منتدى استراحات زايد - %59 من طلبة مدارس أبوظبي يعانون من أمراض اللثة وتسوس الأسنان

%59 من طلبة مدارس أبوظبي يعانون من أمراض اللثة وتسوس الأسنان

أبوظبي - إيمان سرور: يعاني نحو 59% من طلبة مدارس إمارة أبوظبي من مشكلات في الأسنان واللثة، بحسب تقرير للخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، فيما أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية - بأن نحو 60-90% من الأطفال عالمياً يعانون من مشكلات في اللثة وتسوس الأسنان في مراحل عمرية مختلفة، حيث تقدر التكلفة الصحية للعناية بالفم والأسنان بنحو 5 - 10% من مجموع النفقات الصحية في الدول المتقدمة، ومن المتوقع أن يزيد التسوس في الأعوام المقبلة نتيجة ازدياد استخدام السكريات والمشروبات الغازية، إضافة إلى عدم اتباع الأساليب الصحية في تنظيف الأسنان، إذا لم يتم اتخاذ الخطوات الضرورية لمكافحة هذه الأمراض والإصابات .

http://www.alkhaleej.ae/uploads/phot.../12/24/7-1.jpg

وتكثف هيئة الصحة - أبوظبي- بالتعاون مع كل من شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، ومجلس أبوظبي للتعليم، وشركة “أورال بي- كرست” العالمية من خلال حملة “أبوظبي تبتسم”، التي أعلن عنها في الأسبوع الماضي وتنطلق في يناير/كانون الثاني المقبل في 500 مدرسة حكومية وخاصة في إمارة أبوظبي، البرامج الصحية الموجهة لطلبة المدارس، بهدف رفع مستوى الوعي بصحة الفم والأسنان لديهم، وتعريفهم بكيفية استخدام فرشاة الأسنان والخيط الطبي وتناول الأطعمة المفيدة والانتظام في زيارة طبيب الأسنان للفحوص الدورية .

وأكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم ل”الخليج” أن فترة الدراسة الممتدة من الطفولة إلى سن المراهقة فترة تكوين السلوك الصحي، ومن هنا كانت أهمية غرس العادات الصحية في نفوس الناشئة منذ مراحل مبكرة، مشيراً إلى أن المدرسة تمثل المكان المثالي لجميع الأنشطة الوقائية والحملات الصحية الهادفة لتعزيز صحة الطلبة، ومن ثم تحسين أدائهم الأكاديمي وقدرتهم على التعليم .

وقالت الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة التثقيف الصحي ورقابة الصحة العامة في هيئة الصحة أبوظبي - إن صحة الفم والأسنان واحدة من أولويات الصحة العامة في إمارة أبوظبي، حيث تمكن صحة الفم والأسنان الشخص من التحدث، والأكل وممارسة الحياة الاجتماعية من دون أمراض وعدم ارتياح أو إحراج، مشيرة إلى أن صحة الفم والأسنان تحسن من إمكانية النطق والكلام والابتسام والشم والتذوق والإحساس والمضغ والبلع، وهي عنصر أساسي في إظهار الأحاسيس من خلال تعابير الوجه .

وقال راشد سيف القبيسي إن وحدة الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة “صحة” قامت بإجراء فحوص حول صحة الفم والأسنان لعام 2010 لنحو 2500 طالب وطالبة في 18 مدرسة في كل من أبوظبي والعين في الصفوف الأول والخامس والتاسع، حيث وجدت أن نحو 59% من طلبة تلك المدارس يعانون من مشكلات في الأسنان واللثة، مما استدعى تحويلهم إلى أطباء الأسنان للخضوع لمزيد من الفحوص والعلاج وتقديم الدعم اللازم للحملة من أجل سلامة وصحة أسنان الأبناء في سن مبكرة، حيث قامت شركة صحة بتوفير الجانب الفني والتنفيذي للحملة، وتوفير أطباء الأسنان، وممرضي الصحة المدرسية الذين قاموا بالإشراف على تدريب ممرضي المدارس، لإعطاء التثقيف الصحي اللازم للطلبة، كما تم إعداد عيادة أسنان متنقلة أثناء إقامة الأنشطة المصاحبة للحملة، منها أنشطة اليوم العالمي للابتسامة الذي سيقام في العام المقبل .

وأكدت الدكتورة نجاح مصطفى مديرة الصحة المدرسية - الخدمات الصحية العلاجية دور إدارة الصحة المدرسية الداعم للحملة، حيث قالت إن هناك شركة بين المؤسسات الصحية والتعليمية الممثلة بشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، وهيئة الصحة، ومجلس أبوظبي للتعليم، لتحسين صحة الفم والأسنان لطلبة المدارس، ولتعزيز دور المدرسة كأيقونة الصحة والتعليم، مشيرة إلى دور الصحة المدرسية في نجاح الحملة التي تعد جزءاً ضمن برنامج “صحتي برعاية مدرستي” يتمثل في توفير التدريب اللازم لممرضي الصحة المدرسية لتمكينهم من تنفيذ الحملة .

وقال الدكتور مبارك الدرمكي مدير إدارة الصحة بمجلس أبوظبي للتعليم بالإنابة إن 50 مليون ساعة دراسية سنوياً تضيع بسبب مشكلات صحة الفم في كل من البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، ويرتبط سوء صحة الفم بانخفاض الأداء المدرسي، والعلاقات الاجتماعية، وكثيراً ما يقلل الألم الذي يسببه تسوس الأسنان عدم تركيز الأطفال في واجباتهم المدرسية، ويمكن أن يقلل من كفاءة التواصل والتعلم لديهم .

وأوضح محمد عادل دشتي مدير العلاقات العامة والتنمية المستدامة بشركة “بروكتر أند غامبل” راعي ومنظم حملة “أبوظبي تبتسم”، أن المساعدة التي قدمها الشركاء ستسهم في علاج آلام الأسنان، مشيراً إلى أن الشركة نظمت حملة شاملة تحت شعار “الفم الصحي = أمة صحية” شملت دول مجلس التعاون الخليجي، وانطلقت من إمارة الشارقة في سبتمبر/إسيلول الماضي، حيث تم إجراء الفحص المجاني لأكثر من70 ألف شخص، متوقعاً أن تصل الحملة إلى مليون شخص مع نهاية شهر مايو/أيار المقبل، لافتاً إلى أن الكشف المجاني يجرى في مراكز تسوق وعيادات أسنان وجامعات ومساكن عمالية ومؤسسات خيرية في الدولة، وقد وفرت جامعة عجمان أطباء الأسنان لدعم الحملة، أملاً بالاستفادة من هذه الحملة والحصول على الفحص المجاني للأسنان، بما يسهم في بناء أمّة سليمة تنعم بنمط الحياة الصحي والقدرة على الوقاية من الأمراض .

وقال دشتي إن قرابة 40% من الذين شملتهم الدراسة التي قامت بها شركة “أورال بي- كرست” في الدولة، لم يقوموا بزيارة طبيب الأسنان خلال العامين الماضيين، وقد ذكر 19% منهم أن آخر كشف قاموا بإجرائه على أسنانهم قد تم قبل قرابة أربع سنوات، لذلك يوصي أطباء الأسنان بالكشف على الفم والأسنان كل ستة أشهر للأطفال والبالغين على السواء من أجل الحفاظ على صحة الفم .

ودعا عدد من ممرضات المدارس الحكومية والخاصة في مدارس إمارة أبوظبي أولياء أمور الطلبة إلى العناية بأسنان أبنائهم، مشيرات إلى أن الفحوص التي أجريت لعدد من طلبة المدارس كشفت عن وجود حالات تسوس في الأسنان لدى معظمهم، موضحات أنهن يقدمن النصيحة للطلبة ولأولياء أمورهم بالاهتمام بأسنانهم ويعلمونهم الطريقة المثلى للتفريش وكيفية وقاية الضروس الدائمة الخلفية، لافتات إلى أن أطباء الأسنان سيقومون من خلال حملة “أبوظبي تبتسم” باتخاذ إجراءات وقائية لحماية الأسنان من التسوس، وتحويل الطلبة الذين يعانون من مشكلات في أسنانهم الدائمة إلى العيادات المختصة وفقاً لمواعيد وجداول دقيقة .

وقالت جيهان علي الممرضة في مدرسة الأصايل بمدينة خليفة (أ) بأبوظبي أن أي مشروع صحي، يجب أن يبدأ من المدرسة، خاصة أن الطفل يقضي معظم وقته فيها ويتعلم منها السلوك والعادات التي ينقلها إلى أسرته، وعلينا كمربيين وممرضين وآباء غرس السلوك والعادات الحسنة في نفوسهم وتعويدهم عليها، مشيرة إلى أسن دور ممرضة المدرسة مهم إلى جانب دور إدارة المدرسة .

وقالت فاطمة الحمادي ممرضة في مدرسة التقدم بأبوظبي إن دور الممرضة لا يقتصر على إعطاء التطعيمات للطلبة وتضميد جراح الساحات، بل يمتد إلى الدور التثقيفي والتوعوي النشط داخل المدرسة لتغيير بعض العادات السلبية التي يأتي بها الطفل من منزله، وأن تكون الممرضة حلقة الوصل ما بين المدرسة والعيادات الصحية الخارجية باعتبار تربية الأبناء والمحافظة على صحتهم أمانة في أعناق الجميع، مشيرة إلى أن هناك بعض المعلمات اللواتي يكافئن الطفل بالحلوى عند إنجاز أي عمل جيد، وهذا شيء يفسد ما تقوم به الممرضة من توعية بأضرار الحلوى على الأسنان وانعكاساتها السلبية على صحة الطفل، كما أن بعض الأهالي يسرفون في تدليل أبنائهم حتى وإن كان على حساب صحتهم، وإن كان ذلك بغير قصد .

.......... الخليج .........