منتدى استراحات زايد - زرع الفكر الإنهزامي وقبوله

السلام عليكم ورحمة الله
قبل بدء حديثي هذا اسمحوا لي أن أسلم على شخص عظيم تحبونه
(السلام عليك يا أبا الفضل العباس)

يتساءل الكثير من الناس الأحرار , كيف تم القبول بالفكر الإنهزامي بهذه الطريقة المزرية الحقيرة لدينا ؟

والحقيقة أن الجواب على هذا السؤال يراد له شرح طويل ولكن في مختصر من الحديث نقول أن هذا الفكر لم يكن موجودا على الإطلاق إبان ثورة اللؤلؤ فقد تخلصت النفوس حينها من الخوف بشكل كبير والسبب في ذلك النهضة الشعبية العارمة التي صنعت شعبا موحدا بطريقة لم يسبق لها مثيل وهذا مايفسر حب شعب البحرين للدوار وشغفه به لأنه عاش فيه أجمل أيام حياته كلها.

الأمثلة على أن هذا الشعب كان شعبا مضحيا قويا بعيدا عن الإنهزام والفكر الإنهزامي كثيرة جدا ولكني أضرب مثلا واحدا فقط حيث كان الشعب كل الشعب مؤمن بسقوط آل خليفة إيمانا منقطع النظير وهذا الإيمان نابع من قوة الله عز وجل ونصره لعبيده بعيدا عن التحليلات المادية المخطئة والمصيبة أحيانا , وهذا المثل أتيت به لأنه كان ولازال لدى أكثر الشعب وهو أمر محسوس لوجوده في القلوب.

إذا من أين أتت الإنهزامية ؟
أتت هذه الإنهزامية ممن سعى وعمل جاهدا لأن يقسم الشعب ويدخل بينه ليكون عليه وصيا يحدد رؤية كل الشعب على حسب مخططاته التافهة ويعمل جاهدا ليثبت أن إيمان الشعب مخطئ لأن الشعب لغبائه أو لعدم معرفته بالأمور يسير على الطريق الخاطيء في تقريره العفوي المتدرج والذي وصل بعد يوم من خروجه بقرار إسقاط (صاحب الجلالة حمد بن عيسى وآله الكرام ) ومن ثم قرر التصعيد لولا المناكفات.

إذا ماهي خطوات الفكر الإنهزامي وعناوينه ؟
فن الممكن إن لهذه العبارة التي أسميها عبارة العار والشنار نصيب كبير جدا في زرع روح الإنهزام لدى الإنسان المؤمن وهي عبارة لا يقبلها من يؤمن بالله ومحمد وعلي وأهل بيت النبوة وقد عارضها الإمام الخميني قدس سره في ثورته بشكل لا يقبل الظن , هذه العبارة تبين أن لا كل ما يريده الشعب مجتمعا أمر ممكن ولو آمن هذا الشعب بالله وحتى لوكانت كل حقائق العالم والأسفار تدل على أن إرادة الشعب هي الثانية بعد إرادة الخالق , ولذا ارتأى صاحب هذه الأفكار المريضة أن ينمي هذا العنوان في قلوب قومه حتى يزرع ويحصد خذلان وخوف وقلة إيمان بالله , عنوان فن الممكن يحمل في طياته مطمطة السياسية وجعلها متلبسة على حسب ماتريده النخب من هذا الشعب الذي تراه شعبا ساذجا ينعق وراء كل ناعق ولذا وليومك هذا ترى صاحبه من تنازل لآخر ومن خطاب لآخر والحجة عنوان فن الممكن الذي لا يؤمن بإمكانية الله , ولذا حجة من يريد أن ينأى بنفسه عن الثورة ويجني الربح منها (فن الممكن) .
السلمية نعم السلمية هي إحدى العناوين البراقة التي كان الشعب محقا حين بدأ بها حتى يلقى الحجة ولكن بعد سقوط علي المشميع انتفت هذه السلمية وكان لزاما بدأ الدفاع المقدس ضد الخونة القتلة المرتزقة فكيف والحال وصل لاغتصاب الفتيات والتحرش الجنسي ولوط الشباب وهدم بيوت الله وتنديس المآتم وحرق الكتاب وغيرها مما يهتز له عرش الرحمن , فالمواصلة على هذه السلمية تحت عنوان إبهار العالم أو عنوان فن الممكن المطاط كأن يقول لك بكل برود ولأن إيمانه بالله ضعيف فيما لو دافعنا عن عرضنا سوف تتعرض نساؤنا للإغتصاب أكثر ويسقط شهداء أكثر ويسجن عدد أكثر من الشباب , وأحيانا تأتي تحت عنوان أهون الشرين بمعنى أن نصبر على الأذى حتى نحرز نصف الطلب بملكية دستورية ومن ثم إسقاط النظام تدريجيا وهي الكذبة التي شرحناها للناس ألف مرة , في الحقيقة هي كذبة يعمد القوم عدم إفهام قواعدهم بحقيقتها حتى لا يخسروا الزخم الجمهوري , هذه السلمية التي تحولت إلى ذل حقير وجعلت كل إنسان يعيش الدنس الأخلاقي في نفسه صنعت من الناس مجموعة أفراد يحسون ببعدهم عن كربلاء وعن غيرة الكربلائيين ناهيك عن فضيحتك كشعب أمام الشعوب الحرة التي وقفت معك وأضاعت وقتها الثمين من أجلك , هذه السلمية التي وصلت إلى انتقاد الأحرار لاستعمالهم أي آلة للدفاع عن عرضهم عن شرفهم وترى المنتقد لا كأنه حقير وضيع بل فهامة علامة ينطق بالسياسة والحكمة .

أحبتي أرجو عدم التعليق لأني سوف أكمل

علي الستراوي