![]() |
الوفاء : مقالات ثورة التاصيل / منطق النفعيين لحظة المواجهة مقالات ( ثورة التأصيل ) الهيئة الثقافية لتيار الوفاء الإسلامي https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net...04712157_q.jpg منطق النفعيين لحظة المواجهة قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ( 71 ) وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ( 72 ) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ( 73 ) فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( 74 ) وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ( 75 ) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ( 76 )(النساء) • التباطؤ صفتهم!! (وإن منكم لمن ليبطئن) هذه مجموعة من آيات الكتاب الكريم تبين منطقا معوجا قد يتسلل لداخل الصفوف المؤمنة المجاهدة حال المواجهة مع أعداء الله وأعداء الحق، ففي حين يأمر الله سبحانه المؤمنين بالتأهب لمواجهة الأعداء واستخدام التكتيكات المختلفة في مواجهتهم (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) ترى أصحاب هذا المنطق يتباطئون عن نصرة الحق ونصرة الله تعالى ويخلقون الأعذار التافهة للتخلف عن سوح الجهاد، وعند إنتهاء المعركة بين جيش الحق وجيش الباطل ينطلق منطقهم حسب نتائج تلك المعركة، فما هو منطقهم؟! • منطق الفرار من الشهادة: (فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا) فهؤلاء حين تنتهي المعركة بما ظاهره هزيمة للمؤمنين المجاهدين أوحين تنتهي المعركة بسقوط بعض الشهداء يطلقون منطقهم الغريب فهم يعتبروا عدم مشاركتهم للمجاهدين وعدم كونهم من الشهداء نعمة أنعمها الله عليهم، ولكن ما هو منطقهم عندما ينتصر المؤمنين؟ • منطق البحث عن الغنائم: (ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) أما حين ينتصر المؤمنين المجاهدين ويغنموا بعض الغنائم فإن هذه الفئة –التي تربطها بالمؤمنين علاقة المودة- تتحسر لعدم مشاركتها للمجاهدين القتال لا لشيء إلا لأنهم خسروا غنائم الحرب المادية فيقولون بلحن الحسرة والندم (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما). وهكذا تتبدل المفاهيم وتتقلب الموازين لديهم فيعتبرون ترك الجهاد في سبيل الله والنجاة من الشهادة نعمة من نعم الله تعالى أنعمها عليهم لأنهم يعتبرون ما جرى للمؤمنين خسارة بنظرهم المادي، ويحصرون مفهوم النصر في الغلبة المادية فقط فيعتبرون الظفر ببعض المغانم المادية (فوزا عظيما)!! من هم أصحاب هذا المنطق؟ اختلف المفسرون في أصحاب هذا المنطق وأن هذه الآيات هل هي تتحدث عن المنافقين أو عن بعض المؤمنين، لكن بعض المفسرين يرى أن هذه الآيات تتحدث عن بعض المؤمنين استنادا الى بعض القرائن. يقول العلامة الطباطبائي (قدس سره): "وقوله (وإن منكم) يدل على أن هؤلاء من المؤمنين المخاطبين في صدر الآية بقوله (يا أيها الذين آمنوا) على ما هو ظاهر كلمة منكم كما يدل عليه ما سيأتي من قوله (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) فإن الظاهر أن هؤلاء أيضا كانوا من المؤمنين مع قوله تعالى بعد ذلك (فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس) وقوله (وإن تصبهم حسنة) إلخ، وكذا قوله (فليقاتل في سبيل الله الذين..) وقوله (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) وقوله (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) كل ذلك تحريض واستنهاض للمؤمنين وفيهم هؤلاء المبطؤون على ما يلوح إليه اتصال الآيات . على أنه ليس في الآيات ما يدل بظاهره على أن هؤلاء المبطئين من المنافقين الذين لم يؤمنوا إلا بظاهر من القول مع أن في بعض ما حكى الله عنهم دلالة ما على إيمانهم في الجملة كقوله تعالى (فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي) وقوله تعالى (ربنا لم كتبت علينا القتال) إلخ... نعم ذكر المفسرون أن المراد بقوله (وإن منكم لمن..) المنافقون وأن معنى كونهم منهم دخولهم في عددهم أو اشتراكهم في النسب فهم منهم نسبا أو اشتراكهم مع المؤمنين في ظاهر حكم الشريعة بحقن الدماء والإرث ونحو ذلك لتظاهرهم بالشهادتين، وقد عرفت أن ذلك تصرف في ظاهر القرآن من غير وجه" الميزان،ج4، 445 كيف عقب القرآن الكريم على هذا المنطق؟ القرآن الكريم بعد أن نقل لنا هذا المنطق المعوج في هذه الآيات يأتي بمجموعة من الآيات تعالج هذه الروح المتخاذلة، الهاربة من الشهادة، الباحثة عن الغنائم المادية، التي تشوشت عندها المفاهيم، وذلك: -بقوله تعالى: (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما) فهنا حث من القرآن الكريم للجهاد في سبيل الله وأن هذا الجهاد هو أهل للذين يقطعون علاقتهم بالدنيا ويبيعونها لشراء الآخرة، وإذا كان الحال كذلك فلا يوجد في قاموس المسلمين وقاموس القرآن الكريم خسارة فإما الشهادة ولقاء الله وإما الغلبة الظاهرية وفي كلا الحالتين أجر عظيم، وهذا الأجر خير من ما تشتاق إليه أنفس البعض من الغنائم المادية بعد انتهاء الحرب ومما يضنون أنه فوز عظيم، فالفوز والأجر العظيم هو في القتال في سبيل الله مهما كانت النتائج..غلبة أو شهادة. يقول العلامة الطباطبائي (قدس سره): "ثم صرح على فائدة القتال الحسنة وأنها الاجر العظيم على أي حال بقوله ومن يقاتل في سبيل الله إلخ . فبين أن أمر المقاتل في سبيل الله ينتهي إلى إحدى عاقبتين محمودتين أن يقتل في سبيل الله أو يغلب عدو الله وله أي حال أجر عظيم ولم يذكر ثالث الاحتمالين وهو الانهزام تلويحا إلى أن المقاتل في سبيل الله لا ينهزم." الميزان،ج4، 447 -وبقوله تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا) يقول العلامة الطباطبائي (قدس سره): "الآية تشتمل على حث وتحريض آخر على القتال في لفظ الاستفهام بتذكير أن قتالكم قتال في سبيل الله سبحانه وهو الذي لا بغية لكم في حياتكم السعيدة إلا رضوانه ولا سعادة أسعد من قربه وفي سبيل المستضعفين من رجالكم ونسائكم وولدانكم . ففي الآية استنهاض وتهييج لكافة المؤمنين وإغراء لهم أما المؤمنون خالصوا الايمان وطاهروا القلوب فيكفيهم ذكر الله جل ذكره في أن يقوموا على الحق ويلبوا نداء ربهم ويجيبوا داعيه وأما من دونهم من المؤمنين فإن لم يكفهم ذلك فليكفهم أن قتالهم هذا على أنه قتال في سبيل الله قتال في سبيل من استضعفه الكفار من رجالهم ونسائهم وذراريهم فليغيروا لهم وليتعصبوا" الميزان،ج4، 447 - وبقوله تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) هنا حث آخر أيضا للمؤمنين على الجهاد، حيث قسمت الآية الصراع لطرفين (سبيل الله) و(سبيل الطاغوت) وكأنها تريد أن تقول للمؤمنين أن الطاغوت وقوى الباطل قد اجتمعت عليكم تكيد كيدها وتحيك مؤامراتها والشيطان من خلفهم ومن خلف أعمالهم الباطلة. أما أنتم أيها المؤمنون إن قاتلتم في سبيل الله سبحانه فالله سبحانه هو وليكم وهو ناصركم حيث إن (كيد الشيطان كان ضعيفا) فلا تتباطؤوا عن نصرة الحق. |
الساعة الآن 04:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir