منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   "هيهات منا الذلة" و "القول الليّن" في فكر الأستاذ عبدالوهاب حسين (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=687618)

محروم.كوم 11-27-2011 02:20 PM

"هيهات منا الذلة" و "القول الليّن" في فكر الأستاذ عبدالوهاب حسين
 
http://www6.0zz0.com/2011/11/27/09/390946587.jpg



"هيهات منا الذلة" و "القول الليّن" في فكر الأستاذ عبدالوهاب حسين

السؤال : طرحت بعض القيادات الدينية السياسية في البحرين بأن شعار " هيهات منا الذلة " شعار مرحلي وليس دائما .

( أ ) : ما هو رأي الأستاذ عبد الوهاب حسين في ذلك ؟

( ب ) : ألا يدل أمر الله تعالى لموسى وهارون بأن يقولا لفرعون قولاً ليناً على ذلك ؟


الجواب ( أ ) : وفيه نقاط عديدة .. منها :
النقطة الأولى : شعار " هيهات منا الذلة " شعارٌ إسلاميٌ صالحٌ لكل المراحل والظروف ، وهو شعار سرمدي باقٍ في قلوب المؤمنين ما بقي الدهر . لأن عزة المؤمنين من عـزة الله ( جل جلاله ) القاهر فوق عباده . فالعزة صنو الإيمان وراسخة ومستقرة في قلب المؤمنين ومواقفهم من أجل نصرة الحق وأهله ، وإظهار دين الله ( تبارك وتعالى ) على الدين كله ولو كره المشركون في كل الظروف ، ولا يمكن أن يتخلى الإنسان المؤمن عن العزة في أحلك الظروف وأشدها بأساً أو أكثرها طواعية ويسراً .. إلا أن يتضعضع الإيمان في قلبه .
قال الله تبارك وتعالى : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } .
( المنافقون : 8 ) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير الآية الشريفة : " المؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً ، المؤمن أعز من الجبل ، إن الجبل يستفل منه بالمعاول والمؤمن لا يستفل من دينه شيء " ( البرهان . م 4 . 339 ) .

النقطة الثانية : العزة تعني شعور المؤمنين بالثقة والصلابة والقوة والتمسك بالثوابت والقدرة الفكرية والنفسية والعملية على الوقوف رافعين رؤوسهم في وجه كل التحديات والقوى المناوئة لهم في السلم والحرب ، وعدم الشعور بالضعف أمام أعدائهم وخصومهم ، ورفض الإذلال والقهر ، والإصرار على الانتصار وقهر كافة الصعوبات والتغلب على كافة التحديات التي تقف في وجه رسالتهم في الحياة وتحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم لخدمة الإنسانية المعذبة التي تنتظر دورهم .

والخلاصة : العزة ليست شعاراً للمؤمنين في المواجهة العسكرية فحسب ، وإنما هي شعار ثابت لهم في كل أشكال المواجهة والبناء في الحياة .
قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أقر بالذل طائعاً فليس منا أهل البيت " ( البحار . ج 77 . ص 162 ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أعز أمر الله يعزك الله "
( كنز العمال . الهندي . ج 15. الحديث 43102 . ص785 ) .
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : " العز إدراك النصر " .
( غرر الحكم ) .

النقطة الثالثة : إذا التزام المؤمنين بالعزة في مواقفهم في الحياة ، تجلت فيهم صفات الجلال والكبرياء ، فتجعل لهم الهيبة والمخافة في قلوب الأعداء ، ويبارك الله ( تبارك وتعالى ) لهم في مواقفهم كلها ، وينصرهم على أعدائهم . أما إذا قبلوا بالذل والهوان والصغار ، فقد ابتعدوا عن ساحة عز الله ( جل جلاله ) وهانت عليهم أنفسهم ، واستهان بهم الأعداء والخصوم ، وأوغلوا في أذاهم ، حتى يسيموهم الخسف .. ولا ينصرون أبداً .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال : العز في الدنيا والآخرة ، والفلج ( الظفر والفوز ) في الدنيا والآخرة ، والمهابة في صدور الظالمين " ( الكافي . ج 8 . ص 234 ) .


الجواب ( ب ) : وفيه نقاط عديدة .. منها :
النقطة الأولى : إن أمر الله تبارك وتعالى لموسى وهارون ( عليهما السلام ) بالقول اللين في قوله تعالى { اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي . اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } ( طه : 42 ـ 44 ) لا يدل على التنازل عن الشعار الإسلامي العظيم : " هيهات منا الذلة " وإنما يدل على الحكمة في أسلوب الدعوة إلى الله ( تبارك وتعالى ) قال الله تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } ( النحل : 125 ) .

النقطة الثانية : يجب علينا أن نميز بين الشكل والمضمون في الدعوة . فمن حيث الشكل نحن مطالبون ( شرعاً وعقلاً وخلقاً ) باللين في الدعوة إلى الله ( تبارك وتعالى ) ولكن ذلك لا يعني السماح بالتنازل في المضمون ، فلا يجوز ( عقلا وشرعا وخلقاً ) التغيير في مضمون الرسالة أو إضعاف المواقف . ولهذا نجد بأن الله ( تبارك وتعالى ) نهى موسى وهارون عن الضعف والتقصير { وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } وكان نبي الله موسى ( عليه السلام ) قوياً جداً في الإفصاح عن مضمون الرسالة وصلباً جداً في المواجهة السياسية مع فرعون .
قال الله تعالى : { قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى . قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى . فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى . إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى . قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى . قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى . قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى . قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى } .
( طه : 45 ـ 52 ) .

والخلاصة : أن الثورية الحقيقية والعزة هي في المحافظة على سلامة المضمون وقوة المواقف وصلابتها وليست في الشكل والحدة في الخطاب .

النقطة الثالثة : أن الالتفات إلى الحقيقة السابقة من شأنه تحصين الوعي الجماهيري لدى المؤمنين ، لأنه يميز بين المؤمنين الصادقين المجاهدين الذين يتأدبون بآداب الإسلام في الخطاب { قَوْلاً لَّيِّنًا } ويحافظون على سلامة المضمون { يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } وصلابة المواقف { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } وبين المزايدين والمتسلقين ، الذي يتشدقون بالثورية من خلال الكلمات النارية الحادة ، ثم يتنازلون عن المضمون ، وتضعف مواقفهم في وقت المواجهة مع الأعداء والخصوم ولزوم التضحية ، كما قال الله تعالى عنهم : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } ( الأحزاب : 19 ) .


الساعة الآن 07:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227