|
هل تضيع ثورة البحرين .. بين التسويات الاقليمية والمصالح الحزبية ؟ هل تضيع ثورة البحرين .. بين التسويات الاقليمية والمصالح الحزبية ؟ يعيش اليوم الخليج (الاسلامي ) شتاء ساخنا بعد المناورات الايرانية و وتهديد ايران بغلق مضيق هرمز فيما اذا فرضت اى عقوبات على تصدير النفط الايراني , بالاضافة الى تهديد ايران اميركا لسحب قواتها واصطولها من الخليج . يوما بعد يوم تزداد حدة التوتر في الخليج , وتزداد معها وتيرة الحرب الباردة بين ايران ودول الخليج المتحالفة مع اميركا التي لم تهدأ يوما منذ انتصار الثورة في ايران . يبدو ان الامور في الخليج لاتحتمل المزيد من الحروب الباردة وبدأ الوقت يقترب من نهايته في فرض احد احد هذه المحاور ارادتها وسيادتها على المنطقة,و ليس جديدا تآمر دول الخليج طوال ثلاثين عاما الماضية على ايران من دعم لوجستي لحرب الثمان سنوات وكذالك الامر يتكرر في لبنان ووالعراق وافغان استان واليوم في سوريا . انها حرب لايرحب بها احد من هذه الاطراف المتنازعة , ولكن لابد لوجود نهاية لهذه الحرب في المنطقة . لقد حققت ايران مجموعة من الانتصارات على اميركا في افغان استان ولبنان والعراق ولم يتبقى الا اخراجها من منطقة الخليج , هذا هو التفسير الوحيد لتصعيد ايران من لهجتها ضد الولايات المتحدة التي لم تمهل طهران كثيرا في ردها على هذا التهديد باغتيال استاذ الجامعة كاشارة الى قدرة اميركا على زعزعة الاستقرار و او يمكن اعتبارها بداية حرب استنزاف حقيقية لاضعاف ايران ومن ثم تفتيتها . اما التحليل الاخر لتهديد ايران ان يكون البرنامج النووي الايراني مقابل التواجد الاميركي في الخليج حيث تزامن هذا التهديد مع زيادة الضغط على ايران وبرنامجها النووي . على الرغم من وضوح للدور القدر اللذي تلعبه دول الخليج ضد ايران لم تقم باي ردة فعل الى الان لتجنيب المنطقة قيام حرب عسكرية يدفع ثمنها كل شعوب المنطقة و لذالك تجد ايران حريصة على بقاء العلاقات الدبلوماسية معها في احلك الضروف والمنعطفات . ان ثورة البحرين اليوم هي واقعة ضحية لهذا النفاق السياسي في المنطقة , فلايمكن ان تدعم ايران اسقاط النظام في البحرين طالما احتفضت بعلاقاتها الدبلوماسية مع هذه الدول التي هي الاخرى ان تحافظ على هذه العلاقات ولو في اذنى صورها , وقد لاحظنا تمسك السعودية ببقاء سفيرها في ايران بعد اتهامها بمحاولة اغتيال السفير السعودي . يبدو ان ايران وبالمثل دول الخليج ملو من هذا النفاق اللذي اصبح مصدر قلق ويشعرون يوما بعد يوم ان شعرة معاوية لابد ان تنقطع قريبا وينتهي كل النفاق السياسي في المنطقة ويصبح الصراع على المكشوف . هذا هو مصير ثورة البحرين من الناحية الدبلوماسية التي تحكم الخليج لن تتبدل حتى تنقطع شعرة معاوية الدبلوماسية و حينها فقط ستغير ايران موقفها من اصلاح النظام الى اسقاطه . اما من ناحية التسويات السياسية تعتبر ثورة البحرين الحلقة الاضعف لاي تسوية سياسية واقليمية فايران مثلا تدعم الحوار في البحرين واجراء بعد الاصلاحات مقابل الحوارفي سوريا , وبالمثل العراق التي يمكن ان تقايض الاستقرار في العراق مقابل دعمها لعملية الاصلاح الشكلية في البحرين , فلاقيمة سياسية لنا مقابل ملايين الشيعة في العراق وايران . هكذا يتم البيع والشراء في عالم التسويات السياسية اللذي لايعترف الابقيمة المصالح . . ولايتوقع احد ان تكون ثورة البحرين مقدمة على مصلحة اى دولة في العالم , الكل يقدم مصلحته ومن بعد ذالك الاخرين , وهذا الكلام ينطبق على الكل بما فيهم ايران والعراق وحزب الله وسوريا . هل نفع وليد المعلم وزير الخارجية لسوريا دعمه للسعودية حين صرح أن قوات درع الجزيرة المتواجدة فيالبحرين، ليست قوات إحتلال وإنما تأتي في إطار مشروع من حماية النظام السوري من التآمر السعودي وبقية دول الخليج . هذه الدول التي تسعى لاسقاط نظام الاسد تتآمر على حزب الله والعراق وايران , فهل تتوقع ان تقف هذه الاطراف مكتوفة الايدي اذا وصل الدور اليها وبدأت تشعر بحرارة شيفرة الحلاقة على وجنتها بعد الانتهاء من سوريا ؟؟ ثورة البحرين صامدة والاقليم اللذي حولها يتغير وهذا الصمود والاستمرار اسقط كل التسويات السابقة لتغير الظروف والمصالح وبعد سقوط سوريا لن يكون هناك شيئ يساوم عليه غير ان تحافظ هذه الاطراف التي تاجرت بثورة البحرين على رقابها .. حينها فقط ستتبدل المواقف الى دعم الثورة في اسقاط النظام . من جانبها كانت الجمعيات السياسية مطمئنة في حصولها على تسوية سياسية مرضية من خلال هذه التسويات الاقليمية التي تتناغم مع سقف مطالبها في اصلاح النظام , ومع استمرار الثورة وسقوط هذه التسويات شعرت الجمعيات بالفزع بعد ان كانت مطمأنة ان مهرجاناتها كانت كافية لتحقيق بعض المكاسب السياسية . ان الجمعيات اليوم تعيش اسوء حالاتها بعد سقوط التسويات السياسية من جهة و ومعاداتها للثورة من جهة اخرى , والنظام يحاول الخروج من ازمته باقل الخسائر والتنازلات الامر اللذي يجعل الجمعيات محاولة الرجوع الى الشارع وكسبه وتوجيهه كمحاولتهم ايام الدوار , ولاكن لايبدو ان هذه المحاولات سيكتب لها النجاح واكبر دليل على ذالك الاعتصام امام مبنى الامم المتحدة . ستحاول السلطة تعزيز دور الجمعيات السياسية لتاهيلها لدخول تسوية برفع رصيدها الشعبي وذالك باعطائها بعض الامتيازات والانتصارات لكسب الشارع . ان ثورة البحرين دفعت ثمنا باهظا لهذه التسويات الاقليمية والدولية , والمصالح الحزبية الضيقة فهل نرى تحولا خلال الايام القادمة في مواقف هذه الاطراف المحسوبة على الثورة في مواقفها واعلامها ..وتتحول المطالب من اصلاح النظام الى اسقاطه ؟؟ اتمنى ان يتحقق ذالك بالتزامن مع مرور عام على انطلاق الثورة في 14 فبراير القادم . ودمتم بخير |
| الساعة الآن 03:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir