منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   أمريكا تطالب بإدانة المنوتوفات وحرق الإطارات .. ماذا تعني؟!! (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=719223)

محروم.كوم 12-21-2011 06:10 PM

أمريكا تطالب بإدانة المنوتوفات وحرق الإطارات .. ماذا تعني؟!!
 
هذه الإثارة التي سأثيرها تعد نكتة في غاية الدقة والأهمية بالنسبة للسياسيين، ولو عقل السياسيون دقتها وخطورتها في الوقت نفسه، لفهموا طبيعة الدعم الأمريكي للنظام، وأنه المبرمج الفعلي لخطاب النظام السياسي، وأن السياسيين ينجرون وراء هذا الخطاب الخليفي الأمريكي الصنع من دون تمحيص ولا فحص لما ورائيات هذا الخطاب، وخطورته على المشهد الثوري وعلى البنية المعارضة بوصفها أدوات احتجاج لا صيغ دبلوماسية للحل!!

دعونا نستقرأ كذا مشهد من مشاهد الثورات العربية لنرى هل تدخلت أمريكا في تفاصيل آليات الاحتجاج في هذه الثورات، أم دعت كعادة خطاباتها إلى وقف العنف أو ضبط النفس في حال لم يتبين إذا كانت كفة الثوار أو الأنظمة راجحة!!
في مصر مثلا: يعد استخدام المنوتوف ظاهرة طبيعية بين الثوار وقوات الجيش والداخلية في كل مرة يتصدى فيها الثوار لمحاولات إخلاء الميدان بالقوة، وكل ما نسمعه من تصريحات لناطقين باسم وزارة الخارجية الأمريكية هو إما إدانة للعنف المفرط من قبل النظام تجاه المتظاهرين أو الدعوة إلى ضبط النفس!!
كما أن الثورة المصرية في بداياتها شهدت حرقا للمقرات الحكومية ومنها مقرات الحزب الحاكم وسيطرة من قبل الثوار على مراكز الشرطة، ولم تكن هذه الأحداث لتجعل الأمريكان يشوبون الثورة المصرية بالعنف، أو حتى يسجلون تحفظات على هذه الأساليب من الثوار، بل بمجرد انتصار الثورة المصرية أطلق الرئيس الأمريكي أوباما أشبه بإلياذه جديدة وسمفونية ثورية يتغنى فيها بإلهام الثورة المصرية لكل العالم!!
وهذا يفسر أن تلقائية الناس وغضبهم التلقائي على الحكام جراء حجم وهول البطش والتنكيل الذي يعانونه محسوب في حساب أكبر المتابعين لحدث الثورات، فلا يلومون الثوار لعنفهم المضاد أو لغضبهم التلقائي الذي قد يخلف أحداث عنفية طارئة، بل يلومون الأنظمة الديكتاتورية لأنها كانت السبب في جر الناس إلى العنف، كما هو الحال في تبرير أمريكا لحمل السلاح ضد النظام السوري بحجة القمع، في حين أن حمل السلاح كان خطة مدبرة يشتغل على تثبيتها في المشهد السوري أكثر من طرف إقليمي!!
وهذا الغضب الثوري العفوي والتلقائي كان موضع تفهم أيضا أثناء اندلاع الثورة التونسية، ولم يتوقف المراقبون أمام مشاهد العنف الطارئة، لأنهم يعرفون بواعثها جيدا، ويعذرون على أساسها الشعوب إذا لم يكن لهم أجندة أخرى تريد عرقلة الحراك الشعبي كما هو حاصل في البحرين!!
وهنا يقع السؤال المهم: لماذا تجرأ المسئول الأول لحقوق الإنسان في الإدارة الأمريكية أثناء زيارته للبحرين في تصريح صحافي معلن بالطلب من المعارضة إدانة حرق الإطارات وسكب الزيت في الشوارع واستخدام المنتوفات حصرا متجاهلا مخزون الغضب الشعبي العفوي والتلقائي الذي تخلفه كل ثورة تتعرض للقمع والتنكيل والإرهاب الحكومي، فما بالك إذا كانت الإدارة الأمريكية هي المسئولة عن رش الملح على جراح الناس والمضي قدما في الاستهتار بمشاعرهم وكرامتهم عبر إعطاء الضوء للنظام الخليفي ومرتزقته لاستهداف أبناء الشعب في أعز ما يملكون ألا وهو العرض والمقدسات؟!!
هل هذا الطلب لأن الأمريكان لا يدركون أن حرق الإطارات وسكب الزيت في الشارع وقطع الطرقات وحتى رمي المنوتوفات للدفاع عن النفس هي أساليب سلمية، وأنها بسبب الغضب الشعبي التلقائي النابع من الثورة الشعبية والتي للإدارة الأمريكية يد كبيرة في إذكائه، وهم قد رصدوا وعاينوا مشاهد أشد وأقسى مما يحصل في البحرين ولم يحركوا ساكنا، بل برروا ما لا يمكن تبريره كمسألة رفع السلاح ضد النظام السوري، وهم يعرفون أن هذه التنظيمات المسلحة مؤتمرة بأمرهم؟!!
الأمريكان على مستوى فهم البعد الحقوقي أذكى من أن يدخلوا في تفاصيل الأدوات الاحتجاجية المشروعة هكذا من دون هدف وهم مطلعون بالكامل على تفاصيل الثورات وما يجري فيها، ولكن سبب تصريح المسئول الأول لحقوق الإنسان في الإدارة الأمريكية، ويا لها من مفارقة أن يأتي هذا التصريح من مسئول عن ملف حقوق الإنسان.. إن السبب ناتج من أمر واحد لا ثاني له .. أن الإدارة الأمريكية هي الداخلة في تفاصيل صناعة الخطاب الحكومي، وأن طلبها من المعارضة إدانة حرق الإطارات والمنتوقات وسكب الزيت وعموم فعاليات الائتلاف سببه ليس عدم سلمية هذه الأدوات، ولا لعدم فهم عفوية الغضب الشعبي وموجباته ونتائجه، وإنما السبب في ذلك: أنها فهمت عقلية الإدانة عند المعارضة للأساليب السلمية الصحيحة تحت طائلة الخوف والضغوط، فتجرأت بالدخول في تفاصيل أدوات الاحتجاج السلمي كما لم تفعل في أية ثورة، كجزء من منظومة الحماية التي توفرها للنظام الخليفي بأيدي المعارضين أنفسهم، فهل تعقل المعارضة هذه الرسالة، وتكف لسانها عن انتقاد آليات الاحتجاج الشعبي، أم تصر عن الذهنية الخاطئة ذات المنهجية الخاطئة التي تعطي كروت نجاح مجانية للنظام من دون مقابل، بل بتدفيعنا الثمن كشعب جراء هذه التغطية للنظام وحجز الثوار عنه بقصد أو بغير قصد!!


الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227