غيابي لن يحدث فرقا = المشاركة صفر
 

شارك ولا تقل حضوري أو غيابي لا يؤثر ، وقاطع ولا تقل عدم مقاطعتي لن تؤثر .
سأذكر قصة قديمة ، وفيها درس نحتاجه كشعب مظلوم وثائر ينشد الحرية والكرامة .
يحكى أنه حدثت مجاعة بقرية.... فطلب الوالي من أهل القرية طلبًا غريبًا في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع..
.وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية.
وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن ، بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد. هرع الناس لتلبية طلب
الوالي.. كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر .... وماذا شاهد؟
شاهد القدر و قد امتلأ بالماء!!!

أين اللبن؟!
ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟
كل واحد من الرعية.. قال في نفسه: " إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية ".

وكل منهم اعتمد على غيره ... وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه, و ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن .
والنتيجة التي حدثت.. أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا مايعينهم وقت الأزمات .

هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟!!
عندما لا تساهم ولا تقدم الدعم للثورة وتقول أن الأخوة يكفون ويوفون , أنك واحد لن تحدث فرقا ، فأنت تملأ الأكواب بالماء .
عندما لا تشارك في فعالية من فعاليات الثورة اعتقادا أن حضورك لن يزيد العدد وغيابك لن ينقصه ، فأنت تملأ الأكواب بالماء .
عندما لا تقاطع من ينبغي مقاطعتهم اعتقادا منك بأنك واحد ولن تؤثر قاطعت أو لم تقاطع ، فأنت تملأ الأكواب بالماء .
فتذكر : أن النهر الكبير هو عبارة عن مجموعة من القطرات الصغيرة .
وتذكر : إن أي مشاركة لك في الثورة ومناصرة المجاهدين مهما قلت ، تدخلك مدخلهم ، وتشركك في ثوابهم العظيم ، وتسجل اسمك في قائمتهم .
وإذا تخلفت عن المقاطعة ، وعن المسيرات ، وعن الإعتصامات ، و عن كل ما بمقدورك أن تقوم فيه مما يفيد الثورة ، فأنت تحسب مع المتخاذلين عن نصرة أخوانك المظلومين ، ومن الراضين بالظلم ، وحق على الله أن يدخلك مدخلهم .