بمناسبة الحديث عن جر الناس للعنف ما هو تعريف العنف أصلاً؟
 

يقال أن النظام يقمع الناس ليجرهم للعنف
وينتهك أعراضهم ليجرهم للعنف
ويسفك دماءهم ليجرهم للعنف

فما هو تعريف العنف؟

لحد الان لم نجد تعريفاً واضحاً للعنف لدى من يحذرون من الانجرار للعنف

هل الرد على الضربة بضربة يسمى عنفاً؟

هذا يسمى دفاعاً وفي حال الهجوم المضاد يسمى جهاداً

فهل اصبح شرع الله عنفاً ؟

عندما ينتهك النظام الدماء والاعراض فهو ينتهكها من باب التشفي والانتقام وليس من باب جر الناس للرد عليه

وبالعكس اكثر ما يعجبه في وضعنا الحالي هو انه يستبيحنا كيفما يشاء دون رادع !! فهل يوجد رفاهية لدى معتدي افضل من ذلك؟

هل تنتظرون لا سمح الله تعرية نساءنا في الشوارع كاللقطة التي شاهدناها في مصر مؤخراً (وهذا حصل لدينا داخل السجون) ثم سيقال أيضاً لا تردوا عليهم لأنهم يستفزونكم بهذا الفعل ؟

لنعد لتعريف العنف

ما هو العنف؟

لقد اختلطت الامور على بعض سياسيينا حتى اصبحوا يخلطون بين العنف كفعل محرم وبين الدفاع او الجهاد كفعل مشروع بل واجب

العنف هو ان تذهب وتسرق وتحرق محلات تجارية وبنوك في الشارع اللذي تمر عليه مظاهرتك ومن ثم تقول ان هذا تعبير عن الرأي
العنف هو ان تقوم بتكسير السيارات المتوقفة على جانبي الطريق اللذي تمر عليه مظاهرتك ومن ثم تقول ان هذا تعبير عن الرأي
العنف هو ان تقتل وتسفك دماء من يختلف معك في الرأي او يقف مع النظام من باب جهله بحقيقته وليس من باب العمالة والتواطئ

وهلم جرى

اذن العنف باختصار هو استهداف الممتلكات العامة والخاصة وقتل الناس عشوائياً

لكن نرى من يصف حرق اطار بأنه عنف رغم انه لا يختلف عن اشعال شمعة مع فارق حجم الشعلة
ومن يصف سد الشوارع بأنه عنف رغم ان سد الشارع بمسيرة تسير في وسطه لا يختلف عن سده بالحجارة
ومن يصف استهداف من يستبيح دماء واعراض الناس بأنه عنفاً رغم ان هذا مباح شرعاً ووصفه بالعنف وصف سياسي بحت

اخشى ما اخشاه في حال اصيب او قتل احد المرتزقة او احد الضباط او احد كبار المنتمين للعائلة الخليفية ان تخرج بيانات شجب وادانة من بعض المحسوبين علينا ضد الضحية التي قتلت أو جرحت جلادها وربما ترسل رسائل تعزية لأهله وتصفه بالشهيد كما صرح البعض في الفضائيات !! وبالتالي هم لا يختلفون عن السلطة الفلسطينية التي تنزل بيانات ادانة للعمليات الاستشهادية وعمليات اطلاق الصواريخ وتتفق مع الصهاينة في وصفها بالعنف رغم انها حق مشروع

اخيراً
من يعتبر نفسه في ثورة فكل الخيارات مفتوحة امامه فالثورة ليست مجرد مظاهرة او وقفة احتجاجية انما عمل ثوري متصاعد سواء على الصعيد الاحتجاجي او على الصعيد العسكري المقاوم والمهاجم حتى اسقاط النظام

اما من يعتبر ما يجري في البلد ليس بثورة انما ازمة سياسية سببها حكومة غير كفؤة فليس من مصلحته تبادل سفك الدماء مع النظام القائم حتى لا يصعد الامور ويصعب على نفسه ايجاد مخرج سياسي لما يطلق عليه ازمة ولذلك هو يتحاشى المواجهة حتى وان استبيح دمه وعرضه

ولكن لا يحق له ان يفرض وصايته على من يعتبر نفسه في ثورة