![]() |
إستغلال آل ســـــعود لموسمي الحج والعمرة إستغلال آل ســـــعود لموسمي الحج والعمرة http://184.154.47.229/vdcefo8z7jh8zfi.dbbj.html اسلام تايمز - إن سلطة المملكة العربية السعودية على الحجاز بأماكنه المقدسة أعطته قداسة دينية وشرعية سياسية وأسهم التدفق النفطي على المملكة لتبشير بالوهابية داخل المملكة وخارجها فقامت بدعم أنشطة العديد من المؤسسات الوهابية والجماعات ومولت جماعة الأخوان المسلمين في مصر وباقي البلدان المتواجدين فيها كما بنت المساجد في البلاد الإسلامية الفقيرة فوجدت صدى لدعوتها خاصة وأن حجاج بيت الله من العوام يرون توسعات الحرم المكي والمدني اعتقدوا بأن السعوديين يمثلون الإسلام لأنهم لا يعرفون خلفيات المشهد الديني/ السياسي لمذهب المملكة الذي ذاع وانتشر وكان نواة حركات التطرف والإرهاب والقتل على أسس عقائدية . وإذا أضفنا علاقة المملكة التاريخية من حيث النشأة والتكوين بانجلترا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية التي هي العدو الأكبر للإسلام والمسلمين بل لأحرار العالم كله نعلم كيف أن إقام مثل هذه المملكة من خلال هذه الأسرة كان أمرا مخطط له سلفا مع الأخذ في الاعتبار عوامل استحضار كافة العناصر المكونة للمملكة من نشأة ابن عبد الوهاب على يد همفر ومن قبله ابن سعود ندرك أن الهدف الرئيس للإنجليز وللأمريكان كان يهدف إلى احتكار الحرمين الشريفين في يدي موالية لهم ولسياساتهم وبدا واضحا أن المصلحة الوهابية فوق كل المصالح العربية والإسلامية عدا عن تغلغل روح التعصب المسعور في الحياة الداخلية الوهابية إذا بلغ عدم التسامح الديني ذروته حبن قتلت جماعة الإخوان مسلمي الحجاز وأطلقوا النار على وفد الحجاج المصريين وغيرهم . وفي كل أجزاء المملكة مارسة الوهابية محاكم تشله محاكم التفتيش الكنسية وكانت وما تزال التنكيل بمن يخل بالتعالم الوهابية وقد غرم المذنبون وتعرضوا إلى عقوبات بدينة صارمة . وقد شهدت المراحل المختلفة قطع العديد من الرؤوس إما غيلة أو غدرا أو تلفيقا إضافة إلى قطع الأيادي والأرجل والنفي والتعذيب الجسدي والنفسي . وعلى الرغم من مرور زمن طويل على تأسيس ما يسمي المملكة العربية السعودية وعلى الرغم من التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري العالمي ما تزال أحقاد الوهابية تصب مآسيها على غالبية الشعب العربي في الجزيرة العربية وما يزال الفقراء في كثير من مناطقها يعانون الفقر والجهل والمرض وبتعرضون للتنكيل على أيدى من بسمون جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما قيموا المذهب من آل الشيخ وأعوانهم يعيشون حياة أشبه بحياة ألف ليلة وليلة في ظل حلفائهم من آل سعود. لقد حققت الحركة الوهابية الغطاء اللازم للسعوديين الذين كانوا يطمحون لتوسيع رقعة ملكهم واتخذوا من ذريعة كاذبة وهي الخروج على الدين _حجة شرعها لهم ابن عبد الوهاب – ليفتكوا بالناس بعد أن يكفروهم ويخرجوهم من أمة الإسلام . إن الحركة الوهابية اليوم لم تجد من كل ما شرعته سوى الحقد على المسلمين القادمين للحج في مكة والمدينة فراحت تمارس ضدهم كل صنوف الإرهاب النفسي والديني ما ذلك إلا لغاية واحدة وهي إبعاد الناي عن إسلامهم وزرع الكرة فيهم لشعائر الحج والتحسب ليلا ونهارا لتلك الرحلة التي فرضت على المسلمين المستطيعين . إن نظرة واحدة لممارسات جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنبئك أن هناك توجيها وهابيا واضحا لتنفير الناس من الدين الحنيف فهذه الجماعة لا تضم سوى المنفرين الغليظي القلوب وحدادي الألسنة والمتسلحين بالعصى والكلمات القاسية . وفي جميع الأحوال فإن حركة بدأت مشبوهة ستظل مشبوهة وإن حركة زعيمها صنعته الأيدي الخبيثة من الإنجليز لن يخرج منه سوى الخبث والدمار لأمة الإسلام وبلادها . وقد استغلت السلطة السعودية مدفوعة بقناعاتها الوهابية موسم الحج فقامت بالترويج للمذهب الوهابي وذلك بطبع الكتب التي تبشر به وتندد بالمخالفين لهم في توجيهاتهم مثل كتب: الرد على المالكي الصوفي – فتنة التكفير والحاكمية – شرح العقيدة الواسطية – إعادة طبع الكتاب عشرات المرات وتوزيعه مجاناً على المسلمين – فتاوى ابن باز التي تجعل كل المسلمين دونهم مشكوك في صحة إسلامهم – إلى إعادة كتب ابن تيمية المرجع الأول للفكر الوهابى بصفة عامة " كنت قبورياً – الرد على فتنة التيجانية – الخطوط العريضة – العواصم من القواصم " وغيرها . رفض السعوديون رفضاً مطلقاً أي تدخل إسلامي في مناسك الحج من غير شيوخ المملكة ، فشيوخ المملكة هم المرشدون لحجاج بيت الله الحرام والتوجه إلى المسلمين بالفتاوى التي تتفق مع الأيديولوجية السلفية كما يرونها ، كما لم تشهد خطبة نمرة يوم عرفه أى شيخ من خارج المملكة ، علماً بأن معظم خطباء غزة من نسل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولا يكف الخطيب عن الترويج للإسلام الصحيح من وجهة نظره ، أو وجهة النظر الوهابية بصفة عامة. أما المرشدون من الشيوخ لحجاج بيت الله الحرام لا يكفون عن ربط هذه الفتاوى بحرمة الاقتراب من قبر الرسول (ص) بناء على فتوى ابن تيمية الشهيرة التي أوردها في كتابه "التوسل والوسيلة " والتي تنص على أن زائر المسجد النبوي إن كان قاصداً لقبر النبي وليس للمسجد فيه نوع من الشرك ، ورغم أن هذه الفتوى حوكم بها ابن تيمية ، ويرفضها أغلب المسلمين ، إلا أن شيوخ المملكة يحرصون على تطبيقها فيمنعون الاقتراب من القبر الشريف رغم تهافت المسلمين عليه ، وواقعة خطبة الشيخ عبد الرحمن الحذيفى في خطبة الجمعة التي كفر فيها الشيعة علما بأن الوهابيين في هذه المملكة بعدوا أقلية إذع اعتبرنا بالإحصاء العددي ومقارنة هذا مع باقي سكان المملكة من الشيعة (الاثنى عشرية والاسماعلية) وعو الأمر الذي ينذر بحالة احتقان دائمة ووجود مجموعات سكانية تعد بالملايين لا تشعر بالمواطنة ويعاملونها على اعتبارهم مواطنين من درجات متدنية. على العموم فالسعوديون رأوا في أي خلاف فقهي خلاف عقائدي فحاربوا الشيعة والمتصوفة والأباضية في خطب المساجد أثناء موسم الحج ، مما أثار غضب هؤلاء المسلمين ، رغم أن الأمام الخمينى أفتى بضرورة صلاة الشيعة خلف إمام الحرم في مكة والمدينة ، ولكن ذلك لم يشفع لشيوخ المملكة للكف عن نقد وسب الشيعة والمتصوفة باعتبار الأولين من الروافض والآخرين مشركون ، بل ان الشيخ محب الدين الخطيب اعتبر المذهب الشيعي دينا مستقلا كما ظهر في عنوان كتابه " الخطوط العريضة للدين الشيعى " لم يترك نعتا سيئا إلا أطلقه على الشيعة ، كما حاربوا التيجانية والبرهانية والدسوقية والأحمودية وكلها طرق صوفية توحد الله وتأخذ علم التصوف طريقاً إشراقياً معروفاً لكل من سلكوا الطريق الذوقي في العبادة والعزلة، رغم أن الجميع موحدون بالله متمسكون بثوابت الإسلام من الصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام . أدى الاقتصار على شيوخ المملكة كمرشدين للحجاج أنهم لا يكفوا عدد الحجاج الذين يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين ، فمثلاً عند رمى الجمرات في منى يتدافع المسلمون لكي يرموا الجمرات في وقت الزوال دون أن يكون بينهم من يرشدهم على فتاوى أن يظل رمى الجمار حتى لو كان ليلاً فأدى التكدس البشرى إلى حوادث متكررة عند المشاعر المقدسة في منى ، ومنها الحادث الأخير (2005) الذي أدى تزاحم الحجاج إلى مصرع المئات منهم بسبب التزاحم الهائل دون أن يكون بينهم من يقنعهم بأن رمى الجمار يستمر حتى الليل ، ليس ذلك فقط فإن عودة الحجاج في الطرق المؤدية للمشاعر الأخرى وتكدسهم ان تحدث حوادث أخرى مثل حادث نفق المعيصم الذي راح ضحيته مئات من حجاج البيت الحرام ، علماً بأن فتاوى أخرى من خارج المذهب الحنبلى مثل المذهب الشافعى أو الحنفي أو المالكي أو الشيعي الزيدى أو الامامى تستطيع أن تلبى رغبة المسلمين الذين يأخذون بهذه المذاهب ، ويمكنها التخفيف من هذه الحوادث ، ولكن حرص شيوخ المملكة على فرض مذهبهم يزيد من هذه المشاكل الفقهية التي تؤدى إلى كوارث يروح ضحيتها حجاج كثيرون . قامت المملكة بناء على توصيات منظمة المؤتمر الإسلامي بتحديد نسب الحجاج من كل دولة حيث أصدرت المنظمة أن عدد حجاج أي دولة يكون بأن كل مليون نسمة نسبة الحجاج منهم ألف حاج ، وقد صدر هذا القرار بناء على اقتراح سعودي ليقلص عدد الحجاج لأن بعض الدول لا يحج فيها مثل هذا العدد ، ودول أخرى تحتاج إلى أكثر من نسبتها المقررة ، ولكن حكومة المملكة التزمت مع الدول بالنسب التي حددها المؤتمر ، هذا في حالة وجود حجاج ، أما في الدول التي لا يأتي منها حجاج حسب حصتهم فإن المملكة لا تعطى هذه النسب إلى الدول الكبيرة التي يرغب الكثيرون من أبنائها في الحج. قامت وتقوم حكومة المملكة بعدم إعطاء تأشيرات حج للبعض المخالف لها سياسياً أو مذهبياً ، فمنعت الحجاج العراقيين (سبعة آلاف حاج) من الحج ، وزعمت مرة بأنهم فوق حصة العراق ، وعندما ثبت عدم صحة هذا الادعاء ، قالت بأن حكومة العراق تقوم باختيار الحجاج على أسس طائفية واعتبرت شيعة العراق يؤدون الحج أكثر من السنة ، رغم عدم احتجاج السنة ، ورغم صمتها عندما كان صدام حسين يمنع الشيعة من الحج . لقد أدى ذلك إلى وجود نداءات لتدويل هذه الأماكن المقدسة ، وعدم احتكار السعودية للإشراف والتقييم وإعطاء أو منح تأشيرات الحج . الفشل نمط وهابي لبيك اللهم ما لبيك" صيحات مكتومة في قلوب وصدور مئات الآلاف من المسلمين الذين ينوون تلبية نداء ربهم والقيام بأداء أحد فروض الإسلام وهو الحج إلى بيت الله تعالى لمن استطاع إليه سبيلا الحج إلى مكة قبلة المسلمين والوقوف بعرفة وزيارة الأماكن المقدسة ومنها قبر سيد البشرية سيدنا "محمد" صلاة الله وسلامه عليه وعلى آله ولكن سلطات آل سعود الوهابية تقف في كل سنة حائلا دون تحقيق أماني هؤلاء المسلمين خاصة من العرب والأفارقة والآسيويين الذين لا يؤمنون بالمذهب الوهابي وتمنعهم من أداء هذه الفريضة الواجبة من خلال تحديدها لأعداد الحجاج بدعاوي ومزاعم لا أساس لها من الصحة ومن المؤكد إن تحديد آل سعود لعدد الحجاج هو اختراع استخباراتي سعودي – أمريكي – لأحكام السيطرة الأمنية على الحجاج خوفا من أية تظاهرات سياسية عالمية ضد نظام آل سعود مثلما حدث في المواجهات مع الحجاج الإيرانيين في الثمانينات بيد ان السلطات السعودية تحاول الترويج لموضوع تحديد الأعداد على أساس أن تحديد عدد الحجاج مبعثه الازدحام وصعوبة التعامل مع الحشود غير صحيح وغير واقعي لأن الطاقة الاستيعابية للحج تزيد عن خمسة ملا بين علما بأن هذا التحديد لا يشمل غير العرب . لا يقبل النظام السعودي أي انتقاد علي طريقة تعامله مع ضيوف الرحمن، فإن دهس الحجاج في دهاليز مكتظة او اشتعلت النيران في خيامهم او فتكت فيهم الاوبئة المعدية او تأخرت طائرات الخطوط الجوية السعودية في إيصالهم إلى غايتهم في الوقت المعين او انهارت علي رؤوسهم المباني، يفسر هذا عادة علي انه قضاء وقدر يجب علي هؤلاء الحجاج ان يتقبلوه ويشكروا خالقهم علي ميتة قريبة من بيت الله الحرام خاصة خلال تأدية فرض من اهم الفروض الدينية. وعلي خلفية الكوارث الصغيرة والكبيرة والتي ترافق موسم الحج تكتظ الصحف السعودية وشاشات التلفاز وتختنق المنابر الإعلامية من كثرة ترديد الشكر والثناء والامتنان لمن نصب نفسه حاميا للحرمين. هذه المسرحية السنوية تكررت هذا العام كالعادة رغم انهيار مبني غير مرخصة له باستقبال الحجاج حسب المصادر الرسمية مما ادي الي مقتل عشرات الحجاج. جاءت بشكل عاجل الخطابات التي شرحت ظروف الانهيار إذ انه ارجع إلى كون هذا المبني من مبانٍ يتجاوز عمرها الأربعين سنة. ومن المستغرب انهيار مبني كهذا خاصة اننا نعلم ان في العالم مباني يزيد عمرها علي المئات من السنين دون ان تتهاوي علي رؤوس أصحابها. مأساة عشرات بل ربما مئات الحجاج الذين زهقت ارواحهم بسبب انعدام الرقابة السعودية وتفشي الانتهازية بالإضافة إلى الركض وراء الربح السريع الذي أدي إلى استغلال هذا الموسم الديني بشكل مفضوح وقبيح من قبل الطامحين للثراء السريع ولو علي حساب ضيوف الرحمن ترجع إلى هذه العوامل وليس إلى عتق المبني المنهار. يشترك النظام مع تلك الشريحة الاجتماعية المستغلة للحج في ترويج ما يسمي بالسياحة الدينية وهو مصطلح جديد بدأ يطل علينا خاصة بعد فشل مشاريع النظام السياحية الترفيهية والتي بدأها في منطقة عسير. من هذه المشاريع مشروع انخراط المتحف البريطاني في مهمة ترويج السياحة الأثرية وجلب السياح الأجانب إلى السعودية من اجل تعريفهم بالآثار القديمة خاصة مدائن صالح وغيرها من المناطق ذات الأهمية السياحية. لم يكتب لهذا المشروع النجاح المتوقع خاصة وانه تزامن مع أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والتي استغلتها بعض المصادر الإعلامية لتصور السعودية وخاصة منطقة عسير وكأنها معقل الإرهاب. ورغم ان احد المسئولين في المتحف البريطاني كان قد تصدر الرحلات الأولي إلا أنهم اضطروا للتخلي عن المشروع بعد مدة قصيرة. وحسب رأي احدي المشرفات علي مشروع السياحة السعودية في لندن لا تزال البلد وسكانها غير متهيئين للمشاريع السياحية حسب معايير الغرب، اذ ان معظم السياح تململ من القيود المفروضة عليهم ومن الخطاب الدعائي الذي روجه المرشد السياحي الذي اصطحب المجموعة الأولي من السياح. بعد فشل مثل هذه المشروعات السياحية نجد النظام يلتفت إلي أقدس الأماكن وأطهرها ليحوله الي مشاريع تستغل من قبل الانتهازيين والذين تربوا علي أسلوبه في التعامل مع الفرص القليلة. وهو بذلك يكرس ممارسات عمرها من عمر الدولة السعودية. هذه السنة لم يكن انهيار مبني الحجاج في مكة المكرمة الحادثة الوحيدة خلال هذا الموسم. جاءت عملية تفريق الحجاج اللبنانيين حسب مصادر اعلامية عربية ليلة السبت 6 كانون الثاني (يناير) بطريقة فجة قبيحة عندما بدأ هؤلاء يرددون شعارات تدين إسرائيل والولايات المتحدة لتسطر بالخط العريض ملامح سياسة النظام السعودي في بلاد الحرمين. يدين النظام هؤلاء الحجاج لانهم حسب رأيه يستغلون شعائر الإسلام لغايات سياسية بحتة كرفض مخططات الدولة الصهيونية والسياسة الامريكية. وهذا الخطاب السعودي ليس بالجديد اذ انه استعمله في السابق ضد الحجاج الايرانيين الذين كانوا دوما يهتفون شعارات ضد اسرائيل والولايات المتحدة. كانت المواجهة في السابق مع بعض هؤلاء تؤدي إلى العنف والقمع. فمع مظاهرة اللبنانيين السلمية يظهر لنا مدي تناقض النظام السعودي وازدواجيته فما هو حرام علي حجاج لبنان او الإيرانيين من قبلهم حلال عليه، فهو الوحيد الذي يحق له استغلال موسم الحج لكسب بعض الأهداف السياسية البحتة خاصة عندما يحاول هذا النظام ان يبني شرعيته الدينية علي اكتاف الحجاج فيظهر نفسه وكأنه الام الحنون والاب الحامي والعين الساهرة علي راحة ضيوف الرحمن. مع الاسف هذا الخطاب الدعائي السياسي اولا واخيرا لم يصمد امام جثث الحجاج التي دهست في مبني مكة بعد انهياره بشكل قوي. وكيف يهتف الحجاج المسلمون بشعارات ضد اسرائيل بينما لا حرج في استغلال منابر مكة طيلة السنة للدعاء لولي الامر والاشادة بانجازاته. السياسة في مكة حرام لغيره وحلال له. ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل نري النظام يلقي التهم علي يمينه ويساره ويسمي من استغل الموسم هذه السنة اذ انه يأخذ علي الجعفري مثلا انتهازيته واستغلاله لقضية الحجاج العراقيين الذين لم يصلوا هذه السنة بل ردوا الي ديارهم من قبل السلطات السعودية من اجل تغطية مآزقه المحلية وما اكثرها في عراق اليوم. ولكن يجب ان نعترف ان انتهازية الجعفري لا تختلف اختلافا جذريا عن انتهازية النظام السعودي تاريخيا او حتي في يومنا هذا. وان كان الجعفري وامثاله قد جاء الي العراق علي ظهر دبابة امريكية لا يجب ان ننسي ان النظام السعودي نمي وترعرع في احضان القوة العظمي بريطانيا في بداية القرن العشرين. وان كان الجعفري مدينا للقوات الأمريكية الغازية التي أوصلته إلى قلب المنطقة الخضراء من خلال انتخابات حمتها قوات الاحتلال فحامي الحرمين هو أيضا مدين للقوات الأمريكية والتي أجلت سقوطه عام 1995 بعد ان محت قوات صدام دولة الكويت ووقفت علي مشارف حقول النفط. علي النظام السعودي ان لا يزايد علي الجعفري وحكومته إذ ان من كان بيته من زجاج عليه ان لا يرشق الاخرين بالأحجار. وفي عصر يتسابق فيه الزعماء العرب وما يسمي بالنخب الحاكمة الي موالاة القوي العظمي وكسب رضاها مقابل كسب الوقت والبقاء علي الكراسي، لا يسعنا الا ان ننظر بروح الفكاهة والنكتة لمسرحية تراشق التهم بشكلها الحالي بين النظام العراقي ونظيره السعودي ونجد انفسنا مشاهدين لحالات متساوية في مدي انخراطها في مشروع واحد منطلق من نفس المصدر والمنطق. يستغل النظام السعودي موسم الحج كما استغله غيره من الزعماء العرب والمسلمين ولكن النظام السعودي له خصوصيته الفذة. نراه دوما يحاول ان يزايد علي اسلام الاخرين فهو فقط بحكمته الحامي لهذه البقعة المباركة من ظهور ما يسميه هو وعلماؤه بالشرك المختلف الانواع والاشكال. خلال موسم هذه السنة تم القاء القبض علي عالم دين عراقي يحمل الجنسية الايرانية بعد ملاسنة وعراك مع احد اعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. جاء الاعتقال بعد ان اصر هذا العالم علي اقامة الصلاة علي التربة الحسينية ادت الي مشاجرة انتهت بالسجن. وبعد توسط القنصلية الايرانية يبدو ان الهيئة اطلقت سراح هذا العالم. هذه الممارسات يستغلها النظام ليبين ليس فقط للشارع المحلي المحتقن من انفتاح النظام والذي بدأت ملامحه تظهر بشكل جلي للشعب السعودي بل للعالم الاسلامي بأجمعه مدي التزامه بالتوحيد وحربه الدائمة علي الشرك ومظاهره ومدي صفاء عقيدته وممارساته هو. مرة اخري تظهر لنا الانتقائية والازدواجية السعودية. فبينما يتململ الشارع السعودي من تفشي الفساد الاخلاقي وانعدام الامن الاجتماعي وانتشار السحر والشعوذة في طول البلاد وعرضها، نجد الهيئة مشغولة بمراقبة عالم العراق الشيعي. نجحت هذه الهيئة خلال اكثر من سبعة عقود في ترويج نمط كاريكاتوري للاسلام ولم تستطع ان تقضي علي انحراف المجتمع وكذلك القضاء علي الممارسات التي توصف عادة بالشركية. ولكنها شوهت صورة الاسلام ورسالته من اجل ان تحافظ علي مظاهر الدين فقط والتي يعيش بها النظام السعودي شرعيته. لماذا لا تعترض هذه الهيئة علي الصور المعلقة في الشوارع والمدن والتي تظهر تسلسل ولاة الامر وتزخرف الارصفة وخلفية السيارات والمباني العامة. نعرف بالطبع موقف الهيئة من مثل هذه الصور الوثنية والتي لم تسلم مكة نفسها من وجودها ولكنها تمر امام صور الملوك دون ان تسجل اي اعتراض ولو معنوي. عجبا لهذه الهيئة التي تحرم علي حاج شيعي الصلاة في موقع يختاره وبالطريقة التي تعود عليها ورسختها ثقافته المحلية بينما تحلل ان يتصبح المواطن في بلاد الحرمين ويتمسي ببورتريهات ولي الامر ذات الحجم الكبير. هذه البورتريهات تصطف علي الشوارع كالعين المراقبة لها نظرة حادة تختلط بالاكراه ولها بسمة صفراوية تتجاوز ابعادها تلك المرتبطة بالموناليزا في متحف اللوفر الفرنسي. لقد تحولت المدن السعودية الي متاحف اثرية من كثرة ما اصطف علي جدرانها من صور قديمة وحديثة لولاة الامر. فقد تحولت المؤسسات والمرافق العامة والمباني والمطارات الي قاعات عرض لصور اشبه ما تكون بالاصنام التي تذكر المرء وتحفر في مخيلته صور الحاكم خوفا من ان ينتاب المحكوم نوع من فقدان الذاكرة يوما ما فينسي من هو الاب. اما آن لهذه الهيئة ان تنشغل بتنظيف بنيها اولا من انواع الشرك المزعوم قبل ان تنقض علي حجاج بيت الحرام؟ اليس لها من المشعوذين المحليين ما يشغلها عن التعرض للمسلمين القادمين من خلفيات ثقافية وحضارية قد تختلف بعض الشيء عن الثقافة المحلية؟ الا تعلم هذه الهيئة ان الاسلام انتشر وازدهر ليس بسيفها او سيف ولي امرها بل بقوة هذا الدين علي احتضان واستيعاب الاختلاف والتعددية الثقافية لمجتمعات وحدتها كلمة القرآن وفرقتها العادات والتقاليد. فتأقلم الاسلام مع هذه الثقافات وتأقلمت معه ونتج عن ذلك حضارة ثرية واختلاف اثنت عليه السيرة النبوية. ومهما شهرت الهيئة من سيوف لن تستطيع ان تقضي علي هذه التعددية ولكنها فقط تقوم بأداء دورها في المزايدة علي اسلام الاخرين لتكسب بذلك مكاسب كان النظام قد بدأ بخسارتها امام جمهوره المحلي والذي يتطلب مثل هذه التصرفات المشينة. نتساءل لماذا لم تغر الهيئة علي الاسلام عندما دنس قرآنه في معتقلات الولايات المتحدة كما غارت عليه من التربة الحسينية ؟ لماذا لم تستشط بالغضب علي فن الاستهزاء بإعلام الإسلام وأولهم الرسول (صلي الله عليه وسلم) في بلدان أوروبية عن طريق الرسم والكاريكاتور ام انها لا تستقوي إلا على الضعيف ولا تتسلق الا الجدران القصيرة؟ لماذا لا تهتز مشاعرها من إعلانات الفضائيات الممولة من قبل النظام السعودي والتي تردد ليلا نهارا مواعيد برامجها الراقصة الساقطة وتصر علي ان هذه البرامج ستأتي للمشاهد العربي علي توقيت مكة المكرمة ؟. قبل ان يبدأ المشروع الوطني العظيم الهادف الي الحوار مع الاخر يجب علي الهيئة ان تراجع برنامجها ولتتوقف عن صب جام غضبها علي الحاج المسلم والمواطن البسيط بينما تبقي علية القوم خارجة عن نطاق عملها واختصاصها. لتلتفت هذه الهيئة الي من فتك بالمجتمع وفك روابطه وابتلاه بجميع آفات العصر الحديث ولتصرف اهتمامها بأمور تتجاوز المزايدة علي المسلمين ودينهم وممارساتهم خدمة لولي الامر الذي ربط شرعيته منذ القدم بمقولة حرب الشرك والمشركين. التوحيد ليس مسابقة تحت جناح هذا الامير او ذاك وكذلك هو ليس جائزة تفرق علي الفائزين. كذلك التوحيد ليس هرولة بثياب قصيرة وعصي طويلة محصنة بعسكر الامام. بل هو عقيدة ثابتة يشترك فيها اهل القبلة علي اختلاف طوائفهم ومذاهبهم رغم انف النظام والهيئة معا. لم يحصر التوحيد يوما ما بطريقة واحدة او وقفة خاصة في الصلاة كذلك لا يقيد التوحيد بالايدي المكتفة او المسدلة او بقبر يمسح ويسوي ترابه او بقبة تبني عليه. التوحيد ابعد من هذا بكثير. استغلال موسم الحج سياسيا من قبل النظام له وجوه متعددة. وما عمل الهيئة الا احد هذه الوجوه. ضيوف الرحمن سيظلون ضيوف البيت العتيق ولن يستطيع النظام ان يخلط الاوراق ويعتبرهم ضيوفه هو. هؤلاء الحجاج يأتون علي حسابهم الخاص ويدفعون ما جنته ايديهم من اجل اكمال دينهم وتحقيق حلمهم واي خدمات يقدمها النظام السعودي لا تأتي بلا ثمن فهو وشريحة كبيرة من المستثمرين يحصدون الأرباح الطائلة من خلال اجارات للعقارات التي يستأجرها الحجاج والخدمات التي يشترونها. واقل ما يقال في هذا الموضوع ان امن وسلامة الحجاج هو مسؤولية من يدعي خدمة بلاد الحرمين. ومن الواجب ان لا تسلط سيوف الهيئة علي هؤلاء او تقيد حريتهم الفكرية في سبيل ارضاء النظام السعودي ومن يقف خلفه. ان كان النظام قد تمرس في استعباد من ولدتهم امهاتهم أحراراً في الداخل السعودي وفرض نمط تعبدي واحد احد عليهم فهذا لا يبرر تعميم الاستعباد علي المسلمين في شرق الأرض ومغاربها واستغلال موسم الحج لممارسة هذا النمط من العبودية. هل يهدم آل سعود قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه وآله السلام )؟ اطلع الجميع على فتوى كبير علماء السوء في مملكة آل سعود والتي يبيح فيها هدم الابنية والأضرحة التي تعتلي القبور وخصوصا قبور العترة وال البيت عليهم السلام و الابنية التراثية والتي يقول فيها ياحبذا لو يذكر تاريخها وكيفية بنائها قبل هدمها وبعد النسف . وهنا سأعيد نشرها لمن لم يطلع عليها سابقا كملحق اسفل المقال ولمن يطلع على هذه الفتيا المفتوحة المدى والكيفية والمستندة إلى قول لرسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم والقول بالطبع لابن جبرين اللعين ولملته الباغية وسلفه العتيد وهذا القول المنسوب لنبي الرحمة يقول " لا تدع صورة الا طمستها , ولا قبرا مشرفا الا سويته ". ويدعي هذا الضال ان مبرراته هي ان من يعتقد بان هؤلاء الأولياء والشهداء إنما يعتقدون بجهل حينما يدعون ان لهؤلاء الذين في تلك القبور من شهداء وصالحين جاه عند الله او كرامة او أنهم يشفعون لمن في الأرض من المؤمنين وهنا أضع خط تحت هذه العبارة التي تقول أن لاجاه او منزلة للشهداء عند الله والتي ذكرت في نص فتوى ابن جبرين مفتي ديار ومملكة آل سعود وهذا الأمر يحتاج لوحده رد ولن أرد بحجتي الخاصة ولا بروايات وردت في كتب الرافضة وأسانيدهم بل سارد بسنته وبكتبه وبالطبع بما ورد أيضا في كتاب الله من تفضيل للشهداء وتكريم ومنزلة يغبطهم عليها من هم في الأرض ولكي اثبت لأهل السنة بالذات ان ما يقوله هذا الضال المنحرف الفاسق البعيد عن دين الله وسنة رسوله يخالف السنة التي يؤمن بها ابن جبرين ذاته ويدعيها والتي تقول كما ذكر ذلك القرآن الكريم وسنة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم : إليكم ما ورد في كتب السنة وأيضا ما ورد من آيات قرآنية تتكلم عن فضل الشهداء من عامة المؤمنين فكيف بمن هم في منزلة آل البيت أو منزلة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وسلم : الشهيد في القرآن ....... وردت آيات كثيرة في فضل الشهداء عند الله سبحانه وتعالى نقتطف منها ما يلي .... (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً( الأحزاب : 23 او. قوله تعالى : ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [النساء : 69 وقوله سبحانه : ] وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ [الزمر : 69 . وقوله تعالى : ] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [الحديد : 19 ويقول الله سبحانه وتعالى : ] إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ [ ( التوبة : 111 ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ [ ( آل عمران : 169-171 ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ [ ( البقرة : 154 ويقول : ] وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [ ( محمد : 4-6 . اما منزلة الشهيد في السنة النبوية الشريفة وكما ورد في جميع كتب اهل السنة .. ورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الشهادة والشهداء في سبيل الله نذكر منها : قال صلى الله عليه وسلم : " القتلى ثلاثة رجال ، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل ، ذلك الشهيد الممتحن ، في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة . ورجل مؤمن قرف [2]على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فتلك مصمصة [3] مسحت ذنوبه وخطاياه ، أن السيف محاء للخطايا ، وأدخل من أبواب الجنة شاء ، فإن لها ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أسفل بعض . ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فذلك في النار ، إن السيف لا يمحو النفاق " . ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض بيدا ، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها " . قال صلى الله عليه وسلم : " ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها إلا الشهيد ، لما يرى من فضل للشهادة ، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى " . قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي - أو قال : على الناس - لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ، ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحوه ، ولوددت أني أقاتل في سبيل الله ، فأقتل ثم أحيا فأقتل " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد ، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات " . قال صلى الله عليه وسلم : " لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في جواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مطعمهم ورأوا حسن منقلبهم ، قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما أكرمنا الله به ، وما نحن فيه ، لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عند الحرب . فقال الله : أنا أبلغهم عنكم " ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً [ ( آل عمران : 169 . اما منزلة الشهيد في آثار الصحابة : عن عبد الله بن عمر أنه قال : ( الناس في الغزو جزءان ، فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله والتذكير به ، ويجتنبون الفساد في المسير ، ويواسون الصاحب ، وينفقون كرائم أموالهم ، فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم ، وإذا كانوا في مواطن القتل استحيوا من الله في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في قلوبهم أو خذلان للمسلمين ، فإذا قدروا على الغلول ، طهروا منه قلوبهم وأعمالهم ، فلم يستطع الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم ، فبهم يعز الله دينه ، ويكبت عدوه . وأما الجزء الآخر ، فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكير به ، ولم يجتنبوا للفساد ، ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون ، وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما وحزنهم به الشيطان ، فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع الآخر الآخر والخاذل الخاذل ، واعتصموا برؤوس الجبل ينظرون ما يصنع الناس ، فإذا فتح الله للمسلمين ، كانوا أشدهم تخاطبا بالكذب فإذا قدروا على الغلول ، اجرءوا فيه على الله ، وحدثهم الشيطان أنها غنيمة ، أن أصابهم رخاء بطروا وأن أصابهم حبس ، فتنهم الشيطان بالعرض ، فليس لهم من أجر ، المؤمنين شيء غير أن أجسادهم مع أجسادهم ، ومسيرهم مع مسيرهم ، دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله يوم القيامة ثم يفرق بينهم .. روى ابن المبارك عن شعبة عن السدى عن مرة قال : ( ذكروا عن عبد الله قوما قتلوا في سبيل الله ، فقال : أنه ليس على ما تذهبون وترون ، أنه إذا التقى الزاحفان نزلت الملائكة ، فتكتب الناس على منازلهم ، فلان يقاتل للدنيا ، وفلان يقاتل للملك ، وفلان يقاتل للذكر ، ونحو هذا ، وفلان يقاتل يريد وجه الله ، فمن قتل يريد وجه الله ، فذلك في الجنة. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : والله إن من الناس ناساً يقاتلون ابتغاء الدنيا ، وإن من الناس ناساً يقاتلون أن دهمهم القتال ، ولا يستطيعون إلا إياه ، وإن من الناس ناساً يقاتلون ابتغاء وجه الله أولئك الشهداء ، وكل امرىء منهم يبعث على الذي يموت عليه ، وإنها والله ما تدري نفس ما هو مفعول بها ، ليس هذا الرجل الذي قد تبين لنا أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما استشهد الشهداء بأحد ، ونزلوا منازلهم ، رأوا منازل إناس من أصحابهم لم يستشهدوا وهم مستشهدون . فقالوا : فكيف بأن يعلم أصحابنا ما أصابنا من الخير عند الله ، فأنزل : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [ إلى آخرها ( آل عمران : 169 اما في فضل الشهيد ومكانته فقد ذكرت كتب اهل السنة ان .. للشهداء فضل عظيم ومكانة رفيعة ، فإذا كان الله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين ، فما بالنا بفضل الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله ولقد أوضح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المكانة العالية التي أعدها الله سبحانه وتعالى للشهداء في الجنة ، إذ جعل أرواحهم في جوف طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت . يقول صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوا الفردوس فأنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، قال : وفوقه عرش ومنه تفجر أنهار الجنة " ويقول الله سبحانه وتعالى : ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [ ( النساء : 69 وهكذا فقد بين الله سبحانه وتعالى منزلة الشهداء إذ جعلها برفقة النبيين والصديقين لأن الشهداء أدى بهم حرصهم على الطاعة ، والجهد في إظهار الحق أن بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله ولذلك جعل الله مكانتهم في الجنة مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وإذا كان للشهداء فضل عظيم ومكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى إلا إنهم ليسوا جميعا في درجة واحدة بل تتفاوت درجاتهم حسب ما قاموا به من تضحيات أثناء القتال ، وحسب شعورهم الذي كان يخالجهم قبل الاستشهاد وموقفهم من الحرب التي استشهدوا فيها فالمتردد أدنى مرتبة من المقدام ومن يرغب في أن يقتل ويقتل أعلى مرتبة ممن يرغب في أن يقتل ولا يقتل ، وهكذا فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشهداء ثلاثة فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج مسودا بنفسه ورحله لا يريد أن يقتل ولا يقتل أتاه سهم غرب فأصابه . قال فأول قطرة تقطر من دمه يغفر الله بها ما تقدم من ذنبه ، ثم يهبط الله جسدا من السماء فيجعل فيه روحه ، ثم يصعد به إلى الله فما يمر بسماء من السموات إلا شيعته الملائكة حتى ينتهي به إلى الله ، فإذا انتهي به إليه وقع ساجدا ثم يؤمر به فيكسى سبعين زوجا من الإستبرق ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : كأحسن ما رأيتم من شقائق النعمان . وحدث كعب الأحبار ، عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كأحسن ما رأيتم ، ومن شقائق النعمان ثم يقول : اذهبوا به إلى إخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم . فيؤتى به إليهم في قبة خضراء في روضة خضراء عند باب الجنة " .. إلى أن يقول : " فإن هذه الأدنى من الشهداء عند الله منزلة " .. وإن الآخر رجل خرج مسودا بنفسه ورجله ، يجب أن يقتل ولا يقتل أتاه سهم غرب فأصابه فذلك رفيق إبراهيم خليل الرحمن يوم القيامة تحك ركبتاه ركبته ، وأفضل الشهداء رجل خرج مسودا بنفسه ورحله يجب أن يقتل ويقتل . وقاتل حتى قتل قصعا فذلك يبعثه الله يوم القيامة شاهرا سيفه يتمنى على الله لا يسأله شيئا إلا أعطاه إياه " . ولقد رفع الإسلام قدر الشهداء وأعلى مقامهم لأنهم مدافعون عن الحق يقول ربنا تبارك وتعالى : ] وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ [ ( آل عمران : 146-148 ..... انتهى ولم تنتهي القصة و الخزي .. فهل بعد هذا الذي أوردته من القران وسنة ابن جبرين لا يبقى من جاه وكرامة للشهداء أذن الأمر يعني أما أن السنة في ضلالة او ضل الوهاب وعلمائهم علماء السوء وعلى رأسهم ابن جبرين وفسق لأنه يجاهر بما يخالف الله وسنته ويفتي ولا يعمل بفتياه في مملكته والدليل ذلك قبر رسول الله يعلوه بناء وصرح يشابه ما نسف في سامراء لضريح وقبة قائمة على قبر أحفاده عليه وعليهم روحي لهم الفداء أفضل الصلاة والسلام .. وعليه أصبح طمس وتهديم وتسوية قبر رسول الله ومن في جانبه من الصحابة واجبا إسلاميا – كما ذكر كبير علماء مملكة آل سعود ابن جبرين " لا تدع صورة إلا طمستها , ولا قبرا مشرفا إلا سويته " وعليه أصبح طمس وتهديم وتسوية قبر رسول الله ومن في جانبه من الصحابة واجبا إسلاميا يجب تنفيذه بدون تأخير وباي وسيلة كانت فان لم يكن بالإمكان تهديم البناء الذي يعلو قبر رسول الله والصحابة بالمعول فبالتفجير او النسف كما قيض للمجاهدين ان يفعلوها باثنين من أحفاده في سامراء قبل عام وتكرر الأمر قبل يومين من تاريخ نشر هذا المقال ومن هنا ندعوا كل من يحج إلى المملكة حاجا أو معتمرا ان يجلب معه معولا أو عبوة ناسفة أو صاروخ كاتيوشا ليتبرك بهدم قبر رسول الله والصحابة المجاورين له ولكي يدخل الجنة بعدها من أوسع ابوابها والعاقبة للمنفذين الحسنى وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا وجور عين وولدان مخلدون وانهار من خمر ولبن وعسل ..ولمن لم يطلع عليها ارفق لكم هذه الفتيا التي تبيح لأكثر من مليار مسلم حلية وشرعية هدم قبر رسول (الله صل الله عليه وعلى اله وسلم) والضمانة له الجنة من قبل العلامة المسدد والشامخ المؤيد والفقيه الارشد ابن جبرين المتواجد في بلاد الحرمين والمدعوم من قبل آل سعود وبقية علماء الدين في أقدس بلاد المسلمين والمجاور طوال عمره لقبر سيد العالمين ولكنه لا يمتلك معولا أو عبوة ناسفة لينفذ فتواه. ما العمل ؟؟ في ظل هذه الفوضى وهذا الضلال والدور التخريبي والاستغلال السيء من قبل آل سعود ومن عاونهم للمشعر الحرام ومقدسات المسلمين يطرح جميع المخلصين سؤالاً كبيراً بحجم هذه الفوضى وهذا الاستغلال المغرض وبحجم هذه الفوضى وهذا الاستغلال المغرض وبحجم عظم المشعر الحرام الجميع يقول ما العمل وما الحل ؟؟ ربما جاءت الإجابة في أحد المدونات المنسوبة لرجل مغربي يدعى (محمد سعيد احجيوج) كتب في مدونته بتاريخ 27/12/2006 يقول : ماذا لو أن مدينة مكة المكرمة تصبح دولة مستقلة ذات سيادة كاملة تماما مثل دولة الفاتيكان ؟ هو مجرد تساؤل لا أدري شيئاً عن إمكانية تنفيذه ولا سبل تطبيقه لكني أتصور أن إيجابيات ذلك ستكون كثيرة على الأقل سيتم في هذه الحالة الفصل بين (الدين)وبين (السياسات الخارجية). مثلاً السعودية الآن مهددة بسبب مواقفها السياسية بكثير من العمليات "الإرهابية" هذه العمليات يمكن أن تطال الحجاج أيضاً يمكن لقوى خارجية تدبير مثل تلك العمليات الإرهابية لأجل تمرير قرارات سياسية (أو عسكرية ) معينة مثل فرض هيمنة أكبر للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي والتعمق أكثر فأكثر في الداخل السعودي . لو أن (مكة) ستكون دولة مستقلة وبالتالي محايدة تماما فإن الحجاج إلى بيت الله الحرام سيكونون في آمان تام وأيضاً الدخول إلى مكة سيكون أسهل بعيداً عن حساسيات أمنية . كذلك سيسهل في هذه الحالة توحيد القرارات الإسلامية وستصير مكة مركزاً للثقافة الإسلامية وللمعاهد الدينية . دولة (مكة) يمكن تسييرها إداريا بنظام قريب من نظام البابوية واقتصاديا ستكون هناك مساهمات محددة تدفعها الدول الإسلامية . هذه مجرد فكرة خطرت على بالي الآن فجأة فكتبتها مباشرة أدري أنها مجنونة فما رأيكم أنتم ؟ هذا السؤال الذي طرحه (أحجيوج) ومن قبله فكرته الت عبر عنها في جرأة عجيبة ربما هو نفسه لم يدرك أن ردود الأفعال والقيل والقال على هذه السطور القليلة لن يبلغ أكثر من معلق أو اثنين وربما يمر عليها البعض دون تعليق بيد أن هذه التعليقات قد تجاوزت الثلاثن تعليفا مما يجعلنا نقف أما هذا الأمر . يمكن من خلال هذه المدونة وما كتبه صاحبها ومن خلال التعليقات أن ندرك أن أمر استغلال الحرمين الشريفين ومدى ما يتعرض له زوار وحجاج بيت الله الحرام أصبح ضمن الهم العربي والإسلامي العام مثل القضايا العربية والإسلامية الكبرى التي أصبح يشارك فيها الجميع بالقول والفعل وبالنضال السياسي وربما عبر المقاومة المسلحة . وهذا الأمر له عدة دلالات أولى أن آل سعود وعمالهم الوهابيين قد بلفوا مبلغا من السوء أصبح من العسير والعسير جداً تجاوز سلوكهم الثاني أن الجريمة السياسية ونعني بها جريمة اغتصاب واستحواز والاستيلاء على الحرمين الشريفين جريمة لم تسقط بالتقادم وأن الذي يفتح ملف هذا الاستيلاء هم العوام قبل الخواص من الساسة والنخب الفكرية والثقافية . الملاحظة الأخيرة أن الأمة جميعاً أصبحت على المحك وقد لأصبحت أمام استحقاق لن تغفره الجماهير في الوقت الراهن ولا التاريخ لاحقا هذا الاستحقاق يتمثل في عودة الحرمين الشريفين ملكا للأمة وليس محلا لاستغلال آل سعود يروجون من خلاله كل المشاريع المناهضة للأمة ويمنعون أي سلوك يخالف هذه المشاريع ومن يتجاوز ذلك فعاقبته وعقابة شديدين من جلاوزة النظام السعودي _ الأمريكي _ الوهابي . والله أعلم ،،، / انتهت المقالة / |
الساعة الآن 01:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir