![]() |
كلمة آية الله الأراكي بمناسبة عاشوراء وتدشين شعار الحسين صمود ونصر . تيار الوفاء الإسلامي https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net...04712157_q.jpg كلمة أية الله الفقية الشيخ محسن الأراكي ( حفظه الله ) بمناسبة تدشين شعار عاشوراء ( 1432 ه ) للهئية الثقافية لتيار الوفاء الإسلامي وحلول عاشوراء الحسين عليه السلام https://fbcdn-sphotos-a.akamaihd.net...98019987_n.jpg بسم الله الرحمن الرحيم السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ( عليه السلام ) . تظل علينا أيام ذكرى الثورة الحسينية التي قامت لمقارعة الظلم و الجور و الطغيان ، والتي انتصر فيها الدم على السيف ، والحق المظلوم الصابر ، على الظلم والعدوان الجائر . إنّ الثورة الإسلامية الحسينية التي تشهدها اليوم بلاد البحرين إنما استمدت مضمونها وأهدافها وقوتها وأسلوبها من ثورة الحسين صلوات الله عليه ، بل أن هذه الثورة ما هي إلا استمرار لثورة الحسين صلوات الله عليه ، وإن شهداء الثورة الإسلامية الحسينية في البحرين لم يقوموا إلا استجابة لنداء الحسين عليه السلام إذا قال في يوم عاشوراء : " هل من ناصر ينصرنا ، هل من مغيث يغيثنا ، هل من ذاب يذب عن حرم الله وحرم رسوله " فشهداء البحرين مّمن يُعدّون ضمن الكوكبة الطّاهرة من أنصار الحسين عليه السلام . فعلى الحسين الحبيب إمام ثورة الطف الكبرى وإمام الثائرين على مدى الزمن ، وعلى أنصاره الآولين و الآخرين سيّما شهداء ثورة الحسين في البحرين أفضل صلوات الله وصلوات المصلين . إن الثورة الإسلامية في البحرين مثلت ثورة الحسين صلوات الله عليه في جهات شتى من المضمون و الأهداف و الأسلوب ، فمضمون ثورة الحسين مضمون قرآني أعلنه صلوات الله عليه حين قال : " اني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي " وكذلك في ثورة الحسين في البحرين ثورة إصلاحية تغييرية تريد أن تغيّر الواقع الظالم الفاسد إلى واقع صالح عادل يحكم فيه المعروف ويموت فيه المنكر . وليس الإصلاح الإبقاء على نظام الحكم الفاسد والإكتفاء بالرتوش التجميلية التي لا تغير من الواقع الجائر الفاسد شيئاً ، بل يعني إزالة الفساد من جذوره وتغيير نظام الحكم الفاسد ، وإقامة البديل الإسلامي العادل القائم على أساس حكم الله سبحانه وتعالى ، وهذا ما أكده الإمام الحسين صلوات الله عليه إذ قال : " أيها الناس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رآى منكم سلطاناً جائراً يعمل في عباد الله بالظلم والجور ثم لم يغيّر عليه بقول أو فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ، وأنا أحق من غيّر " . وأهداف ثورة الشعب البحريني هي نفس أهداف الثورة الحسينية ، من إزالة الحكم الفاسد ، ورفع الظلم ، وإقامة الحكم العادل ، واقرار الحق و العدل . وأسلوب الثورة الحسينية المعتمدة على الصبر و الصمود والإيمان بالله هو الأسلوب المتخذ للشعب البحريني في ثورته ضد الطغاة ، ومن هنا فانّ ثورة الحسين في البحرين كثورة الحسين الأولى ثورة ترفض الذّل و الهوان و الإستسلام ، وترى أنّ الموت في عزّ خير من حياة في ذل ، و " أنّ الدّعّي بن الدّعّي قد ركز بين أثنيتين بين السّلة و الذّلّة وهيات منا الذّلّة أبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، جحور طابت وجدود طهرت ، فوالله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ولا أقر إقرار العبيد " ان هذا المنهج الحسيني هو منهج الثوار الحسينيين في البحرين اليوم ، وإذا كانت القيادة العلمائية الطّاهرة لثورة البحرين المباركة قد أعلنت السلميَّة منهجاَ لها ، فإنها تتبع في ذلك منهج الحسين عليه السلام القائم على أساس السلميَّة الرافضة للاستسلام و الذل و الهوان . فإنّ بين السلميَّة و الاستسلامية فرقاً كبيراً وبوناً شاسعاً فإنّ السلميَّة تعني هدم سلطان الطواغيت ودكّ عروشهم وايجاد التغيير الجذري في نظام الحكم بأسلوب سلمي يعتمد على الصبر في المواجهة و الصمود في المطالبة بالحق وحقانية الثورة وأهدافها أداءة لتحقيق النصر ، وهذا وهو المراد بسلميَّة الثورة الحسينية في البحرين كما أعلنها قادتها المخلصون . وأما الإستسلامية في تعني الخضوع لإرادة الحاكم الجائر و الإستسلام لخططه ومؤامراته التي يهدف منها إلى تكريس سلطته الظالمة وإطالة حياتها ، وصيانتها أمام ضربات الثائرين ، بإستخدام البطش و القوة أحياناً ، وإنتهاج أساليب الخداع والإلتفاف على مطالب الجماهير العادلة أحياناً أخرى . ولا تعني سلميَّة الثورة أن يقف أبناؤها مكتوفي الأيدي أمام غطرسة الجائرين وبطشهم وتنكيلهم بالمؤمنين و المؤمنات ، بل أن الدفاع عن النفس و المال و العرض واجب مؤكّد شرعاً وعقلاً ، هو يأتي في إطار سلميَّة الثورة ورفض الذّل و الإستسلام أمام بطش العدوّ الجائر وقسوته وغطرسته . ففي إطار سلميَّة الثورة يجب على من يقدر الدفاع عن نفسه وماله وعرضه أن يدافع عنها بكل ما أوتي من أساليب الدفاع وأدواته ، فقد روي في الحديث الصحيح المتواتر مضموناً عن الإمام الصادق عليه السلام : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قُتل دون مظلمته فهو شهيد " ( الوسائل أبواب جهاد العدو ، الباب 46 ، الحديث 8 ) . وروي كذلك بالسند الصحيح عن الإمام الباقر عليه السلام : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قُتل دون مظلمته فهو شهيد ، ثم قال : يا أبا مريم ، هل تدري ما دون مظلمته ؟ قلت : جعلت فداك ، الرجل يُقتل دون أهله ودون ماله وأشباه ذلك ، فقال يا أبا مريم ، إن من الفقه عرفان الحق " ( الوسائل ، أبواب جهاد العدو ، الباب 46 ، الحديث 9 ) . وروى الصدوق بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، إنه قال " أن الله عز وجل يبغض الرجل يُدخل عليه في بيته فلا يقاتل " ( الوسائل ، أبواب جهاد العدو ، الباب 46 ، الحديث 15 ) . إنّ الدفاع عن النفس والعرض والمال واجب شرعي لمن يقدر عليه ولا يحتاج إستذان من الإمام ولا من نائبه ولا من الحاكم الشرعي بل هو واجب مطلق من هذه الناحية بإتفاق آراء الفقهاء . وعلى هذا الأساس فلا بدّ أن يكون واضحاً للثوار الحسينيين أنّ سلميّة الثورة لا تعني التفرج على قتل الأبرياء و الهجوم على مساكن الأمنين وإرعاب الأطفال و النساء والشيوخ ، والإعتداء عليهم و التنكيل بهم ، فإننا نجد في الثورة الحسينية رغم سلميتها أبلغ أنواع الدفاع عن النفس والأهل وأشّدها ، وفي الحسين صلوات الله عليه خير أسوة وقدوة . وعلى ضوء ما شرحناه من مفهوم سلميّة الثورة ، و الفارق بينها وبين الإستسلاميّة الذلية ، نحدّد النقاط التالية : 1- سلميًة الثورة تعني تغيير نظام الحكم الجائر الفاسد بأسلوب سلمي يقوم على أساس الجهاد الناعم المعتمد على الإيمان بالله و الصبر و الصمود في سبيل المطالبة بحق و العدل . 2- الدفاع عن النفس و المال والأهل لا يناقض سلميًة الثورة ، بل هو ركن في الجهاد السلمي لا محيد عنه . 3- إن إستهداف أرواح المتظاهرين المطالبين بالحق و العدل ، واستهداف أرواح الأمنيين في مساكنهم وإرعاب الأطفال و النساء و الشيوخ محاربة لله ولرسوله ، و الدفاع في مواجهة هذا العدوان حق شرعي وعقلي لا يتوقف على إذن الحاكم الشرعي . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على المجاهدين الثائرين في مختلف بلاد الإسلام بالنصر العاجل المؤزر وأن ينصر أخوننا وأخواتنا في البحرين وأن يرينا أنتصارهم التام على أعدائهم الجائرين الطغاة عاجلاً وفتح من الله ونصر قريب وتبشر المؤمنين . محسن الأراكي 29 ذو الحجة الحرام 1432 هـ ... |
الساعة الآن 07:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir