![]() |
قضية الإمام الحسن ع وتحريفها لأجل الإتباع الأعمى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وىل محمد لم نعرف عن الإمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام سوى كلمتين خاويتي المعنى، فكلما ذكرنا الإمام الحسن ع ذكرنا معه هاتين الكلمتين، ألا وهما "الصلح" و "الكرم"، ومع بالغ الأسف لم نفقه حتى العمق الصحيح لهاتين الكلمتين التي نرددها دائما. وهنا سأتكلم عن كلمة الصلح وكيف توجه لمصالح البعض، فهي كلمة تستغل من قبل العلماء المشغولين بالسياسة ليبرروا تقاعسهم عن النهج السليم، ويوجهون هذه الكلمة بهدف السيطرة على الناس ليتبعونهم من غير تفكير، حيث أنهم دائما يروجون للناس اتباع قيادتهم لكي ينجحوا ويستقيموا من دون أن يفكروا بالصحة أو الخطأ، مستشهدين بقضية الإمام الحسن ع، حيث أن قومه لم يتبعوه ففشلوا لأنهم لا يعلمون الحكمة من وراء عمل الإمام ع، وبهذه الكيفية يتبعهم الناس باسم الإمام الحسن ع، وهذا النهج ينتهجوه لأجل مصلحتهم، ويغضون الطرف عن ما يقومون به من تشويه لسيرة الإمام، حيث كان الإمام يوضح الصغيرة والكبيرة لقومه ولم يأمرهم باتباعه لأنه إمام معصوم (لا تتبع وأنت أعمى)، بل كان دائما يوضح لهم القضية ولم يخفي عنهم شيء ليكونوا على بصيرة من أمرهم. فالإمام الحسن ع في قضية الصلح لم يجبرهم على الصلح، ولم يقل لهم صالحوا لأن هناك حكمة خفية، بل إن الإمام الحسن ع وضح لهم أن معاوية لا يفي لكم أبدا، وسيجعل أبناءكم يتسولون أبناءهم فلا يعطوهم، حيث قال في خطبته ع "ويلكم والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي وإني أظن إني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين بدين جدي , وإني اقدر إن أعبدّ الله عز وجل وحدي, ولكن كأني انظر إلى أبناءكم واقفين على أبواب أبناءهم يستسقونهم ويطعمونهم بما جعل الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون , فبعداً وسحقاً لما كسبته أيديهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)". والأكثر من ذلك أن الإمام الحسن ع خير قومه بين الصلح والجهاد، وبين أنه يريد الجهاد ولكنهم اختاروا الصلح بعد كل البيان الذي بينه لهم، ولم يقل اني معصوم فتبعوني لحكمة غائبة كما يدعون، حيث قال في خطبته ع "انا والله ما يثنينا عن أهل الشام شكّ ولا ندم، وانما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في مسيركم الى صفين، ودينكم امام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم. الا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره. أما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر. الا وان معاوية دعانا لامر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فان أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه الى الله عز وجل بظبا السيوف. وان اردتم الحياة قبلناه واخذنا لكم الرضا" .. فناداه الناس من كل جانب "البقية البقية" (الصلح الصلح). والسؤال لماذا لم يقاتل الإمام الحسن (ع) حتى يستشهد هو ومن معه وتصبح قضيته كقضية الإمام الحسين (ع) خالدة بخلود التاريخ فعدد جيشه أكثر من جيش أخيه الإمام الحسين (ع)؟ والجواب أن المشكلة في جيش الإمام الحسن (ع)، فالإمام إذا حارب لن يُقتل من جيش معاوية، بل سوف يُقتل من جيشه حيث أنهم تآمروا عليه ليقتلوه أو يسلموه وأكبر دليل على ذلك هو الكتب التي كتبت لمعاوية بالإضافة إلى محاولات الاغتيال التي تعرض لها، وعندما يُقتل الإمام الحسن (ع) من جيشه ضاع دمه ودم أهل بيته وأصحابه حيث سوف يقال في التاريخ أن الإمام الحسن (ع) لم يكن مقبولا عند الجميع فحتى جيشه لا يريدونه وقتلوه فهم يريدون معاوية واليا عليهم، والإعلام الأموي سوف يحيك كل شيء على هواه وسيضيع الإسلام ويزور التاريخ أكثر مما زوروه. أما الإمام الحسين (ع) قضيته خالدة بخلود إخلاصه وإخلاص جميع من معه دون استثناء حتى النساء والأطفال، ولهذا عبر عنهم الإمام الحسين (ع): "ألا وإني لا أرى أصحاباً خيراً ولا أبرّ وأوفى من أصحابي". فلا مجال للمقارنة بين أصحاب الإمامين الحسن والحسين عليهم السلام. والإمام الحسن عليه السلام قد أجاب على هذا السؤال وأكده حيث قال: "والله لئن آخذ من معاوية عهداً احقن به دمي وآمن به أهلي وشيعتي خير لي من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي, ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً". |
الساعة الآن 12:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir