كلمة حق، من ارادها فليدخل
 

الدفاع المقدس :

لن ادخل في دهاليز الجدل الذي سبق اعلان الدفاع المقدس - ولو اني ارى الخطوة متأخرة جدا - وما صاحبه من نقاشات وجدل وسفسطة، فهو الآن واقع قائم بغض النظر عن كل الآراء فيه، لكن هناك امر ينبغي الانتباه له جيدا ونحن ندخل هذه المرحلة .
وهو امر يبدأ بسؤال : هل نحن مقدرين ما نحن سائرين فيه، وهل نعرف تحديدا ما الذي نفعله ؟

فالمسألة اعقد قليلا من مجرد رمي ملوتوفات، فالدفاع حق لا نختلف لكنه يأتي لتحقيق هدف ما، وليس للتنفيس عن غضب او للتخفيف من احتقان في النفس.

كما تعرفون ان لهذا الدرب اثمان - سياسية وغيرها - ونحن اذ سلكناه فانا نقبل بدفع هذه الاثمان، ولكن هل يا ترى سنمارس دفاعنا بطريقة تجعل المنفعة اكبر من الثمن ، او اننا سندفع ثمن باهض لامر لا نحسن ممارسته !!

الدفاع حق وهدفه الردع، لذلك اتمنى ان نمارس الدفاع بشكل رادع يحقق لنا توازن ما مع السلطة، وان لا يكون الدفاع مجرد كم ملوتوف يلقى من بعيد على الشغب ، فلا هو يردع وفي نفس الوقت يعطي الحكم ممسك علينا.


اصلاح النظام - اسقاط النظام :

نقطة جدلية اخرى استخدمت فيها شتى انواع الاسلحة من اسلحة التسقيط والتخوين وغيرها، والطرفين هنا يدعيان انهما يمثلان الشعب في خياره فدعاة اسقاط النظام يقولون ان الشعب يريد اسقاط النظام وان اي كلام اخر هو التفاف على الارادة الشعبية، بينما الجمعيات تقول ان الناس تتبعها فعليا وهي بذلك تتبع خياراتها رغم صدور هتافات انفعالية بين الفينة والاخرى.

وان اردتم الحق فان غالب الشعب ينادي باسقاط النظام ولكنه ينادي ( بنيّة ) الاصلاح.
فاسقاط النظام ليس مجرد شعار يطلق هنا وهناك بل هو ممارسة فعلية علي الارض، والى الآن ومنذ ضربة الدوار ما نراه من حراك سيقود كافضل ما يقود الى دعم مواقف الجمعيات السياسية لا اكثر ولا اقل.
فالنظام لن يسقط لان الملك احرج بفيديوهات اليوتيوب
وهو لن يسقط لان منظمات العالم تنتقده ليل نهار
وهو لن يسقط لان هناك تهديد فعلي للاقتصاد
هو سيسقط في حالة واحدة فقط، وهو وجود تهديد فعلي ومباشر للحكم فاما ان يترك الحكم او انه سيدمر، وهذا الامر لن يتحقق الا باحد امرين، اما ان يتدخل العالم لاجبار الحكم على التنازل او ان ننتهج نهج ليبيا وسوريا.
طبعا في الحالة الاولى العالم لن يفعل ذلك طالما بقت الدماء التي ندفعها تأتي بالتقسيط، فالعالم لا يتحرك الا عندما يوضع امام حالة كحالة القذافي او الاسد.
لاكون صريح اكثر، الحكم نجح في التخلص من ضغوط كثيرة وكبيرة بسبب استطاعته حصر الاحتجاجات في القرى، وبسبب تشديده على استعمال ( مسيل الدموع ) كسلاح معلن، ونحن ساعدناه في ذلك من خلال ترويجنا لذلك باعتبار الغاز سلاح ارهاب دولة.
يا جماعة لن نؤثر علي النظام طالما بقت الاحتجاجات في القرى، فهذا سبيل الى اصلاح النظام لا اقتلاع النظام، وان اردنا ان نقول الشعب يريد اسقاط النظام فان العمل اللاحق لهذا الشعار كبير ومؤلم ولا ارى بصراحة الشعب يتجه للقبول به.

المفصولين وفاقدي الدخل :

هناك من المفصولين من استلم بدل تعطل ونفذ او يكاد
هناك من المفصولين من استلم بدل تعطل ناقص ولم يكفه لسد رمقه
هناك من المفصولين من يستلم مساعدات على شكل رواتب
هناك من المفصولين من يستلم فلس واحد ، لا من المساعدات ولا بدل تعطل حتى.
وهناك من الاسر من فقدت عائلها اما بسبب العجز او السجن او القتل .

كل هؤلاء في ذمتكم جميعا، وبصراحة ارى هذا الملف من افشل الملفات من ناحية تعاملنا معه، نعم فشلنا في الوقوف مع وقف مع الثورة حتى باتت مئات الاسر داخل خط الفقر ونحن نتفرج - بل واحيانا نمارس التبرير لفشلنا - هؤلاء اناس ولديهم ابناء ليطعموهم ويعلموهم والغالب للاسف يقف موقف المتفرج، ولو كنا غير ذلك لاغرقناهم بالمال - اكثر من ذلك الذي خسروه - لانهم ممن دفع ثمن لهذه الثورة.
ولكن ماذا اقول غير بئس القوم من تركوا اهلهم يعانون وهم يتفرجون.