منتدى استراحات زايد - هل تعود الوفاق إلى الشعب؟

ترى ما سر الدعوات الوفاقية المفاجئة للخروج إلى الشارع، وحاجة المرحلة إلى دماء "فريش" وتضحيات جسام وتشجيع جميع الفعاليات التي يدعو لها الثوار في الشارع، هل هي يقظة مفاجئة أم مطب جديد!!

يبدو لي أن امريكا لعبت لعبتها واستطاعت أن تضع المعارضة الذكية والحكيمة والبعيدة النظر تحت إبطها بالوعود المعسولة بأنهم سيكون أصحاب الجاه والسلطة ولهم الكلمة العليا وسيتخلصون لهم من أي شخص مو عاجبنهم، حتى فرح البعض وظنوا أنهم أصبحوا قرة عين أمريكا وأصبحت أمريكا الخادم الذي يحقق أحلامهم وسيجلب لهم النصر والكرامة بدون تعب!!

يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

ولقاء تلك الوعود المعسولة التي ستحقق للوفاق المجد وللشعب مطالبه "بأقل الخسائر" نفذت الوفاق المطلوب منها فتبرأت من الحراك "المتطرف" وتصدت لأي تصعيد في الشارع وجيشت المنابر وحشدت المحافل وصدحت في الإعلام بأن مطلب الشعب هو "إصلاح" النظام. ثم كان أن انقلبت أمريكا كعادتها وقالت لهم مشوا بوزكم إٍسقاط حكومة ما فيه، تدخل دولي ما فيه، لن نخسر السعودية من أجل أعينكم، إما ترضون بالفتات الذي يقدمه لكم النظام أو تصرفوا معه، ما لينا خص!

وهكذا أسقط في يد الوفاق، للمرة الألف، لكن الحدث هذه المرة جلل والخسارة عظيمة، فقد انتُزعت من بين يد الشعب الفرصة التي فتحتها له السماء ليحقق حريته وينال كرامته.

وهكذا تغيرت النبرة بين عشية وضحاها فصار الناس، بيادق لعبة الوفاق المسيرين بخيوط منابر جمعة الإسلام المقدسة، مطالبين بالخروج إلى الشارع وتنظيم المسيرات وتصعيد الاحتجاجات "السلمية"، مع نغزات من هنا وهناك بوجوب الدفاع المقدس وحرمته!! وبقدرة قادر شاهدنا الملتقى بين الأمس واليوم يمتلئ بمواضيع من محسوبين على الوفاق يدعون الناس للخروج إلى الشوارع ويصورون الشيخ علي سلمان بداعية التمرد على السلطة وتصعيد الحراك الاحتجاجي ضدها!! يا للعجب. تذكر الشيخ علي سلمان فجأة أن هناك شيء اسمه شارع، وتذكر فجأة أن هناك شخصيات معارضة في الخارج، فطار إليهم "موفقاً في حله وترحاله" لإقناعهم بالصفقة الهزيلة التي تبقت بين أيدي هذا الشعب وليطلب منهم أن يقنعوا شارعهم بأن يتنازل ويغض الطرف عن مثالب الوفاق ويضع يده بيد جمهورها لا تطير الطيور بأرزاقها!!

يا شيخنا العزيز، سنقول كدأبنا عفا الله عما سلف، أما دعوة الخروج إلى الشارع فنحن في الشارع أصلاً، قل بالأحرى أدعو نفسي وجمهوري للانضمام إليكم في الشارع، وسنستقبلكم بالأحضان ونرحب بعودتكم إلى محضن الشعب والثورة، وكل ما نرجوه هذه المرة هو أن تتصدر هذه المسيرات بنفسك أنت والشيخ عيسى قاسم والعلماء الذي كانوا مقتنعين حتى الآن بأن أمريكا سترجع لهم حقهم الذي أعطت الضوء الأخضر لسلبه!! انزلوا إلى الشارع وانظروا من يصدقكم الوعد، أمريكا أم الشعب.