حمد سقط فجر يوم 17 فبراير 2011
 

سواء أكان سقوط النظام ممكناً أو هو ضرب من المستحيل كما يعتقد البعض

الا ان فجر يوم 17 فبراير 2011 كان اعلان سقوط حمد في مستشفى السلمانية عندما رفع آلاف المتجمهرين شعاري down down hamad و يسقط حمد مع استقبالهم للشهداء والجرحى وأصبح هذا الشعار جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع الشيعي اللذي يشكل غالبية المواطنين الأصليين وصار يرفع في كل زمان ومكان وبكافة الأشكال والأساليب

دعاة الواقعية وحتى بعض من يرفعون شعار اسقاط النظام يعتبرون النظام لم يسقط بعد

لكن حمد يعتبر نفسه قد فقد شرعيته وسقط فجر ذلك اليوم

هل تعتقدون أن هناك حاكماً يشعر بالثقة والطمأنينة في كونه حاكم فعلي لبلد ما بينما غالبية المواطنين لا يعترفون به ؟

حتى وان حكمهم بالحديد والنار والقوانين الوضعية وبسطوته على البلاد والعباد من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها الا انه يبقى في حكم الساقط

لذلك لم يدم قانون السلامة الوطنية طويلاً

إذ أنه إضافة لضغوط الحراك الثوري وضغط الدول الصديقة والحليفة التي أحرجها قمعه كان لا بد في النهاية ان يحاول اعادة الجسور بينه وبين من باتوا لا يعترفون به

فهو حالياً حاكم معترف به فعلياً لدى ربع السكان فقط أو لنقل أقل من النصف بقليل من السكان وهم السنة الموالين له

لكن حتى وهو يشعر بخسارة وضعيته كحاكم لأغلبية السكان وخسارته لثقة مواطنيه الشيعة إلا أنه لم يتخلى عن غروره وكبرياءه لذلك حاول أن يعيد الجسور معهم باللعب والخداع بأسوء مما فعله معهم في فبراير 2001

فأقام حواراً شكلياً ولجنة تحقيق شكلية واعاد بعض المفصولين من الطلبة والموظفين مع شروط مذلة واعلن اعادة بناء بعض المساجد واطلق سراح بعض المعتقلين بدون اسقاط الاحكام عنهم ووعد باصلاحات شكلية تنبثق من توصيات حواره الشكلي وتوصيات لجنة تحقيقه الشكلية

اعتقد حمد بأنه يمكنه اعادة سيناريو فبراير 2001 ولكن وجد أن حساباته كانت خاطئة اذ وعى الناس الدرس ولن يلدغوا من الجحر مرتين ولم يعودوا يثقون فيه وفي وعوده خصوصاً بعد أن ولغ في دماءهم وأعراضهم وتعدى على مقدساتهم الدينية

قد لا يتحقق اسقاط النظام فعلياً اليوم أو بعد شهر أو حتى بعد 10 سنوات

الا ان تجذر ثقافة (يسقط حمد) و ( اسقاط النظام) لدى الكبير والصغير كانت هي بداية العد التنازلي لسقوطه وان لم يسقطه هذا الجيل فالراية ستنتقل للجيل القادم أو الأجيال اللتي تليه

إذ لم يسجل تاريخ البحرين لا القديم ولا المعاصر مثل هذا التوافق بين غالبية المواطنين الشيعة على ضرورة رحيل الأسرة الخليفية

وإن لم تنجح الثورة في سنتها الأولى في اسقاط النظام فعلياً إلا أنها وضعت لبنات هذا الاسقاط وبذلك حققت انجازاً لم تحققه أي انتفاضة أو حركة مطلبية سبقتها

وهذا هو ما يأرق حمد ونظامه