منتدى استراحات زايد - ما هي الدلالة السياسية من مناورات البحرية الإيرانية عند مضيق هرمز؟!

نقل التلفزيون الإيراني بأن البحرية الإيرانية ستبدأ يوم السبت مناورات بحرية تستمر لمدة عشرة أيام عند مضيق هرمز باسم (ولاية - 90) وستمتد المناورات من شرق مضيق هرمز حتى خليج عدن.
وفي تصريح لقائد البحرية أشار بأن الهدف من تلك المناورات هو بيان القوة الدفاعية والرادعة للجمهورية كما أنها رسالة سلام وصداقة.
وبالطبع فإن هذه المناورات تأتي في سياق الأحداث التي شهدتها المنطقة والتي منها على نحو المثال لا الحصر:
1- بدء بلورة تحرك دولي لفرض حصار اقتصادي على إيران وإعلان السعودية بأنها على استعداد بتغطية حصة إيران في أسواق النفط بزيادة إنتاجها.
2- خروج القوات الأمريكية من العراق.
3- سقوط الخيار العسكري بضرب سوريا والذي تهدد به تركيا والولايات المتحدة والدول العربية، ورجوع سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا إلى سوريا.
4- الرفض الشعبي لمبادرة الخليج في إنقاذ الرئيس اليمين وسقوطها من الوجهة العملية.
5- صدور تقرير لجنة بسيوني والتي كان ينظر إليه بأنه سيكون مدخلاً للتسوية بين النظام والشعب، ووقوف الدول الكبرى موقف المتفرج من استهتار النظام بالكرامات.
ومن الملاحظ أن المنطقة تتجه نحو احتقان شديد وإثارة بعبع الطائفية وإذكاء الشعور التحريضي والذي بدأ يتكشف ملامحه في العراق حول تورط نائب رئيس العراق الهاشمي، وبالتأكيد فإن صياغة أمن الخليج لم يعد مسألة تنفرد بها الولايات المتحدة بأسلوب آحادي كما كانت سابقاً بعدما برزت إيران كقوى منافسة بحيث فرضت على الأمريكان أن تتبنى معها سياسة التوافق بدل سياسة الافتراق ومثاله ترتيب الأوضاع في أفغانستان والعراق.
من ناحية أخرى، يتعين الالتفات بأن التواجد الأمريكي في المنطقة ليس بناء على أن لديها مصالح استراتيجية فيها بل تنظر الإدارة الأمريكية بأن لها حقوقاً سيادياً في المنطقة فهي شريك في الثروة والأمن الخليجي في الحاضر والمستقبل، وأنه بعد أحداث 11 سبتمبر تكشفت للإدارة الأمريكية بأن الخليج بقدر ما هو مليء بمنابع النفط هو مليء بمنابع الإرهاب والذي ضرب العمق الأمريكي.
وأمام الأزمة الاقتصادية التي تعاني من الإدارة الأمريكية، وانفجار الربيع العربي والذي يعد لدى الأمريكان بأنه أكثر خطورة من أحداث 11 سبتمبر، وصعوبة القبول بفوضى أمنية سياسية على مقربة من آبار النفط بحيث يكون من الصعب السيطرة على آثارها وحدودها، أمام كل ذلك، فإن المناورات الإيرانية لقواتها البحرية عند أهم ممر بحري من الوجهة التجارية رسالة هامة إلى الإدارة الأمريكية على تعنتها في معالجة الملفات الإقليمية العالقة بالعقلية الآحادية.