قراءة في خطاب المرزوق ما بين العودة للدوار وبين الصمود وألا تراجع
 

قراءة في خطاب المرزوق ما بين العودة للدوار وبين الصمود وألا تراجع

في يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 5 / 1 / 2012م في تمام الساعة السابعة مساء وفي عاصمة الثورة جزيرة سترة أقيم مهرجان الجمعيات المعارضة بعنوان شعب لا يعرف الهزيمة وقد تنوعت فيه الفقرات اهمها فقرة موضع البحث خطابة القيادي في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الأستاذ خليل المرزوق .

خطاب خليل المرزوق يعتبر طفرة نوعية في خطاب الوفاق ، وعندما نقول طفرة نوعية نتيجة لثقل القائل للخطاب من حيث موقعيته ، والمرزوق الان يمثل ثقل كبير في جمعية الوفاق لما احرزه من تقدم من خلال دخوله عالم السياسة عندما ترشح نائباً عن الشعب لجمعية الوفاق في العاصمة المنامة ، والمرزوق هو المعاون الرئيسي لسماحة الشيخ الأمين العام ، وهو أحد المتحدثين الرئيسيين في المعارضة وله تجربة قوية وكبيرة في المجال السياسي ، ومن هذا المنطلق يكتسب حديثه الأهمية وينال مكانة في التحليل والبحث والدراسة .

استهل الأستاذ القيادي خليل المرزوق خطابه بنبرة حماسية مرتفعة بالسلام على سترة الصمود وسترة العزة وسترة الكرامة وعرج على شهداء الجزيرة الصامدة وذكرهم بالأسماء ، واخذ سلامه لكل اهل البحرين من سجناء وشهداء وحضور كرام وحياهم بأحسن التحايا .

المرزوق يطمأن الجمهور ويعزز جانب الثقة من الوفاق للشعب :

تناول خطابه مسألة عنصر الثقة وطمانة الجمهور عن تحركات الوفاق بالنسبة للمطالب ، وقد تلى لازمة العهد وقال : (( هذا عهد منا لكم، لعوائلكم، لأمهاتكم، لآبائكم، لابنائكم، لمحبيكم، اننا على دربكم ماضون، ولمسيرتكم مكملون، لن ننساكم، لن نضيع دماؤكم، ولا تضحياتكم،،، باقون على العهد معكم الى نهاية الطريق، طريق النصر والكرامة. )) معاهدة الشعب على مواصلة الطريق وفق ما يريده الشعب ومن ثم يسترسل ليؤكد حقيقة الثقة والاصرار على الطمانة للجماهير الأبية ويبين حقيقة مهمة في العمل والحراك الذي تقوم به الوفاق فيقول : (( نحن نتحرك من واقع المسئولية لا طلبا في تصفيق ولا حشد جماهير ولا شهرة، ولا طلبا في مناصب، عرضت علينا المناصب والمكاسب و رفضناها، وهددنا كاشخاص أو ككيان، ومن خلال مزيد من القمع لكم و لم نبالي ))

وفي سابقة نوعية في الخطاب ذكر بعض ما يجري من تحركات ليزيد عنصر الثقة عند الجماهير وليبين مدى الاخلاص للقضية ومدى ان الوفاق تسير نحو تحقيق اهداف الشعب وأن لا مساومة ولا تراجع ولا تنازل ولا رهان على الاستسلام فقال : (( أننا ابدا لن نساوم عليكم و على مطالبكم، ولن نتنازل عن مطالبكم ولم نساوم عليها في أحلك الظروف وأصعبها )) وقال أيضاً : (( اذا تواصلنا نتواصل من أجلكم، واذا رفضنا نرفض من أجلكم، من يحاول أن يلوح لكم اننا نخونكم أو نساوم عليكم فهو يخدعكم )) وهذه الجملة مهمة جداً جداً أن الوفاق لن تخونكم والوفاق تحارب لأجلكم وأن الوفاق رفضها رفضكم ونعمها هي من نعمكم فلا مساومة ولا مهادنة في حقوق الشعب ومطالبه .


المرزوق في خطابه وسيمفونية الصمود وألا تراجع :

اكد خطاب المزوق مسألة الصمود وعدم التراجع وقد بين في خطابه ان الصمود مطلوب لتحقيق الانتصار وأن مسألة التراجع قد محيت من قاموس اهل البحرين وعزيمة المواصلة أبصحت حقيقة مبدأية لا تنازل عنها وهو الانتصار في ذاته وهو القوة وفي تحركاته ، وعلى ذلك لم يفت خطابه بترصيعه من هذا البعد المهم الذي ينبغي عدم نسيانه والتاكيد عليه لنه مينامو الحركة المستمرة .

يبدأ بقوله : (( ثقوا أن دماءنا وحريتنا وارزاقنا وصمودنا وصبرا ونصرنا، بذلناها و نبذلها لكرامتنا وكرامتكم وحريتنا و حريتكم )) الدماء السائلات والأرزاق المقطعات هو من النصر شرط الصمود ولا تنازل فحيقة الدماء قاعدة معلوم لكل متحرك في وجه الجبروت وسيل الدم مع الصمود هو ثقة لأتيان النصر . والصمود حقق لثورة نتائج كثيرة جداً أهمها كسب الاعلام الخارجي والتعاطف العالمي مع القضية ومحاصرة النظام في اكاذيبه .

خطاب المرزوق ونبذ الخلاف ومد اليد للوحدة والاتحاد :

في خطاب المرزوق لفتة مهمة جداً وهي تذويب جبل الجليد الواقع بين شاب 14 فبراير بشتى تنظيماتهم والوفاق وبكل جرأة وبكل شفافية ووضوح وصراحة قال الأستاذ المرزوق : (( تحية لشباب 14 فبراير، وأنتم جميعاً شباب 14 فبراير، كلنا شباب 14 فبراير )) بعث بالحية للشباب وهي مد اليد لهم قالها بكل أريحية بكل صفاء ونقاء قلبيين أن يبعث بالتحية لهم كما انه طلب من الانخراط في فعالياتهم السلمية والمشاركة فيها وهذا واضح وجلي من خلال التغطية الاعلامية لفعالية شباب فبراير في اللحظة الحاسمة .

كما انه تنبه للفتة مهمة حيث قال فيها : (( هناك من يريد أن يفرق بين ابناء المعارضة وبين شباب المعارضة والثورة، ويريد أن يخلق الفواصل بيننا لكي يضعفنا ويضعف الثورة أو لحسابات ضيقة، كلنا نسعى للكرامة و الحرية والديمقراطية لهذا الشعب، فأحذروا شق الصف و التهوين )) نعم هناك من أصحاب الأجندة الخاصة وهناك من يروق له فتاتنا وهناك من يضرب على لحن الجراحات بالفرقة فالحذر الحذر منهم ، هناك المشوهون الملقلقون الذين يسعون بكل ما اوتو من قوة لتكسير مجاديف المخلصين وتشويه حركتهم والاعتراض على مشاريعهم في موقف غريب جداً وسؤال عريض من هؤلاء ولمصلحة من يعملون ؟ لماذا يقفوا في وجه الفعاليات المعارضة لماذا يحاولا تخريبها ولماذا يريدون غجبار الناس على ما يريدون ، هؤلاء الجماعة القليلة ينبغي الحذر منها حتى لا تتعاظم ولا تنطلي اكاذيبها على الشباب اليافع ممن لا عهد له بمارسة هؤلاء ، فلنبقي على الحذر ولنتوجه لطريق حفظ المسيرة والثورة من الانقاسم ومن التصارع الداخلي .