مهرجان سترة: الوفاق تنتصر لشعب البحرين؟؟!!
 

وأنا أشاهد اليوم ممثلي الجمعيات يمارسون أداءهم الركيك على المنصة التي نُصبت على أرض طاهرة اعتادت مشهد الدماء والصمود ولم تعتد نصب منصات للمتسلقين والمنافقين..وأنا أشاهد رموزها العظيمة متسمتة على الكراسي الزرقاء تستمع لذات الإسطوانات المشروخة التي تدغدغ غرائز التقاعس والتخاذل، ذات الأكاذيب السمجة عن انبهار العالم بانبطاحنا لخوازيق عدو الله وعدو الإنسانية ومرتزقته، ذات السخافات الغادرة التي تبرر لعدونا قتل أبنائنا وسفك دمائنا وهتك أعراضنا لأننا واجهنا مدرعاته وإجرامه بزجاجة حارقة..

وأنا أشاهدها تتمايل على أنغام أناشيد تخدير الوعي وقتل الضمير، تهنئ نفسها أنها تحدت رعد السلطة وبرقها فجاءت لتنسدح على الكراسي ترتشف الشاي وتتبادل النوادر وتردد الهتافات الخاوية وتفسف الحب بينما أبناءنا وبناتنا وشيوخنا وأطفالنا يتعرضون في اللحظة ذاتها للاغتصاب والتعذيب في معتقلات نظام الطاغية الذي يريد خطباؤهم أن يحفظوه تاجاً لرؤوسهم التي أسكرها بريق السلطة والنفوذ والوجاهة.. تساءلت وأنا أشاهد هذا المنظر.. هل مثل هؤلاء يمكن أن يحققوا لنا أي نصر!

أضحكني مقدم برامج الوفاق وهو يتصبب عرقاً في محاولاته البائسة لقمع صوت المحتشدين وهتافاتهم المنادية بإسقاط حمد ونظامه المهترئ.. بالله عليكم أقمعٌ بعد هذا القمع؟ ما الفرق بين قبيلة غازية احتلت وطناً فجردت ناسه من حريتهم وكرامتهم وحقوقهم، وبين جمعية استُضيفت على بقعة أبية فبدل أن تشكر أبناءها وتحني لهم رأسها وتسلّم لهم قيادها أصبحت تتخبط يمنة ويسرة في محاولات لوأد مطالبهم الناصعة وإخراس حناجرهم الحرة!! ماذا كانت لتفعل بهم لو امتلكت سياطاً أو سلاحاً!!

أضحكني المرزوق وهو يبالع ويتلعثم ويغيّر في نبرة خطابه كلما صمت اذنيه صوايات تن تن تتن وهتافات يسقط حمد، فنسي ما قاله شيخه من قبل وقام يستدعي الصور التي يمكن أن تغري جماهير سترة الأبية وتهدئ من روعهم (بلاش فضايح) فأصبح ميدان اللؤلؤة فجأة مدخلاً للنصر وأصبحت المسيرات والفعاليات الليلية (الإرهابية) ركيزة من ركائز هذا النصر، يساوي بينها وبين مهرجانات الدبكة الوفاقية.. يرمي خيطا وخيط، يجرب كل حيل محمود عباس والحريري، ومن مساوئ الصدف أن المستقبل والوفاق كلاهما اختار اللون الأزرق لشعاره ويهتفون "ما راح نتنازل والسما زرقا".. فقد أنهك قواه إباء أهل سترة..ثم بعد أن أرعد وأزبد وصعّد وتماسك، تمخض أخيراً فقال: سنُسقط الحكومة!!

المضحك أنه يحاول تقليد السيد حسن نصر الله في "الفورم": حركات اليدين والصهلات القوية ومقدمة الخطابات وتوجيه الرسائل في ختام الخطاب، لكنه لا يعلم أن سر كاريزما السيد حسن وعظمته ليس في الشكل وإنما في المضمون.. وشتان بين مضمون خطاب قائد مقاوم شجاع صادق أمين، وبين خطاب ملئ بالختل والكذب والخداع والابتزاز. لكن أحسن ما في كلامه هو أنه يدل على متابعته الدقيقة لكل ما يُقال على هذا الملتقى ويحاول الرد على ما يُثار على أدائه وأداء جمعيته من مثالب، غير أن ردوده لا تخرج شكلاً أو مضموناً عن ردود بعض الوفاقيين حتى النخاع على ملتقى البحرين.

خطر ببالي وأنا أشاهد هذه الرؤوس المترنحة تحت تأثير حبوب الغفلة التي بدأت تتعاطاها منذ سقطت عنها ورقة التوت ففضحت عورة جبنها واستئثارها وانتهازيتها، خطر ببالي أن حمد يشاهد هذا المنظر مستهزئاً ويقول: أرى رؤوساً أينعت وحان وقت قطافها.. وسيحين وقت قطافكم لا محالة، فاستسلموا لدعة الجبن وطرب اللحظة، غداً تحصدون ثمرة هوانكم على أنفسكم وعلى الله.