منتدى استراحات زايد - الوليد بن طلال يهجر بيروت وينقل 'روتانا' الى البحرين.

سيطلقها في اواسط العام المقبل (2012) لتنافس قنوات مثل 'الجزيرة' و'العربية'.
المنامة لم تكن مطلقا بين خيارات الامير الوليد بن طلال، وكان الحديث يدور عن بيروت او دبي، الامر الذي طرح العديد من علامات الاستفهام حول الاسباب التي تقف خلف هذه الخطوة، خاصة ان البيان الصادر بالامس عن هيئة شؤون الاعلام البحرينية اكد ان الملياردير السعودي قرر نقل شركة روتانا بالكامل من بيروت الى العاصمة البحرينية ايضا، والمدينة الاعلامية فيها على وجه الخصوص.

مصادر سعودية قالت لـ'القدس العربي' ان دعم حكومة البحرين وتعزيز مكانتها الاعلامية في مواجهة الضغوط الايرانية المتزايدة ضدها، قد يكون احد الدوافع الرئيسية، خاصة ان السلطات السعودية ارسلت قوات الى البحرين عندما تعرضت لانتفاضة شعبية تطالب بالاصلاح السياسي وتغيير النظام اذا لم يتحقق هذا الاصلاح.
اختيار البحرين ايضا علاوة على كونه خيارا سياسيا، يأتي في اطار التنافس الاعلامي الخليجي المتفاقم. فبينما توجد قناة 'العربية' في مدينة دبي الاعلامية و'سكاي ارابيا' في مدينة ابو ظبي الاعلامية المنافسة، و'الجزيرة' في قطر، تظل البحرين ومدينتها الاعلامية خالية من اي مشروع اعلامي ذي وزن.
خبير خليجي اعلامي اعرب عن اعتقاده بان مملكة البحرين التي اغلقت مكتب محطة 'الجزيرة' في بداية الانتفاضة الشعبية، تريد او تأمل ان تكون محطة الوليد الجديدة هي ذراعها الاعلامية، في مواجهة 'الجزيرة' بالنظر الى الخلافات المتفاقمة بين الجارتين اللدودتين وفشلت كل وساطات دول مجلس التعاون في احتوائها، فالنار ما زالت تحت الرماد.
ويتساءل هذا الخبير الذي اتصلت به 'القدس العربي' عن فرص نجاح هذه المحطة، في ظل السقف المنخفض للحريات الاعلامية في البحرين، حيث حجبت حكومتها العديد من المواقع الصحافية، وصادرت عدة صحف، ومنعت صدور او دخول اخريات، بالاضافة الى حالة الانقسام الطائفي الشرسة فيها. وختم حديثه بالقول 'ان البحرين ليست دولة صديقة للاعلام والاعلاميين على اي حال' وسجلها في ميدان حقوق الانسان ليس ورديا، حسب تقارير منظمات دولية معروفة مثل منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس ووتش.
اختيار البحرين وليس دبي قد يثير التساؤلات حول دوافع هذا القرار وانعكاساته على امارة دبي نفسها التي يريد شيخها محمد بن راشد ان يجعل منها عاصمة الاعلام العربي. فهل جرى خلاف بين الرجلين حول مساحة الحرية، ام ان الامير الوليد لم يتلق العروض المغرية لاقامة امبراطوريته الاعلامية على ارض الامارة، وهو التاجر الذكي الذي يبحث عن الصفقات والتسهيلات؟
العام القادم سيكون عام المنافسة الاعلامية بين 'هوامير' المال الخليجي، وصراعهم على مناطق النفوذ والتأثير على الرأي العام. مليارات الدولارات يجري رصدها حاليا للسيطرة على الخريطة الاعلامية، وليس صدفة ان هذه الامبراطوريات الاعلامية تؤسس في زمن الحروب، او استعدادا لها، فمحطة 'ام.بي.سي' السعودية تأسست في لندن بعد ستة اشهر من حرب اخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991 وبمبادرة من العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز شخصيا، وقناة 'العربية' التي يملكها الشيخ الوليد بن طلال عديل الملك فهد، ويقال ان ابنه الامير عبد العزيز بن فهد يقف خلفها ايضا تأسست قبل الحرب الامريكية على العراق في آذار (مارس) عام 2003 بايام معدودة.
ولذلك ليس من المستغرب ان يتزامن اطلاق محطة 'سكاي ارابيا' من ابو ظبي ومحطة الوليد بن طلال من البحرين مع حرب قادمة ضد ايران، حسب توقعات العديد من الخبراء الغربيين.
حالتا 'الترهل' اللتان تعيشهما كل من 'الجزيرة' و'العربية' هذه الايام بسبب الانشغال بطريقة مبالغ فيها بالملف السوري على وجه الخصوص (العربية لفقت تقريرا اخباريا عن قول احد المراقبين التابعين للجامعة العربية بان ما تفعله القوات السورية في حمص من مجازر ابشع مما يرتكبه اليهود'. وهو تقرير قالت الجامعة انه غير صحيح وان الشخص المذكور ليس من بين مراقبيها. حالة 'الترهل' هذه ستفتح مجالا للقنوات الاخرى الجديدة لمحاولة سرقة مشاهدي القناتين اللتين احتكرتا السوق طوال العشر سنوات الاخيرة على الاقل.
بقيت قنوات اخرى ستطل برأسها في العام الجديد، وهي قناة 'الميادين' التي سيكون الاعلامي غسان بن جدو احد ابرز المسؤولين فيها ان لم يكن ابرزهم، ويقول بن جدو انها 'لن تكون في خدمة حكام بائسين فاسدين يستدرجون الغزو الاجنبي ولا تتحول الى بوق دعائي ممجوج يتلذذ بسياسة التحريض، كما انها لن تهمل مطلقا قضية فلسطين وتهميش نضال شعبها'.
العام المقبل قد يكون عام 'الحروب الاعلامية ايضا' الى جانب الحروب العسكرية والسياسية.