منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   هل نطلب من الآخرين الأحترام ؟! (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=730460)

محروم.كوم 12-30-2011 07:11 AM

هل نطلب من الآخرين الأحترام ؟!
 

هل نطلب من الآخرين الأحترام ؟!



لا تطلب منهم ذلك.

لأن طلبك من الآخرين أن يحترموك …. هو من دلالات ضعف تقديرك لذاتك .. !!.

لذلك افترض أنت، بكل ثقة، أنك محترم … وتعامل مع كل أحد، حتى مع من تهابهم من الأكابر على أساس ذلك .. تجد المقابل يتلقى منك ذلك الاحترام ويقر به بل … ويذعن له.

يسألني سائل كيف يمكن لي أن أفرض احترامي؟.

فأجيب : إن المحترم لا يفكر في فرض احترامه على الآخرين، بل إنه يفترضه في نفسه، ويرى فضل ربه فيها وعليها، ويركز على كيفية رفع قدرها، .. شكرا لله وطاعة له .. إذ أمره بتزكيتها.

الطغرائي يقول في (لامية العجم) :

غالى بنفــسي عرفــاني بقيمتها فصنتـها عن رخيـص القــدر

مبتذل





و عادة النصل أن يزهو بجوهره و ليــس يعــمــل إلا في

يــدي بطل


هو يقول : أن السيف اللامع الصقيل يجذب إليه الأنظار، ولا حاجة لأن تقوم بتسويقه، خاصة إذا كان من يحمله بطلا يفتخر السيف به. ومعنى ذلك هو أن النفس التي يعرفها صاحبها حق المعرفة، ويعمل على ارتقائها، ويجعل همه تطويرها، وإزالة شوائبها، وتقريبها للمعالي، لا يشغل بال صاحبها أن كانت محترمة عند الناس … أم لا .. لأنها محترمة مبجلة عند صاحبها قبل أن تكون محترمة عند الآخرين …. وهذا لديه هو الأهم !!

وأنت يا أختي، إن كنت لا تريدين أن تخصصي لنفسك وقتا لتزكيتها والارتقاء بها، .. فكيف ترتقين في عيني زوجك الذي تقولين بأنه يكثر من إهانتك؟. وكيف يهتم بك أولادك أو يراعون مشاعرك؟.


لقد شغلتك أعمال البيت اليومية، والانهماك بتدريس الأطفال، وتفاصيل حياتك الكادحة المكدودة، عن أن تتلذذي في صلاتك، أو أن تهتمهي بجسمك، أو أن ترتاحي في وقت القيلولة، أو حتى أن تصادقي النافعات من الصالحات … ودعواك في هذا هي …. من أين آتي بالوقت، لأقوم بذلك كله؟. لقد هنت على نفسك ولم تضعيها في أول الركب … فهنت على زوجك وأولادك. حتى أنهم اعتبروك أحيانا : خادمة … ليس إلا … الوقت الذي تزعمين أنه شحيح سيأتي عندما تعزمين وتجزمين على أن تنهضي من وسط ركامك النفسي، وتلملمي أشلائك، وتجمعين شعث نفسك.

عن بن عباس رضي الله عنهما قال : بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال : “اللهم إني أسألك رحمة من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي .. ” إلى آخر الحديث الذي رواه الترمذي.


هذا قدوتك صلى الله عليه وسلم يخصص ذلك الوقت الثمين، يدعو ربه فيه أن يجمع من نفسه الزكية النقيه ما قد يكون تفرق – حاشاه. لكنه قدوة الضعيف من أمثالي وأمثالك … فيعلمنا أن لا نتساهل في جمع ذواتنا التي هي عرضة دائما للتشتت والفوضى.
ذواتكم هي مركباتكم للوصول إلى الاحترام، فاوصلوها بحسن القيادة، ووضوح خريطة الطريق الموصل لتلك الغاية.



د. ابراهيم الخليفي


الساعة الآن 07:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227