بلدة بني جمرة و قصة ( احتلال شارع البُديع و 12 ساعة من المواجهات)
 

السلام عليكم

هذه القصة التي سارويها ليست من باب التفاخر , و إنما من باب طراح التجارب للإستفادة , وسوف تكون مختصرة جداً مراعاةً لعدم الإطالة.

( نهاراً )
كعادتهم الثوار في بلدة بني جمرة , قرروا أن يشاركوا الشعب في فعالية ( احتلال شارع البديع ) , فأطلقوا إعلان يحوي تفاصيل التجمع الذي من خلاله سوف تنطلق المسيرة نحو شارع البديع . تجمع العشرات من الثوار في المكان المحدد , ولكن قبل الإنطلاق بربع ساعة شنت قوات المرتزقة هجوم عنيف على مكان التجمع بهدف السيطرة على الوضع قبل التجمع , و لكن الثوار كانوا قد أعدوا العدة لمثل هذا الحدث فأخذوا ينسحبون انسحاباً تكتيكياً لداخل القرية مع الإلتزام بعدم المواجهة لسببين :
1- في حال المواجهة سوف تظطر المرتزقة إلى الإطلاق , و إذا تم الإطلاق سوف تنتشر رائحة الغازات مما يعيق حركة الثوار.
2- جر المرتزقة لداخل البلدة و جعلها تلاحق الثوار للتأثير على اللياقة البدنية للمرتزقة , فالمشوار طويل هي هذا اليوم .
قوات المرتزقة أدركت الفخ الذي نصبه الثوار و وقعت فيه , فعاجلت بالإنسحاب إلى الشارع العام بعد أن نجح الثوار في استنزاف اللياقة البدنية للمرتزقة .

أعاد الثوار ترتيب تموضعهم لينطلقوا بمسيرة سلمية خالية من أبسط أدوات الدفاع المقدس و هو الحجر ! و استطاعوا أن يصلوا إلى مدخل البلدة الرئيسية زحفاً نحو الشارع العام و نحو المرتزقة المتمركز هناك و استمر الزحف بإتجاه المرتزقة حتى وصلوا إلى مسافة قريبة جداً من المرتزقة , ولكن المرتزقة بسبب خوفها و بسبب شجاعة الثوار على المضي قدماً نحوهم جعلهم يستعجلون في الإطلاق لتبدأ مرحلة الكر و الفر . هنا انسحب الثوار انسحاب تكتيكياً إلى داخل البلدة و باغتوا المرتزقة بخروجهم من مكان آخر و بسرعة فائقة مما سبب الذهول لدى المرتزقة و جن جنونها , إذ كيف لهم أن ينتقلوا بهذه السرعة من مكان إلى مكان آخر ( من وسط البلدة إلى أقصى شرق البلدة بماحذاة بلدة الدراز الصامدة ) , فجاء الدعم إلى المرتزقة في شرق القرية و بدأت الإشتباكات العنيفة التي على اثرها استطاع الثوار إجبار المرتزقة على الفرار , و استطاع الثوار احتلال شارع البديع لبضع دقائق إلى أن وصل الدعم فآثر الثوار الإنسحاب و التوجه إلى المدخل الرئيسي و تم لهم ذلك و استطاعوا احتلال الشارع مرة أخرى , وهكذا قضى ثوار بلدة بني جمرة النهار بين كر و فر إلى أن حان وقت الصلاة فترق الجمع و عاودا التجمع بعد الصلاة .

ليلاً
انطلقت مسيرة حاشدة شقت وسط البلدة بإتجاه الشارع العام مباشرة لتبدأ مرحلة الدفاع المقدس الحقيقي , فكان للثوار النصيب الأكبر من الغلبة في هذه الهجمة الحيدرية على القوات المتمركزة على الشارع العام في قرية البديع , و استطاع الثوار بسبب تفعيل الدفاع المقدس أن يجبروها على تركز مكان تمركزهم و جهلعم يفرون إلى داخل البديع ليسيطر الثوار على الشارع العام مرة أخرى , و هكذا استمر ليل احتلال شارع البديع بين كر و فر استطاع فيها الثوار تنفيذ الكمينات و الهجوم العكسي اكثر من ثمان مرات على القوات المرتزقة , فما ان ينتهي الثوار من تنفيذ هجمة على المرتزقة في جهة الغرب حتى يتراجع فيعاود الهجوم مرة أخرى على الجبهة الشمالية و استمر هذا الحال إلى قرابة الساعة الثانية منتصف اليل , ومع وجود عدد هائل من المرتزقة إلا أنها عجزت تماماً من التقدم و لو لخطوة واحدة للأمام , فقد كانت أساليب الدفاع محكمة جداً .

الختام
بعد مضي اثنتاعشر ساعة من الصمود و المقاومة , قررت المرتزقة الدخول للبلدة من أربع جهات باعداد هائلة جداً تساندهم مروحيتين عسكريتين , و لكن الثوار فطنوا لهذه المكيدة , فقرروا الإنسحاب وهم منتصرين , فدخلت قوات المرتزقة و خاب كل ظنها و خرجت خالية الوفاض , ولكن الثوار لازالوا مرابطين !!
بعد أن خرجت جميع فرق المرتزقة من البلدة فارقت الطائرتين العموديتين سماء البلدة بعد مضي اكثر من ساعة و عشر دقائق من التحليق المنخفض , قرر الثوار أن يُصلوا رسالة للمرتزقة بأننا باقون مهما جلبتم من قوات , فرتبوا الصفوف مرة أخرى عند الساعة الثانية و النصف منتصف الليل و شنو هجمة كربلائية على القوات المتمركز في قرية البديع لتكون رسالة واضحة جداً , وهو أن أعدادكم الهائلة و دعمكم المروحي لن يثنينا عن مهاجمة أوكاركم ليلاً و نهارا و باقون حتى يسقط النظام الفاسد.

ملاحظة: من ضمن تكتيكات بني جمرة الجديدة في الدفاع المقدس هو استخدام مصباح يدوي شديد الإضائة و شبيه بما تمتلكه المرتزقة , يُستخدم في حال الهجوم لكي يُعشي ابصارهم .