قالت الوفاق كلمتها فماذا أنتم قائلون؟!
 

من يتابع تعليقات الأخوة أعضاء الملتقى بشأن ما يسمى بالطبخة السياسية بين الوفاق والنظام وبين احتمال لقاء المدعو حمد بن عيسى مع الشيخ علي سلمان فإنه قد يصل إلى قناعة مغلوطة بأن الوفاق هي مصدر الفعل الوحيد في الساحة، وهي ليست كذلك، وسقفها ليس السقف القدري المفروض على شعب البحرين!!
يا إخوان .. من لا يعرف الوفاق .. فإن أسلوبها في العمل السياسي هو ذا .. ولكن ماذا عنكم؟! أين هي إرادتكم؟! ماذا عن خياراتكم وسيناريوهاتكم وخططكم لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة؟ هل اختفيتم من الساحة مثلا ومسحكم خيار الوفاق هكذا بشخطة قلم؟! هل الطبخة لو استوت تمنعكم من الحراك الثوري التصاعدي أم أنها تهيأ لكم ظروف أفضل للتقدم بالثورة مراحل كبيرة؟!!
بكلمة مختصرة .. الوفاق قالت كلمتها .. وبقي أن تقولوا أنتم يا ائتلاف ويا التحالف من أجل الجمهورية كلمتكم ..
وشخصيا.. أتمنى حصول الصفقة لأمرين:
الأول: أن الحد الأدنى لهذه الصفقة هو الإفراج عن كل المعتقلين وعلى رأسهم الرموز، وهذا سيعطي للثوار زخما أكبر لحراك الشارع حينما يتحركون بدعم وإسناد ومواكبة من رموز تيار الممانعة!!
الثاني: أن معيار نجاح هذه الصفقة وجديتها هو توقف العنف والسماح بالمظاهرات السلمية، وإلا فإنها ستكون معرضة للسقوط تلقائيا لتعود الكرة بأيديكم .. وإذا فسح المجال لحرية التعبير كضريبة لوجود هذه الصفقة .. فأول أمر يجب أن تفعلوه الاعتصام أمام ميدان الشهداء لاستكمال شروط نجاح الثورة ولفرض شروط قد لا تفرضها الصفقة .. ومنها المحاكمة لمرتبكي جرائم الحرب بحق شعب البحرين .. والدعوة إلى إفراغ الجيش والداخلية من المرتزقة .. والمطالبة بلجنة دولية للنظر في ملف التجنيس وغيرها من الملفات التي يمكنني جدولتها وطرح آليات حلها بشكل قانوني!!

إذن .. حين لا تخلو منكم الساحات وتصروا على استكمال المطالب بعيدا عن أسلوب القوى السياسية في العمل .. تحصنوا ثورتكم وتصلوا بها إلى أبعد مدى يمكن تصوره.. وأسأل الله أن يستغشم النظام ويتم صفقة تعطينا حرية أكبر لمواجهته .. فحينها سيندم على كل الجرائم التي ارتكبها بحقنا .. وبهذا الأسلوب نحصن وحدة الجماهير والموقف ونذهب بعيدا في تحقيق مطالب الثورة، فالساحة مفتوحة وليست مغلقة مع إبرام الوفاق لأية صفقة مع الحكم .. وهذا الميدان يا حميدان يا شباب الثورة .. وأمامكم النموذج اليمني ماثلا أمامكم وكيف أن التسوية مع النظام لم تلغ دور الثوار ولم تسقط مطالب الثورة!!