![]() |
(( بعض آداب الأخوة والصداقة والمعاملة: )) إستبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك، العتاب للصديق كالسبك للسبيكة، فأما تصفو وإما تطير. من طوى من إخوانك سره الذي يعنيك دونك، أخون لك ممن أفشى سرك، لأن من أفشى سرك فإنما خانك فقط، ومن طوى سره دونك منهم، فقد خانك واستخونك. لا ترغب فيمن يزهد فيك، فتحصل على الخيبة والخزي. لا تزهد فيمن يرغب فيك، فإنه باب من أبواب الظلم، وترك مقارضة الإحسان، وهذا قبيح. من امتحن بأن يخالط الناس، فلا يلق بِوَهْمِهِ كله إلى من صحب، ولا يبن منه إلا على أنه عدو مناصب، ولا يصبح كل غداة إلا وهو مترقب من غدر إخوانه، وسوء معاملتهم، مثل ما يترقب من العدو المكاشف، فإن سلم من ذلك فلله الحمد، وإن كانت الأخرى، أُلفي متأهباً ولم يمت هماً. وأنا أعلمك أن بعض من خالصني المودة وأصفاني إياها غاية الصفاء، في حال الشدة والرخاء، والسعة والضيق، والغضب والرضى، تغير علي أقبح تغير بعد اثني عشر عاماً متصلة في غاية الصفاء، ولسبب لطيف جداً ما قدرت قط أنه يؤثر مثله في أحد من الناس، وما صلح لي بعدها، ولقد أهمني ذلك سنين كثيرة هماً شديداً. ولكن لا تستعمل مع هذا سوء المعاملة، فتلحق بذوي الشرارة من الناس، وأهل الحب منهم، ولكن ها هنا طريق وعرة المسلك، شاقة المتكلف، يحتاج سالكها إلى أن يكون أهدى من القطا، واحذر من العقعق، حتى يفارق الناس راحلاً إلى ربه تعالى، وهذه الطريق هي طريق الفوز في الدين والدنيا، يجوز صاحبها صفاء نيات ذوي النفوس السليمة، والعقود الصحيحة البرآء من المكر والخديعة، ويحوي فضائل الأبرار، وسجايا الفضلاء، ويحصل مع ذلك على سلامه الدهاة، وتخلص الخبثاء ذوي النكراء والدهاء، وهي أن تكتم سر كل من وثق بك، وأن لا تفشي إلى أحد من إخوانك ولا من غيرهم، من سرك ما يمكنك طيه بوجه ما من الوجوه، وإن كان أخص الناس بك، وأن تفي لجميع من أئتمنك، ولا تأمن أحداً على شيء من أمرك تشفق عليه، إلا لضرورة لا بد منها، فارتد حينئذ واجتهد، وعلى الله تعالى الكفاية. وابذل فضل مالك وجاهك لمن سألك أو لم يسألك، ولكل من احتاج إليك وأمكنك نفعه، وإن لم يعتمدك بالرغبة، ولا تشعر نفسك انتظار مقارضة على ذلك من غير ربك عز وجل، ولا تبن إلا على أن من أحسنت إليه أول مضر بك، وساع عليك، فإن ذوي التراكيب الخبيثة، يبغضون لشدة الحسد كل من أحسن إليهم إذا رأوه في أعلى من أحوالهم. وعامل كل أحد في الأنس أحسن معاملة، وأضمر السلو عنه إن فات ببعض الآفات التي تأتي مع مرور الأيام والليالي، تعش مسالماً مستريحاً. :: الأخلاق والسير :: للحافظ / بن حزم - رحمه الله تعالى -. المصدر |
تسلمين أختي الموضووع في قمه الرووعه والله يعطيج العافيه وبإنتظار ان تزين هذه المساحات بالمزيد من سخاء هذا القلم وألوانه الراقية أخوك وليد الجسمي |
مشكورة اختي ع الموضوع حبيته ننتظر يديدج لا تحرمينا منه تقبلي مرووري اختج ..,’ |
مشكورة اختي ع الموضوع |
مجهود أكثر من رائع طرح موفق وبقمة الابداع يعطيك ألف عافيه.. ودمتي بود.. |
الساعة الآن 05:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir