أمل:صفحة جديدة للأمن تبدأ بالقتل،إعتقلات،هجوم على العزاء،وبلطجية !
 

بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}
سورة الأحزاب آية رقم: 23..

"عليك ألف عافية يا هاشم بالشهادة"، بهذه الكلمات الزينبية "ودعت" أم الشهيد السيد هاشم السيد سعيد ولدها العزيز الذي اغتالته أيدي الإجرام الملطخة بالدماء في جزيرة الشهداء (سترة) وتركته مرمياً على الأرض يسبح بدمه وبجانبه الطلقة الغادرة التي أودت بحياته.

‫‫فالشهيد ليس الأول في طريقة الإستهداف والقتل المتعمد إنما هي طريقة مستنسخة ومقصودة وواضحة أنها استهداف عمدي مباشر وإصرار على إحداث أكبر قدر من الإعاقة والإنتقام المفضي للقتل العمد.
‫وهذه تعبر عن منهجيةٍ مدربٌ عليها تدريب مكثف وممنهج من يقوم بها لحصد ضحايا الثورة السلمية المطلبية التي لحد اليوم لم تستطع السلطات استيعاب دروسها وعلى رأسها: أن الشعوب الثائرة التي لها حقوق لا تتنازل عنها ولا تخيفها البندقية رغم فضاعتها.

‫وإن ما حصل في البحرين يوم السبت هو جريمة بحق الإنسانية وإعتداء صارخ على الناس الذين كل جريمتهم أنهم اعتصموا أمام منازلهم ليعبروا عن حالة من الإستنكار والسخط لما يحدث في بلادهم من تعديات وانتقاص للكرامة، اعتصموا مطالبين بحقوقهم المشروعة، إلا أن أجهزة الأمن غادرت مراكز الشرطة بنية استهداف أولئك المواطنين في جميع أنحاء البحرين، ومحاولة مباغتتهم أمام منازلهم وداخل قراهم ومناطقهم السكنية، وكأن تلك المشاهد أفقدتهم صبرهم وصوابهم.

فترى من المسئول عن هذا التسارع "الدراماتيكي"؟!!
ولماذا وزارة الداخلية والجيش فوق المحاسبة، وإلى متى؟!!

‫هل وظيفة منتسبي وزارة الداخلية والجيش هي قتل الناس والأطفال والرضع والنساء والشباب، أم توفير الأمن لهم؟!!

و‫من المسئول عن حماية أبناء الوطن وإلى متى لا يقدم المتسببون للعدالة المحايدة؟!!

من حق الناس أن يطالبوا بالتغيير في حياتهم ، لأنهم هم من يختار النظام الذي يرتضونه ويوافقون عليه، و الشعوب هي مصدر السلطات ولا يجوز لقوات الأمن مواجهة من يطالب بالتغيير بأي سلاح فضلاً عن السلاح المحرم كالشوزن والرصاص الحي والمطاطي وغيره، ومن واجب الدولة محاسبة كل من ينتهك حقوق الناس مهما كان وأي كان..

و‫إذا كانت قوات الأمن هي من تغتال الأطفال والنساء وتهجم على مواكب العزاء كما حدث في منطقة البلاد القديم – وهو أمر في غاية الخطورة وتصعيد غير مقبول وفيه تعدي على الشعائر الحسينية والعقائدية للناس - ‫فمن الذي يحمي الناس من البلطجية المنتشرين في مناطق بني جمرة ودار كليب والمحرق ومدينة حمد وغيرها وبمرأى ومسمع قوات الأمن؟!!

‬و‫رغم تحفظنا على لفظة "بلطجية" إلا أنهم – ظاهراً – ليسوا أكثر من أدوات لجهات "رسمية" بلباس مدني للمزيد من التعقيد والتأزيم المدروس والمدفوع من قبل تلك الجهات التي لديها اليد الطولى والخبرة في التأزيم وإثارة الطائفية التي تعود بالنفع عليها، لكننا نستغرب تغافل الأجهزة الأمنية والإعلامية عنهم مع وضوحهم للعيان!!!
‬إن جمعية العمل الإسلامي تستنكر حملات الإعتقال والقتل التعسفي والمداهمات الظالمة في نويدرات وبني جمرة وسماهيج وكل قرى البحرين والتي تبدو أنها خيار السلطة المفضل دائماً، وتتساءل: هل هذه هي الصفحة الجديدة التي وعدت بها بعد تقرير لجنة بسيوني؟!!

وتستغرب (أمل) وضع الوطن ومقدراته - بشعبه وخيراته ومصالحه - في كفة والمصالح الضيقة ومراعاة دول الجوار والدول الإقليمية في كفة أخرى!!

وتكرر..

لتوجيه نداء للمجتمع الدولي – بكل مؤسساته وهيئاته ومنظماته - بطلب الحماية وإرسال لجان دولية لتقصي الحقائق، ومراقبين على الأرض لإلزام السلطة بوقف الإنتهاكات اليومية وتقديم المتسببين للمحاكم الدولية العادلة، لأنه عارٌ على المجتمع الدولي أن يقف موقف المتفرج على ما يجري في البحرين من انتهاكات صارخة وتواطيء فاضح وتمادي في القتل دون رقيب أو حسيب..

‬
جمعية العمل الإسلامي (أمل)
الاثنين 2 يناير 2012م
الموافق 8 صفر 1433هـ