هل تكون الذكرى السنوية للثورة يوم انتصارها؟ يبدو أن جميع الأطراف تراهن على يوم 14 فبراير القادم، فالسلطة تراهن عليه ليكون يوم احتفال بالميثاق الساقط وإجهاض الثورة لذلك يقول وزير داخليتها إنهم سيفتحون الدوار في فبراير – وهم لن يفتحونه بالتأكيد إلا بضمانات معينة يتلقونها من أطراف ما. والجمعيات – وعلى رأسها الوفاق – تراهن أنه سيكون يوم طرح الصفقة وإيلام الوليمة، ولمّحت في هذا السياق إلى العودة للدوار التي اعتبرها المرزوق في مهرجان سترة ركيزة من ركائز النصر!! ولا ندري إذا كان هناك تنسيق بين هذا الموقف وموقف الحكومة أعلاه، كأن يُفتح الدوار فتدعو الوفاق لمسيرة حاشدة تتجه إليه مع حبكة قمع خفيف لرفع حماسة الجماهير وإشعارها بمعاني التلاحم والصمود، وعندما يكون الناس وسط نشوة الانتصار "الموهوم" يعلن النظام المجرم معالم الصفقة التي تحقق بعض مطالب الجمعيات، وتبارك الوفاق للجماهير المحتشدة نصرها العظيم الذي حققته ببطولاتها وصمودها وتدعوهم للعودة إلى المنازل معززين مكرمين ويتلحفون زين ويرتاحون فقد تحقق مطلب الثورة وستتحقق لهم حزمة إصلاحات بالقطارة. أما الثوار، الذين هم أصل هذه الثورة وسر انبعاثها وقوام استمرارها، فهم كذلك يعولون على 14 فبراير يوماً حاسماً تاريخياً يُكتب لهم فيه النصر أو الشهادة والنصر. والسبيل الوحيد لتفويت عودة باهتة ممسرحة للدوار هو تصعيد الحراك في هذه الفترة بشكل تصاعدي إلى أن يحين يوم 14 فبراير. لذلك وجب التحشيد والدعم والمشاركة بكل قوة في كل حراك تصعيدي حقيقي، كمسيرة العاصمة وبالأخص مرحلة "قبضة الثائرين"، ومواصلة تنفيذ عمليات نوعية كتلك التي أثلجت صدورنا في النويدرات "راية العز" وبني جمرة. ومن الملفت والمطمئن أن الائتلاف يخطط لتنفيذ عملية نرجو أن تكون كبيرة ومزلزلة في فترة معرض الطيران باسم "حداد السماء" فضلاً عن راية الدفاع المقدس ليلة الجمعة، ما يدلّ على أن جميع الثوار والمجاميع الثورة تسير نحو التصعيد وتفعيل مبدأ المقاومة بتنسيق ضمني أو فعلي مؤكد. ولا سبيل غير هذا التصعيد والتفعيل لمبدأ المقاومة لقطع الطريق على التوظيف الانتهازي أو الخبيث لهذه الذكرى المجيدة في عمر وطننا، هذا اليوم الذي أصبح مفصلياً في تاريخ البحرين، سواء بالنسبة للشعب أو للعصابة الحاكمة، حيث سقطت الأقنعة وتوقفت المجاملات وكشرت العصابة عن أنيابها بكل شراسة وهمجية وأظهر الشعب معدنه وتوقه للكرامة واستعداده للتضحية، وأصبحت معركتنا منذ ذلك اليوم معركة وجود: فمرة أخرى في 14 فبراير القادم علينا أن نقرر: نكون أو لا نكون. |
الساعة الآن 04:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir