه من الطبيعي أن تعمد السلطة الحاكمة للوقوف موقف الرافض لفكرة إلغاء دستور 14 فبراير 2002، وأن تقبل بالتعديل الجزئي للدستور لتطوير الشرعية الدستورية القائمة من خلال معالجة بعض أحكام الدستور المعيبة حول تنظيم السلطات العامة أو الحريات الأساسية.
ويهدف الإصلاح الجزئي لدستور 14 فبراير 2002 إلى حماية الدستور وضمان استمرار مشروعيته السياسية، من خلال تجنب الترهل الذي يصيب الحياة السياسية بسبب عدم ملاحقة القواعد الدستورية للتطور الذي شهدته المملكة بعد 14 فبراير 2011.
وفي الأخير يتعين الإشارة إلى أن وضع دستور جديد ليس هدفاً في ذاته تصبو إليه ثورة 14 فبراير2011 وإنما رد فعل لتغيير المشروعية السياسية القائمة وانعكاساً لمشروعية سياسية جديدة يتهذب من خلالها النظام الملكي بحيث ينزل على إرادة الأمة ويقر عملياً بأن الشعب مصدر السلطات، وهي صورة من المراحل التدريجية في تطور النظم الملكية والتي قد تتواصل حلقاتها فيصبح النظام صورة رمزية كما وقع في إنجلترا، أو قد تنقطع حلقاتها ليحل النظام الجمهوري محل النظام الملكي كما وقع في فرنسا عندما استعصت الملكية على التهذيب والترويض.


الساعة الآن 06:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227