منتدى استراحات زايد - ثقافية الوفاء: السلمية وترك الدفاع عن النفس

مقالات ( الحسين صمود ونصر ) الهيئة الثقافية لتيار الوفاء الإسلامي

السلمية وترك الدفاع عن النفس
بسم الله الرحمن الرحيم

من الواضح في فكرنا الديني أن من صفات المسلم المسالمة وعدم الأذى، يقول أمير المؤمنين عليه السلام " فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق . ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب" إلا أن هذا لا يعني أن هذا حكم مطلق كما هو من واضحات الدين وكما يشير إليه هذا الكلام من أمير المؤمنين(ع) حيث قيد قوله بقوله ( إلا بالحق) أو ( إلا بما يجب) يعني توجد حالات يكون فيها الأذى حقا وواجبا ، فلو أن مسلما قتل مسلما متعمدا مثلا ففي هذه الحالة هل يصح لنا أن نقول علينا ترك إقامة القصاص على هذا المسلم، لأن المسلم سلمي؟ أليس هذا ترك للواجب الشرعي! وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة في الدين.
المسيحية المنحرفة روجت لفكر السلمية بالشكل السلبي الذي يعني لزوم ترك كل اشكال معارضة النظام الفاسد، وإنه إذا صفعك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر! حتى لو كان ظالما! وكان نشر هذه الفكرة على غرار فكرة الجبر التي نشرها معاوية ليبرر سلطانه الظالم، يقول الإمام الخميني(ق):
"هؤلاء منطقهم الرشاش، ومنطقنا نحن السكوت! يجب أن نسكت؟ ليس هناك حل! منطق أولئك هو الصفع، ومنطقنا هو تلقّي الصفعات! لينسبوا إلى عيسى (ع) أنه قال: "إذا صفعك أحدهم على الخد الأيمن، فأعطه الخد الأيسر". ونحن لا نريد الإعتقاد بعيسى (ع) إذا كان كذلك. ولا شك أنّ عيسى (ع) لا يقول مثل هذا الكلام. فهذا هو منطق الكسالى. عيسى (ع) نبي عظيم، فمَن بدأ بالتكلم في مهده؟ وبعث نبياً في المهد ـ حسبما أخبرنا به القرآن؟ ـ مثل هذا الكائن لا يتكلم كلام الكسالى! لا يتكلم كلام الضعفاء، ولا يقول بأنّ أحداً لو صفعك على هذا الجانب فعليك أن تعطي الجانب الآخر. إنّ هذا هو كلام أولئك المنتسبين لعيسى (ع)، وهؤلاء ليسوا عيسويين. إنهم ينسبون أنفسهم إليه، هؤلاء الأشخاص قاموا بهذا العمل للتلاعب بهؤلاء العيسويين وهؤلاء الكاثوليك، وقد صدّق أولئك الحمقى بهذه الأقوال، لذا فهم لا يقومون بأية فعالية ضد حكومتهم، وبنفس الطريقة فإنّ هناك أشخاصاً بيننا يقولون بأنّ علينا طاعة أولي الأمر مهما كانت سلوكاتهم، ومهما كانوا سيئين، أولوا الأمر بمعنى الظالمين! ويجب عدم التكلم مع الظالم، حسناً إذاً لماذا الإمام الحسن (ع)؟ لماذا عارض الإمام الحسين (ع) أولي الأمر؟ كان أولو الأمر آنذاك هم يزيد وأمثاله".