منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الشهيد المطهري(رض) من منظور السيد القائد الخامنئي(دام ظله) (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=735330)

محروم.كوم 01-02-2012 10:30 PM

الشهيد المطهري(رض) من منظور السيد القائد الخامنئي(دام ظله)
 
الشهيد المطهري في نظر السيد الخامئني حفظه الله(1)



http://media.farsnews.com/Media/8902...11418_L600.jpg


سؤال:
متى وفي أية ظروف تعرفتم على الأستاذ المطهري؟ وكم كانت فترة تعرفكم عليه وإلى أي وقت استمرت؟
جواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، تعرفت على المرحوم الأستاذ العزيز الشيخ المطهري عن بعد منذ فترة طويلة، فقد رأيت وقرأت كتبه التي صدرت في ذلك الوقت, أما المعرفة عن قرب فكانت منذ حوالي سنة 1963م عندما كان في طهران، إذ كنت أسافر من قم إلى هناك.

وكانت هذه المعرفة في البداية سطحية ثم تعززت بالتدريج حتى أصبح عندما يأتي إلى مشهد يقيم يوماً أو يومين في منزلنا، وكنا نجلس ونتكلم ساعات طويلة, وكنا نذهب أحياناً إلى (فريمان) التي كانت موطنه الأصلي ومسقط رأسه، وعندما كنت أذهب إلى طهران كنت أذهب مراراً إلى منزله، ولم تكن علاقاتنا مجرد علاقات علمية وصداقة فكرية بل بالتدريج بدأنا نستأنس به ونحبه كثيراً، وكانت ألطافة عليّ كثيرة.
وفي مجلس الثورة كنا معاً كل يوم تقريباً في أغلب الأيام, وفي أوقات ازدحام وتراكم العمل حتى يوم استشهاده حيث فجعنا.


سؤال:
لماذا أصبح الأستاذ المطهري على هذه المنزلة؟ وما هي الخصائص البارزة التي تميزهُ عن الآخرين، وما هي العوامل التي أثرت في تكوين شخصية هذا الشهيد الكبير وثمرة عمر الإمام؟
جواب:
العامل الأول: إن المحيط العائلي للشيخ المطهري كان محيطاً ممتازاً، كان أبوه من العلماء الممتازين من الناحية المعنوية والزهد والتقوى, وكان المرحوم المطهري يحب أباه كثيراً ويحافظ على احترامه بشكل قل نظيره.
فلم أره يمرح أبداً أمام أبيه، وقد كان لأبيه حضور في كثير من الجلسات التي كانت لنا مع الشيخ المطهري في مشهد، وكان يتصرف بشكل مؤدّب أمام أبيه، مما يدلّ على عمق احترامه له, وكان يقول مراراً: إنني تعلمت حب العبادة والذكر والأخلاق الإسلامية من والدي, وكان ذلك من العوامل المؤثرة في شخصيته.
والعامل الآخر: هو فترة دراسة الشيخ المطهري التي كانت من الفترات الجيدة جداً في الحوزة, قد بدأ في قم ذلك الوعي الجديد.
جاء إلى قم في سنة 1939م وفي سنة 1941م كانت قم قد خرجت من ذلك الضغط والإرهاب الذي فرضته الحكومة البهلوية, وبناء على هذا فإنه عاش سنتين من فترة الإرهاب التي تعرضت لها قم والحوزة العلمية فيها، وبعد فترة الانتعاش المجدد للحوزة العلمية في قم بوجود ثلاثة مراجع معروفين هم: المرحوم آية الله حجة والمرحوم آية الله الخوانساري والمرحوم آية الله الصدر, ازدهرت قم, فكانت بداية الدراسة وفترة (زهد) الطلاب وتهجدهم واهتمامهم بالجوانب المعنوية والأخلاقية مؤثرة عليه.
ثم مسألة أساتذته، فقط تعلم درس الأخلاق والفلسفة على يد الإمام أولاً، وكان الإمام الخميني يدرّس الفلسفة في قم في البداية ثم تركها وانصرف لتدريس الفقه والأصول فقط.
كان المطهري من طلاب الدورة الأولى للإمام في بحث الفقه والأصول، ومن طلاب دورة فلسفية أيضاً, وواضح كم هو كبير تأثير أستاذ مثل الإمام الخميني على طالب في بداية نموه العلمي في تلك الدروس الحضورية في ذلك الزمان، عندما كان درس الحوزة محدوداً، ويستطيع الأستاذ أن يؤثّر في طلابه, وكان هذا مؤثراً في تكوين شخصيته.
ومن بين العناصر الأخرى التي أثرّت في شخصية المرحوم المطهري هو العلاّمة الطباطبائي، وكان يذكره مراراً بوصفه حبيبه، حتى إنه قال مرّة: إنني أرغب أن أتمّ الأعمال الجامعية هنا وأطمئن عليها ثم أتقاعد وأذهب إلى قم وأجلس مثل العلامة الطباطبائي لأمارس التدريس, أي أنه كان قد تتلمذ عدة سنوات على يد العلامة الطباطبائي وحصل على فوائد وافرة منه.
وكما نعلم أن الشيخ المطهري جاء إلى طهران في سنة 1954م بعد أن أمضى عدة سنوات في قم، وأدى ضغط الحياة إلى بحثه عن عمل ليستطيع أن يدبّر حياته وعائلته.
إن مجيئه إلى طهران وتعرّفه على أصحاب الفكر في مجالات مختلفة، أكمل عنده البعد الآخر وهو الإطلاع على جميع أقسام الفكر الإسلامي والفلسفة والثقافة والأدب، ولو كان الشيخ المطهري قد ظلّ في قم، فمن المؤكّد أنه سيصبح مرجع تقليد كبير، ولكن تلك الرؤية الواسعة والمعلومات الشاملة يمكن أن تحصل له في طهران فقط، حيث اتصل بمحافل مختلفة وشخصيات فكرية وعلمية مختلفة.
وبناء على هذا فإن شخصيته بدأت من (فريمان) عندما كان مع أبيه المؤمن الرباني الواعي وختمت في طهران، وكانت جميع هذه العناصر المختلفة: محيط الأب العائلي، ومحيط الحوزة العلمية في قم، مؤثرة في تكوين هذه الشخصية.
ولكن الشيء الذي جعل كل هذه الأمور ممكنة للشيخ المطهري هو الاستعداد الكبير الذاتي لهذا الرجل، فقد كانت له قابلية فكرية كبيرة، كان عقلاً كبيراً وإلاّ فقد كان هناك أشخاص كثيرون نموا في محيط قروي، ودرسوا في الحوزة العلمية، ثم جاءوا إلى طهران، ولكنهم لم يصبحوا أبداً كالأستاذ المطهري، وما كان موجوداً فيه كجوهر أساسي في القضية هو قوة قابليته الفكرية.
وكل هذه الأمور بنت شخصية كبيرة كانت عنصراً بارزاً في المحيط العلمي، وكذلك في المحيط السياسي والاجتماعي. وهذا الحضور في طهران والمساهمة في النشاطات السياسية والاجتماعية طيلة سنين أعطاه بعداً سياسياً, وأظن أنه لو كان حياً الآن لكان من العناصر الأساسية في رسم خط السير العام لمجتمعنا الإيراني.



سؤال: كيف تقيّمون دروس الأستاذ في الثورة الإسلامية، وحراسة وتطهير الفكر الإسلامي من التغريب والتشريق والعمالة الفكرية؟
جواب: كان دوره في الفكر الإسلامي دوراً بارزاً، بل كان نادراً قليل النظير، وقد كتب المرحوم المطهري أفضل الكتب وأكثرها في مجال الفكر الإسلامي السليم والراسخ، ولم يكن لدى أي من المفكرين في زماننا نتاج كالمطهري، أي قد يكون هناك من هم أفضل من الشيخ المطهري من حيث الكيفية، ولكن من حيث كمية وتنوع عمله كانوا قليلين.
وهناك من كانوا أكثر من الشيخ المطهري من حيث كمية وتنوع العمل،ولكن ليس لديهم كيفية وعمق عمل الشيخ المطهري من حيث كمية وتنوع العمل، والشخص الوحيد الذي قدم أفضل نتاج الفكر الإسلامي من حيث الكمية والكيفية هو الشيخ المطهري.
إن ثورتنا بدأت بسبب اتساع ونفوذ الفكر الإسلامي في فكر الشعب، أي لو لم ينشر المفكرون الإسلاميون طيلة 15ـ16 سنة الفكر الإسلامي لما حصلت هذه الثورة بهذا الشكل بالتأكيد، فقد رأيتم أن الشعب واجه بأيدٍ مجردة قوة كبيرة، فمن أي شيء نجم هذا؟
لا يمكن أن يكون من المشاعر, ولا يمكن أن يكون من الإعلام الفارغ، إنه ناجم عن عقيدة, والعقيدة الإسلامية هي التي أخرجت الشعب إلى ساحة المواجهة، والمفكرون الإسلاميون هم الذين نشروا هذه العقيدة، أي أنه كان لهم دور في نشر الفكر الإسلامي الجديد طيلة 15ـ16 سنة. وكان هناك أشخاص لعبوا دوراً قبل هذه المدة والمرحوم المطهري كان من هذا القبيل، ولكن بشكل أكثر كان من سنة 62ـ63 وما بعدها حيث بدأ انتشار ونفوذ الفكر الإسلامي.
وكان المرحوم المطهري من الذين لهم دور مهم في هذا المجال قبل المواجهة.
وبناء على هذا فإننا عندما نرى أثر الشيخ المطهري بشكل مباشر في بعض الشرائح، وبشكل غير مباشر في شرائح أكثر من أجل نشر العقيدة الإسلامية، ونعلم أن هذه العقيدة الإسلامية هي التي أخرجت الشعب إلى ساحة المواجهة، وإن ثورتنا هي ثورة شعبية، نستنتج من هذه المقدمات الثلاث أن للشيخ المطهري دوراً مؤثراً جداً في انتصار هذه الثورة، وفي قيامها أيضاً.
وأما بشأن المحافظة على الحدود العقائدية والمحافظة على الحدود اللا شرقية واللاغربية وخاصة التأثّر بالالتقاط، فإن الشيخ المطهري كان شخصاً نادراً في الفكر الإسلامي, وأنا لا أعرف أي شخص الآن في مستوى الشيخ المطهري أو حتى أقل منه قد درس الفكر الإسلامي بهذا النحو في أيام الكبت تلك.
كان هناك مفكرون كثيرون وكتاب وخطباء وأصحاب فكر وعمق ومطالعة, كانوا يأتون إلى الإسلام بموقف مسبق غالباً من أجل أن يستخرجوا الإسلام الراقي الجديد من النصوص الإسلامية، وقد يكون ذلك الموقف المسبق غربياً أو شرقياً، فالحكم المسبق الغربي كان يلاحظ في مؤلفات الكثيرين مثل السيد المهندس بازرگان الذي كان له فضل كبير على الفكر الإسلامي, ولكنه يدخل المسائل بأرضية ذهنية متغربة, فمثلاً تلاحظون أن أحد فنونه الكبيرة هو أنه يطبق الإسلام على العلم الغربي, في الرياح والمطر وفي المطهرات وفي المجالات الاجتماعية والذهنية, إنه يدخل بالرؤية الغربية.
وهناك البعض على العكس يدخلون بأرضية فكرية إلى المسائل الإسلامية، ولكن أذهانهم كانت تحمل أرضية ماركسية, وأذكر المجاهدين الأولين مثل ضيف نژاد، كانوا أُناساً مؤمنين وشرفاء جداً وكانوا يقولون: إننا درسنا الماركسية أولاً ودخلنا بأرضية ذهنية ماركسية، وهذا أدى إلى إيجاد خطوط إلتقاطية وغربية.
وكان الشخص الوحيد الخالص في هذا المجال من كلا الاتجاهين هو المرحوم المطهري، كان أول شخص أصبحت لديه حساسية من خط الانحراف الفكري.
[ المطهري يرد على شريعتي]
أتذكر في أحدى الجلسات التي حضرها المرحوم المطهري والمرحوم شريعتي وأنا وعدد من المستمعين، وكان من المقرر أن نتحدث لهم على شكل حلقة، قال المرحوم شريعتي: لدينا عدو ومنافس، عدونا هو الفكر الرأسمالي والامبريالية، ومنافسنا الماركسية، أي أنه لم يعتبر الماركسية عدواً، كان يقول: إنها منافس، وطبعاً كان الدكتور نفسه مخالفاً للماركسية ومع هذا كان يعتبرها هكذا.
فوقف الشيخ المطهري في هذه الجلسة بوجه هذا الكلام، وقال: كلا, إن هذا غير صحيح، بماذا تعرّفون العدو؟ إن الماركسية عدو أيضاً، بل إن الماركسية هي عدو أوضح بسبب جذورها الفلسفية الإلحادية المعادية لله, أي أنه لم يكن ليترك دقائق الأمور، ولذا كان خطاً معادياً للالحاد والالتقاط سواء من الشرق أو من الغرب, وبرأيي أنه أبرز شخص قام بنشاط في هذا المجال.
ــــــــــــ
الهامش:
[1] مقابلة أجريت في شهر نيسان عام 1981م (نقلاً عن مجلة رسالة الثورة).




الساعة الآن 07:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227