![]() |
الوفاق ، بين مبدئية الإسقاط وواقعية الإصلاح حكم العقلاء نافذ عند من يتعقل، ومن يقرأ المقدمات بإنصاف يحكم على حتمية النتيجة، وإذا كان العقلاء يحكمون بأن من ارتكب جريمة قتل لا مراء ولا جدال في استحقاقه للعقاب من جنس ما ارتكب، وإذا كان الشارع المقدس هو سيد العقلاء فمن الطبيعي أن يأتي هذا الأمر في سياق قاعد قرآىنية لا جدال فيها ولامراء بسم الله الرحمن الرحيم (( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]. وعطفاً على ما سبق فإنه إن كان الشارع المقدس قد أوجب الحق لولي الدم فقط في أن يقتص أو يعفو، بسم الله الرحمن الرحيم (( فقد جعلنا لوليه سلطانا )) ، فليس لأحد الحق في أن يتكلم باسم ولي القتيل ليعفو عن القاتل أو يرفع الحكم عنه . ومن هنا وعوداً على بدء وانطلاقاً من العنوان فإنني أعتقد أن الإخوة الأعزة في الوفاق هم مع مبدأ إسقاط النظام بل ومحاكمته فهم لا يختلفون معنا في ضرورة زوال هذا الحكم الطاغي المتجبر الذي أوغل في سفك الدماء وتجاوز كل حدوده وهذا ما يجب أن يكون منطلق وحدة للكلمة وتآلف لا اختلاف وتنازع إلا أن غاية الأمر ومنتهاه أن الوسيلة في نظرهم لإسقاط النظام غير متوافرة حالياً ، والظروف المحلية والإقليمية غير ملائمة لذلك ما يجعلهم يصرحون بأنهم مع إصلاح الوضع . ومن جانب آخر، - ومن وجهة نظري القاصرة - فإن على الإخوة الوفاقيين أن لا يلغوا مبدأ الإسقاط من معجم تصريحاتهم في وسائل الإعلام ، وإن كان تشخيصهم للأمر بأن عليهم أن لا يصرحوا بذلك مراعاة للمصلحة التي يرونها، فعلى أقل تقدير أن لا ينفوا تماماً مبدئيته من تصورهم واعتقادهم وإرادتهم ورغبتهم بل يسكتوا عنه ، بمعنى أن يكون هذا الأمر حاضراً في أذهانهم وإرادتهم ورغبتهم متى ما سنحت الفرصة والظروف به بمعنى آخر أن يكون هناك خط رجعة لديهم في المستقبل بأنهم لم يعارضوا الإسقاط مبدأورغبة حتى لا تلزمهم الحجة فيقعوا في الحرج أمام جمهورهم ومؤيديهم فيما لو حدث ذلك بتوفيق من الله وتقدير منه. إن هذا التصور في نظري داع إلى وحدة الكلمة، فأنت برغبتك في زوال الطاغوت الحاكم بغير ما أراد الله وإن كنت لا تراه حالياً ، تجتمع مع الطرف الآخر في هذه الحيثية ، بينما تقع في التنازع والاختلاف إن صرحت بأنك لست مع خياره أساساً وأنت في قرارة نفسك وفي الواقع تريد ما يريد وترغب فيما يرغب إلا أن الظروف التي تراها والتشخيص الذي تشخصه منعاك من السير معه في مراده. أنا لا أتصور أن هناك فردا من الوفاق - وهم العقلاء - بل من أفراد الشعب المظلوم هذا لا يريد إسقاط النظام وزواله ، إلا أن عليه أن لا يصرح بأنه ضد او أنه لا يطالب به ، بل على أقل تقدير أن يسكت عنه لأنه سيكون بتصريحه مخالفاً لما هو في اعتقاده ورغبته الواقعية . |
الساعة الآن 07:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir