منتدى استراحات زايد - هل لا يزال بيننا من يقدم الورود للمرتزقة؟!!

هناك الكثير مما يثير القهر والغضب في أحداث اليوم، ولا أفظع من سقوط شهيدنا مدهوساً بعربة الحمير المرتزقة.. أصبحوا يطاردوننا كالقطط والكلاب، ويصوبون نيرانهم ومبيداتهم علينا كالحشرات.. ومع ذلك فأكثر ما حز في قلبي وآلمني هو هذه الصورة التي تنم عن غاية الانهزامية ومنتهى التدجين وانمساخ الفطرة والانقلاب على كل المبادئ الفطرية والشرعية والعقلية والإنسانية

http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...67923595_n.jpg

ما الهدف من حمل الورود اليوم قبالة المرتزقة؟؟؟ هل هي كليشة لصورة ثم شعار؟ هل ثورتنا صور مؤلمة وشعارات؟ إذن فصور مجازر صبرا وشاتيلا وقانا أفظع مشهداً وأكثر دموية، فماذا فعل العالم بها بعد أن تمنظر عليها؟ هل نريد أن نكسر مثلاً خاطر المرتزقة فلا يصوبون بنادقهم على ورودنا؟ فقد داسوا زهور أعمارنا وطعنوا بالغدر شيوخنا وانتهكوا أعراض نسائنا ورجالنا، نعم يا رافعي الورد، هؤلاء الذين تمدون لهم ورودكم اغتصبوا حرائركم بل وانتهكوا أعراض رجالكم، وسيدوسونكم كالقمل وينحرونكم كالنعاج ما دمتم تهزون لهم أذيالكم وتقولون هل من مزيد..

حقيقة ما الذي يجعل الشباب يخرجون دون وسائل دفاع يكفلون بها صمودهم ويردون بها الأذى عن أنفسهم قدر المستطاع؟ هل هذه حالة بشرية طبيعية؟ إن الغريزة الطبيعية عند الإنسان هي أن يدافع عن نفسه إذا اعتُدي عليه، فكيف انمسخت عندنا هذه الفطرة الأساسية؟ لماذا لم يكن كل واحد مسلحاً بسكين حادةً على أقل تقدير، تطعنون بها هؤلاء الفجرة إذا حدث التحام أو حاولوا الإمساك بأحدكم؟ لماذا لم يكن لديكم صناديق ملتوف تقذفونهم بها قبل الالتحام وتداهمونهم بها؟ لماذا لم تكن من ضمن معدات الاعتصام غراش تيزاب وفلاتيات متطورة تستخدم صجوم مثلاً؟ هل كنتم متفائلين حقاً أن يدعوكم تعتصمون في سلام وأمان فحملتم العصير والماء والشيشة ونسيتم أنكم تواجهون حثالة مجرمة من المرتزقة السفلة المنبوذين في بلدانهم والذي جُلبوا خصيصاً لقتلكم والاستيلاء على أرضكم وأرزاقكم؟

بل السؤال الحقيقي هو: لماذا نُظمت هذه الفعالية أصلاً ولأي هدف؟ هل كان الهدف مرة أخرى هو سنحاول وسنفشل وسنصور فشلنا ثم نعرضه على اليوتيوب والقنوات، وعسى أن يسقط لنا شهيد أو أكثر فنثبت مرة أخرى ظلامتنا؟ إذا كان كذلك فقد شبع العالم من رؤية فشلنا ولم يعد يكترث، بل ولم يكن يكترث أصلاً.

وأما إذا كان الهدف هو كسر شوكة هذا الخصم الشرس وإخضاعه لإرادتنا وفرض وجودنا فما هكذا يتحقق الهدف يا أحبة.. خرجتم في اعتصام سلمي بدعوات حضارية مهذبة، فمن يلومكم إذا رددتم العدوان ودافعتم عن أنفسكم؟ حقاً أعتقد أننا أصبحنا أعجوبة من أعجوبات هذا القرن!! وأخشى أن يتناول سيرتنا التاريخ لضرب المثل على عواقب الخنوع والصمت على المظالم..

تريدون أن تنالوا الشهادة وتُسفك دماؤكم في سبيل الله و الوطن؟ نعم ذاك هدف نبيل لا محالة، ولكن ليكن مقابل كل روح تُزهق عشرة من هؤلاء السفلة، لا أن تقدموا دماءكم هكذا مجاناً لتزدادوا بعد ذلك قهراً وغيظاً عندما يستهتر النظام السافل بأكاذيبه حول مقتل كل شهيد وبافتراءاته غامزاً لكم أن سنقول ما نقول ونفعل ما نفعل ومحد بيعطيكم وجه.. هؤلاء يريدون كسر شوكتكم وإخضاعكم فلا تعينوهم على أنفسكم بالتزامكم المسكنة والفرجة على الرصاص وهو يخترق قلوب أحبائكم.. اهجموا عليهم هجمة واحدة واستولوا على سلاحهم، احرقوهم وادهسوهم كما يدهسونكم، واعلموا أن الموت والتنكيل مطاردكم ما دمتم تحت قبضة هذا الطاغية، فليكن موتاً في كرامة وبطولة تخلدها الأجيال المحررة.

وأوجّه كلمتي أخيراً للائتلاف، الذين هم أمل ثورتنا وملجأ الثوار، فإن للجمعيات منطقها وأجندتها عندما تنادي بهذه السلمية المرزية وتتبرك بدماء شبابها لتجعله حبراً تبرم به صفقاتها، أما أنتم فلا يصح منكم توجيه الشباب بعد اليوم إلى مسيرة أو مظاهرة دون تهيأتهم للدفاع عن أنفسهم وحفظ أرواحهم، فلا نريد أن نكون بعد الآن لقمة سائغة لهؤلاء الكلاب بدعوى الحفاظ على هذه السلمية الممسوخة التي يمقتها كل ذي عقل سليم.