لا نخادع أنفسنا: نحن المنبهرون بالعالم
 

أضحك كثيرا - وشر البلية ما يضحك - عندما أسمع كلام دعاة إبهار العالم ، فهم يقولونها بكل وجدان وهيام وكأنهم يتكلمون عن حبيب من الأحبة ، وهذا ما جعلني أعتقد جازما اننا نحن من إنبهرنا بالعالم وليس العكس ، فبالرغم من أننا نقول وجميع المنصفين في العالم يقولون اننا ثورة منسية ، وثورة مظلومة من العالم ، وثورة لم يسلط الاعلام عليها الأضواء إلا بالقدر اليسير إلا اننا نكرر مقولة إننا أبهرنا العالم !!

فهؤلاء شاهدوا تغطية عالمية وتصريحات من كبار المسؤولين لم نسمعها ولم نراها بل نم نحلم بها من قبل ، وهذا الكم الكبير بل الضخم مقارنة باي تحرك سابق جعلنا ننسى أو نتغافل عدة أشياء:

أولا: هذه التغطية الكبيرة هي نقطة في بحر من تغطيات الثورات الاخرى التي نجحت مرحليا او يراد لها ان تنجح.

ثانيا: لا يمكن لأي ثورة أن تنجح من خلال تغطيات اعلامية وتحركات سياسية مهما كان حجمها بدون التحرك الميداني القوي والضاغط الذي يخنق أنفاس النظام الحاكم.

ثالثا: إن هؤلاء المبهورون في العالم هم الناس الذي يمتلكون قلبا وحسا إنسانيا ، وهؤلاء لا يمتلكون أي آلية حقيقية للتغيير ، وربما يكون أكبر مصداق لهؤلاء هم الحقوقيون ومنظمات حقوق الانسان والذين بالرغم من الجهد الكبير والمقدر إلا أنهم لا يستطيعون فرض أي شئ من دون دعم السياسيين.

رابعا: السياسيون والدول الغربية وهم القادرين على فرض التغيير على الانظمة الكارتونية كنظام ال خليفة هؤلاء جميعا لا قلب لهم ، فهم بإستطاعتهم مثلا التهديد بتجميد ارصدة المجرمين الثلاثة (حمد وخليفة وسلمان) لترى ان هؤلاء المجرمين سيذعنون الى أي طلب ، ولكنهم لن يفعلوا لأن ما يحركهم هو المصالح وليس العواطف.

في الختام أكرر إن البعض هو من إنبهر بالعالم وليس العكس ، وهذه عقبة يجب أن تتجاوزها الثورة.