منتدى استراحات زايد - امضِّ بنا يا رسول الله لما أردت

http://upload.traidnt.net/upfiles/AOg56554.png

لما تحول الموقف يوم بدر من مجرد الحصول على العير إلى قتال بين المسلمين والمشركين ، أراد النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يعرف رأى أصحابه قبل الدخول فى تلك المعركة الحاسمة فاستشار أصحابه فتكلم أبو بكر الصديق فقال وأحسن ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، وكذلك المقداد بن عمرو ، وهؤلاء القادة الثلاثة الذين كانوا من المهاجرين ، وهم أقلية فى الجيش ، فأحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يعرف رأى قادة الأنصار ؛ لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش ؛ ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم ، مع أن نصوص العقبة – بيعة العقبة – لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم ، فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة: "أشيروا علىَّ أيها الناس" وإنما يريد الأنصار ، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار ، وحامل لوائهم سعد بن معاذ ، فقال: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟
قال: أجل

http://upload.traidnt.net/upfiles/xph57684.png

قال: فقد آمنا بك ، فصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما أردت ، فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا ، إنا لصُبرٌ فى الحرب ، صُدُقٌ فى اللقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر على بركة الله.

http://upload.traidnt.net/upfiles/xph57684.png

وفى رواية: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقا عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم ، وإنى أقول عن الأنصار ، وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت ، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت ، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك ، فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ، والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك.

http://upload.traidnt.net/upfiles/xph57684.png

فَسُرَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول سعد ، ونشَّطه ذلك ، ثم قال: سيروا وأبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين ، والله لكأنى الآن أنظر إلى مصارع القوم .
أورده ابن هشام فى السيرة (2/447) بدون سند ، وأخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف (8/469) والبيهقى فى الدلائل (3/34) ، وذكره الحافظ فى الفتح (7/288) من حديث علقمة بن وقاص مرسلا ، وفى الباب عن أنس عند مسلم (1779).

http://upload.traidnt.net/upfiles/xYa57738.png