بيان من آية الله السند
 

https://www.facebook.com/AlsanadOffi...49953345071762


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهريـن

النتائج التي حققتها ثورة شعب البحرين المباركة:

1- لقد أعطت الثورة شخصية لشعب البحرين ومعرفة على نطاق إقليمي ودولي واسع، وزدات من إحترام الشعوب والهيئات الدولية لشعب البحرين ونخبه وقواه السياسية المعارضة برصيد كبير جداً لم يستطع النظام الفاسد للعائلة أن يحقق ذلك لشعب البحرين طيلة حكمه.

2- أصبح لقوى المعارضة السياسية ونخبها وشعب البحرين ثقل في المنقطة والشرق الأوسط يحسب له كل حساب، حتى انتهى الأمر إلى تطلع القوى الإقليمية والمجتمع الدولي إلى رأي المعارضة في البحرين بفصائلها المختلفة حول شؤون المنطقة بأسرها والشؤون العربية عموماً، كما يشاهد ذلك في اللقاءات التي تجريها الصحف الإعلامية والقنوات في المحافل الدولية بأسئلة تحمل هذا الطابع في اكتشاف رأي المعارضة البحرينية حول الثورات العربية، وهذا يعطي شاهد على ما حققه الشعب البحريني من شخصية مؤثرة. أي أن النخب والقوى السياسية الشعبية في البحرين بَنَت لمجتمع وشعب البحرين شخصية ذات تأثير إقليمي أكثر وثوقاً في الدول والشعوب العربية والمحافل الدولية حتى من قوة النظام القطري الذي يُرسَم له محورية مركزية في الوطن العربي أخيراً، بينما نظام العائلة في البحرين ليس قَزِمَــاً في ذلك فقط، بل هو لو تركت الأمور -أمور بلاد البحرين- بيده، لجعل من وطن البحرين ومجتمعه وشعبه مجتمعاً منبوذاً في المنطقة وفي المحافل الدولية كما رأينا مواقف رؤساء الدول الأوربية في تعاطيهم مع المدعو حمد بن عيسى.

3- إن خبرات نخب الشعب في البحرين نتيجة هذه الثورة والمواجهة مع نظام العائلة وبعامل طول المدة قد صقل كثير من النخب ونمّى كفاءاتها في مجالات عديدة حتى آلَ الأمرُ إلى صيرورتها ذات خبرات محترفة، سواءً في الجانب الحقوقي أو الإعلامي أو السياسي أو الطبي أو الأمني أو غيرها من المجالات.. صارت ذات قدرات معتمدة لدى جهات دولية وعربية إقليمية في رؤاها وكفاءتها، وكلما طالت الأزمة نضجت تلك القدرات والكفاءات بكمٍ أكبر وكيفية أعلى في المستوى، حتى اعترفت جملة من مراكز الدراسات الأمريكية (أن البحرين مفتاح الخليج) وهي نفس النتجية التي وصلت لها إدارة المستعمرات البرطانية قبل مايقارب من قرن.
فطول المدة وتأخر النصر من أعظم البركات والنِعَم الإلهية في بناء مجتمع متطور ذو كفاءات وخبرات في شتى المجالات تفوق في قدراتها خبرات جميع أنظمة مجلس تعاون أنظمة العوائل، وهذا إنجاز يجب تحسسه ولمسه والتفطن إليه، وهو الذي حذرت منه وزيرة الخارجية الأمريكية قبل أسابيع في البحرين، فطول مدة الثورة ليس بعامل محزن ومثبط بقدر ماهو عامل أمل وعامل بناء عظيم التأثير، حتى ان بعض الجهات المطلعة تحمد الله على تأخر النصر لما في ذلك من بناء النظام الجديد في البحرين على بُنى قوية ووعي شعبي ونخبوي وسياسي عميق ومتطور. وذلك لايعني هبوط فوران الإحتجاجات أو خمودها بل يعني ضرورة بقاء وَهَجها عالياً منيراً مثمراً لهذه النتائج العظيمة، وللظفر عن قريب إن شاء الله، والإستمرار في الإحتجاجات عامل قوة في يد الشعب. (وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ ، فَلَمْ اَرَ مَوْلاً كَريماً اَصْبَرَ عَلى عَبْدٍ لَئيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ).

4- انه بدت ظاهرة قوية رعاية الشعب والنخب للأمور العامة في البلاد التي من وظائف الحكم ونظم النظام العامة، وهو مؤشر قوي على إنحسار نظام العائلة عن إدراة دفة الأمور في البلاد، فالشعب بنخبه وشرائحه يدير نفسه، وهو معنى بزوغ ظاهرة نظام شعبي جديد آخذ في البناء والتنامي على أصعدة عديدة يستشعر به من يبصر ويقرأ بصمات مجريات الأحداث والوقائع الميدانية. وما النصر إلا من عند الله وشفاعة رسوله وآله، برغم تآمر الإدارة الأمريكية والبرطانية على قمع هذا الشعب الأبي وبعنفوان حيوية الشباب الثائر.

مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) - النجف الأشرف
الجمعة 27 محرم 1433هـ
الموافق 23 ديسمبر 2011م