![]() |
من الالطاف الربانية على الثورة البحرانية ثمة أمور حصلت خلال عمر ثورتنا المباركة تقودنا نحو النصر المؤزر ، وكأنما يريد الله عزوجل لنا الحل الجذري هذه المرة ، ويقتلع هذا النظام من أصوله ، أمور أعتقد أنها من اللطف الإلهي والعناية الربانية . ما معنى اللطف ؟ اللطف : التدبير الخفي ، تعاطي الأمورالدقيقة . الداعي لذكر هذا الموضوع في هذا الوقت هو لزرع الأمل ولشحذ العزيمة في قلوب الأحرار . من هذه الألطاف الربانية : 1_ فشل محاولات انقاذ السلطة وقطع الطريق أمام كل حل جزئي _ لحد الآن _ ، من أهمها : مبادرة ولي العهد أيام الدوار وموافقته على صيغة مختلفة من النقاط السبع ، وقبل أن تكتمل الطبخة مع الجمعيات السياسية في الخفاء ، دخلت قوات درع الجزيرة بسبب تعنت أحد أجنحة الحكم واستنجاده بالسعودية أفسدت تلك الطبخة ، والتي لو تمت لسارع جزء كبير من الشعب على الموافقة على تلك المبادرة الإلتفافية ، لأسباب من أهمها أن الناس تفضل الحلول السريعة ولا تملك طول النفس وتستعجل قطف الثمر ، خصوصا في ظل جمعيات تتبنى اتجاه الإصلاحات الجزئية والقبول بها وفق فن الممكن . أما المبادرات القطرية والتركية والكويتية وغيرها التي طرحت رفضها النظام لارتباطه بالقرار والمصير السعودي المتعنت ، وكل هذه المبادرات لو طرحت على المعارضة لقبلت وتمت ، ولكن بحمد الله سبحانه وتعالى تعنت هذا النظام وتشدد بعض أجنحته {وارتباطه بالقرار والمصير السعودي} أفشل كل هذه المحاولات والمبادرات الإلتفافية وبذلك هو يسير نحو الزوال الكامل انشاء الله . 2_ سقوط الشهداء عند كل منعطف خطير من منعطفات الثورة ، الأمر الذي يشحذ همم الثوار ويزيد من إصرارنا على مواصلة طريق إسقاط هذا النظام ، فسقوط الشهيد علي مشيمع أعطى الثورة مددا وشرارة للإنطلاق، وازداد هذا الحماس إصرارا وقوع الشهيد فاضل المتروك في اليوم التالي ، وبهذا الإصرار تحرك الشعب نحو الإعتصام في دوار اللؤلؤة للعمل على إسقاط النظام . سقوط الشهداء الأربعة في الدوار في الخميس الدامي أعطانا إصرار على مطلب إسقاط النظام ، سقوط الشهيد أبو حميد حرر الدوار من احتلال الجيش ، سقوط شهداء التعذيب الأربعة (حسن جاسم ، وصقر ، والعشيري ، وفخراوي) خفف قليلا شدة التعذيب على السجناء ، وجعل النظام يقدم أول تنازل وإن كان شكليا وهو تشكيل لجنة للتحقيق في التعذيب ، سقوط الشهيد عبد المجيد عبد العال شكّل رفضا شعبيا مبدئيا للجنة بسيوني في أول يوم من تشكيلها .. سقوط الشهيد علي بداح والشهيد عبد النبي العاقل بمثابة توقيع على فضح تقرير بسيوني المزيف والمضلل في يوم تسليمه. 3_ تعنت السلطة وعدم تقديم أي مبادرة للإصلاح ، وذلك بسبب ربط مصير آل خليفة بقرار آل سعود ، فآل سعود شددوا على عدم تقديم أي تنازل من قبل السلطة الخليفية ، وذلك ليس حبا في آل خليفة ، وإنما خوفا على مصالح آل سعود ، لأن تقديم أي تنازل من قبل آل خليفة لشعب البحرين يعني إحراز تقدم ونجاح الإحتجاجات ، وأي نجاح ولو كان بسيطا في البحرين سيشجع الشعب السعودي لا سيما أهل الشرقية في اتباع نفس الأسلوب ، خصوصا مع تزامن الثورات العربية ، ولكن هذا التعنت نافع لنا على المدى البعيد ، حيث أن ذلك سيكون سبب في زوال هذا النظام من رأسه . فلو كان الأمر بيد آل خليفة لخدعونا ببعض التنازلات وانتهت ثورتنا عندها . |
الساعة الآن 08:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir