صار هنالك فعلا ”هاتف ذكي”
 

بسم الله الرحمان الرحيم

شفت الموضوع وهو كلام رائع وحبيت انقلنكن يا

في واقع الأمر كنت أود أن اكتب عن هذا الموضوع وذلك قبيل مؤتمر الإعلان عن الفريموير 3 إلا إني ارتأيت قليلا منتظرا ما لذي سيفرج عنه هذا المؤتمر من أحداث وإخبار .. ويا لها من أحداث
ألا تتفقون معي إن سياسة ستيف جوبز التسويقية المتعلقة بالايفون هي ناجحة وقد حققت نتائج ايجابية كبيرة؟ حسنا, اعتقد أن الجميع يتفق معي على هذا .. فكون شركة تتباهى بمنتج وحيد ضمن فئة الهواتف قامت بتسويقه في خلال عامين وإذا به هذا المنتج الوحيد يتصدر المبيعات ولتصبح ابل الشركة السادسة عالميا ضمن فئة الهواتف النقالة .. إنها فعلا قدرة تسويقية مذهلة و بطبيعة الحال الإبداع هنا عملية متكاملة جمعت بين خطط مدروسة بدقة للتسويق وجهاز مذهل … نعم .
وما كان لهذا أن يحدث لو لم يكن الهاتف في حد ذاته مذهل وجاء بفكرة جديدة مبدعة ..تتنافس شركات الهواتف عريقها وحديثها على ان تنتج او تقارب مثيله … ولكن هذا ليس كل شىء .


حيث إن المثير في الأمر والذي يعزز نجاح ستيف جوبز و قوة فكره الثاقب هو انه استطاع أن ينشىء ذاك اللغط الكبير والمتوازي مع حماس وتشوق اكبر بين الناس للتعرف على هذا الهاتف .. فرغم أن الهاتف فعلا وكما ذكر مدير هذه المدونة في احد المواضيع أن اى هاتف متوسط سيتغلب ببساطة على الايفون من ناحية التجهيزات المتنوعة .. و الايفون في هذه الحالة يشبه قطعة حجر مصمت… حيث لا كاميرا مناسبة ولا تصوير فيديو ولا حتى إعدادات جيدة بالنسبة للرسائل القصيرة وبقية الوسائط الأخرى .
ومع هذا يتفوق الايفون ويحتل في كل يوم مساحة على الأرض وفي القلوب. رغم تعقيداته, و رغم انه يحتاج إلى وقت ليمكن المرء أن يلم به و يتعوده وانه يكاد يكون غير موجه للمستخدم العادي بل يحتاج إلى مستخدم متسلح بالآناءة والصبر والفهم والعلم.. بغير ذاك فالمرء لا يستطيع التلاؤم والتوافق مع هذا الهاتف.
وأعود من جديد إلى ستيف جوبز .. في الواقع إنى اضحك في سرى وعلني عندما اجدنى فعلا غارق فى النقاش الي أذني ومفعم بالتفاؤل والفضول حيال الجديد القادم من أيفون.. رغم أن الجديد القادم من ايفون هو ذاته الموجود في جهازي نوكيا 95 ولم يثر اهتمامي كثيرا إذ طالما اعتبرته من البديهيات.. فمن البداهة إن يكون الهاتف الذكي ”ذكيا” فعلا .. ولكن هل الهواتف الذكية عدا الايفون هي كذلك حقا ؟ الإجابة معروفة سلفا .. ومهما كابرنا
وإلا فكيف بالله عليكم نسعد ونكاد نلامس غيم السماء فرحا حين نسمع مثلا أن خاصية القص واللصق قادمة في الايفون أو أن هنالك دعم للعربية أو انه صار بإمكاننا إرسال رسائل الوسائط المتعددة و إعادة إرسال الرسائل القصيرة بخاصية إعادة الإرسال ..بالله عليكم!! أنها أمور بديهية في كل الهواتف .. إلا الايفون الذي نجح فى ان يحول الشيء البديهي إلى حدث في حد ذاته و يحيله إلى حدث غير اعتيادي ..يشغل الناس ويثير فيهم الفضول والرغبة…
ألا يحسب هذا نجاحا لستيف جوبز… إلا يحسب له “ضربة معلم ” أخرى وان التسويق الناجح لمنتج واحد قد يتفوق على تسويق متوسط لمنتجات متعددة.. وان العبرة تظل بالكيف وليس بالكم.. أو هذا على الأقل ما تعد به شركة أبل.. فهي وان كانت شركة مقلة الإنتاج. فهي غزيرة الأفكار قادرة على ان تشدنا إلى منتجاتها بل وان تدفعنا حتى إلى اقتنائها على الرغم من عجز الكثير منا عن فهم طبيعة هذا المنتج او كيفية التعامل معه.. إنها قدرة الإبداع البشري..
لقد ابتاع أصدقاء كثر.. هواتف الايفون.. بعضهم توافق معه والبعض الأخر لم يفعل ولكن الجميع اتفق على عدم التفريط فيه… بمعنى انه حتى أولئك الذين ملوا من تعقيدات الجهاز وملحقاته الكثيرة والمعقدة.. لا يزالون يرون فيه جهازا متطورا مليء بالمفاجآت..
الذي دفعني إلى الكتابة هو . .انه كيف استطاع ستيف أن يشدنا إليه .. كيف استطاع أن يحيل الحدث الاعتيادي إلى حدث هام وكبير وخاص وله بالطبع نكهة ” التفاح ”
وأظل اضحك في داخلي .. وعلامات التعجب ترتسم حولي .. لما كل هذا الفضول وكل هذا الحماسة منى ومن الكثرة من المعجبين إزاء كل جديد قادم حول الايفون… كل جديد هو في واقع الأمر قديم بل وتفوقت فيه هواتف أخرى ذكية.. ربما أجد الإجابة بالعودة إلى مقالة للكاتب التقني المعروف جون ديفوراك والتي يشرح فيها كيف ” إننا كنا نضحك عندما نسمع عن الهواتف الذكية “.. حتى جاء الايفون ..فقلب المعادلة وصار هنالك فعلا ” هاتف ذكي ”


المصدر http://www.iphoneislam.com/?p=1568