استخبارات الثورة
 

بداية: أستطيع أن أزف لشعب البحرين الأبي والثائر أن ثمرة جهاد أبنائه والصفوة من شبابه الثورة سيكون نصرا عاجلا بإذن الله لا يتوقعه الكثيرون، والمطلوب فقط هو مراكمة العمل الثوري النوعي ضد مرتزقة النظام لنصل إلى مبتغانا بإسقاط النظام بعد أن نقلص فارق القوة المادية بيننا وبين النظام وصولا إلى فرض كلمتنا على الأرض بعد أن تستعيد الثورة شعبيتها بتواجد كل المستطيعين من أفراد الشعب في ساحة الجهاد!!
وأنا هنا أحمد الله أن الثوار أخذوا بنصيحتي ولو مواربة فيما يتعلق بعمل مجموعات ثورية لاستهداف المرتزقة بدل التظاهرات التقليدية، وأبقوا على التظاهرات التقليدية كوسيلة من وسائل حفز الناس وزيادة عدد المتظاهرين في الشارع في ظل استجابة ملحوظة من الشارع لدعوات التظاهر، فصار الجمع بين النموذجين مصدر قوة بإذن الله!!
تبقى مجموعة من المسائل المهمة التي يجب تنبيه الثوار لها:
المسألة الأولى: يجب أن يشكل الثوار في كل منطقة أو قرية جهاز استخبارات للثورة يقوم بمهمة رصد تحركات المرتزقة على مدار اليوم (24 ساعة في 24 ساعة) على أساس من التناوب بين الثوار في هذا المجال، ويكون من مهامه الرئيسية منع اقتحام البيوت واعتقال المواطنين، والرصد الاستخباري للعملاء في أوساط الشباب ممن يتم تجنيدهم في هذا المجال، بحيث يتم اختيار عناصر ذكية ومدربة من الثوار للقيام بهذه المهمة، عبر وضع العملاء في مجهر الاختبارات الخفية التي تكشفهم وتسهل مهمة قنصهم واستهدافهم وفضحهم داخل القرى وخارجها، كما يمكن في صيغة متقدمة أن ينتخب بعض الثوار ليكونوا عملاء مزدوجين ضمن خطة محكمة ومدروسة بدقة!!
المسألة الثانية: يجب حماية الثوار من الاعتقال بعد اعتقالهم عبر خلق عادة عند الأهالي والثوار بالتظاهر والاعتصام أمام مراكز الشرطة وبقية المقرات الأمنية حين يتم الإفراج عن المعتقلين وعدم السماح بتعذيبهم والتنكيل بهم، كما يجب أن يجرؤ الثوار على اختطاف المرتزقة للمقايضة بهم مع الثوار المعتقلين!!
المسألة الثالثة: في حال المسيرات السلمية الكبيرة، كمسيرات تشييع الشهداء وغيرها من المسيرات التي تتم داخل القرى، يجب تشكيل فرق دفاع عن هذه المسيرات مجهزة بكل وسائل الدفاع عن النفس لا تشارك في هذه المسيرة بل ترصد الحدث وتخطط لمواجهة المرتزقة بأسلوب ذكي في الوقت المناسب، مع لفت الانتباه أن هجوم المرتزقة على كل المسيرات والتجمعات السلمية يخضع لخطة هجوم من المركز في وزارة الداخلية ووزارة الأمن الوطني بناء على رصدهم للمعلومات التي يقدمها الثوار عبر شبكات الإنترنت لخارطة سير المسيرات والتجمعات الاحتجاجية، ولهذا تجدهم يسيطرون وفقا لهذه الخطة على أغلب التجمعات ويستطيعون فضها، والمطلوب وضع خطة موازية لهذه الخطة لحماية التجمعات الكبيرة ومنع السيطرة عليها أو فضها بالسهولة!!
المسألة الرابعة: يجب أن يدمن الثوار في كل الأوقات لعبة الدفاع المقدس، فيطوروا من أساليب أرعاب المرتزقة ومباغتهم والهجوم عليهم وتجريدهم من الأسلحة، ليصل المرتزقة من خلفهم النظام الخليفي أن القرى تحولت إلى ساحة حرب الغلبة فيها للثوار وليس لهم، فإذا وجدت هذه الجاهزية لدى الثوار للدفاع المقدس عن الأنفس والعرض والشرف والدين والكرامات في كل وقت، فسيكونون قادرين بإذن الله على بسط كلمتهم على الأرض، وإحداث الغلبة في ميزان القوة المادية لصالحهم على حساب النظام، فمع يدافع عن شرفه وعرضه عن عقيدة ومستعد لبذل التضحيات ليس كمن يقتل ويفجر ويقمع ويعذب ويغتصب من أجل الارتزاق والمال، فالأول قادر وفق السنن الكونية على فرض إرادته على الظالمين ببركة إرادته وتضحياته ودمائه، والثاني يفر من الميدان بمجرد انقلاب الصورة لغير صالحه!!


أخيرا: في الملف الاستخباري، أتمنى من الشباب البحث في الشبكة العنكبوتية عن أهم الدراسات التي تناولات أسس العمل الاستخباري الناجح وتقديم خلاصاتها للمجموعات الثورية للعمل بمقتضاها من أجل حماية الثورة ووصولها إلى تحقيق الأهداف بعد أشهر من الصبر والمعاناة!!